يحترف ثلاثة رياضات.. اللاعب صلاح قصة حلم تبلورت لتصبح حقيقة

يحترف ثلاثة رياضات.. اللاعب صلاح قصة حلم تبلورت لتصبح حقيقة
رام الله - دنيا الوطن
أروى صلاح
من قلعة مدينة رفح جنوب قطاع غزة، خفقت القلوب لحلم شارف على بلوغ الحقيقة لتحقيقه، في بلاد تقتل ملايين الاحلام وصعوبات تواجه الشباب في كل مكان، لكن اللاعب الفلسطيني أحمد باسل صلاح (21عاما) أثبت عكس ذلك ليصبح بطل رياضي محترف لثلاثة أندية رياضية. 

طموح صلاح يمتزج بمعاناة الحرب داخل الحي الذي يقطن به صلاح، وبالتحديد بالقرب من الحدود المصرية الفلسطينية، وتحت قصف طيران الاحتلال الإسرائيليين أبصر أحمد علي الحياة من اب حلم بابن يكون أمل لبلاده، وام دعمته منذ البداية ليتحدى جميع المعيقات التي تواجهه، ليجعل لنفسه هدف واحد من أجل البقاء، وليحمل فوق كاهله الكثير من الطموح والموهبة الفريدة التي جعلته يمارس ثلاث ألعاب مختلفة في آن واحد دون إحداث خلل بينهم، وإكماله لمسيرته التعليمية بدراسة قسم التربية الرياضية في جامعة الأقصى. 

يحترف ثلاثة أندية في آن واحد لم يكن صعب على أحمد أن يمسك الكرة بين يديه يشكلها في كل مرة كما يريد الملعب، فلعلها في التشكيلة الاولى يثبت فوق الارض ليقذفها داخل سلة دائرية، والثانية يصوبها نحو المرمى، أم الثالثة يطير ليكون حائط صد خلف شبكة أمام خصم في الجانب الآخر ليحقق الفوز لفريقه.  

وفي حديث له يقول: " لم يكن لدي أي فكرة بأني سأمارس ثلاث رياضات في آن واحد يوما ما، ولكن الشغف دفعني لاحترافهما، فكانت البداية من كره اليد الذي كنت امارسها في صغري مع زملائي في المدرسة خلال حصة الرياضة المخصصة وأكون حارس مرمى في الفريق، ليكتشف موهبتي الكابتن تامر جودة ويقرر إلحاقي بفريق نادي خدمات رفح، ومن ثم انتقلت إلى نادي خدمات تل السلطان الرياضي، ومؤخرا إلى نادي خدمات النصيرات الرياضي. ويكمل لم اكتفي بهذا فكانت حكايتي مع كرة الطائرة مشابهة لكرة اليد، حينما كنت امارسها في اوقات الفراغ مع زملائي في المدرسة، واستمريت في ممارستها في الحياة الجامعية، ليكتشف موهبتي لاعب نادي خدمات جباليا ومنتخب فلسطين حسن ابو زعيتر، ويلحقني الى فريق نادي خدمات جباليا في الوقت الذي كان النادي على موعد مع بطولة للناشئين.

ويستمر صلاح في حديثه، ويقول: أثناء مشاهدتي للاعب نادي خدمات رفح محمود أبو شعر الذي كان يمارس امامي كرة السلة، والذي أعجبته بطريقه لعبة، فأصبح لدى طموح لضرورة معرفة قوانين اللعبة واحترافى لها. الحياة الرياضية وعدم توفر الأندية يبدأ أحمد صباحه منذ شروق الشمس ليتجه راكضا الى شاطئ مدينة رفح ليتنفس حرياته، ويمارس طقوسه الرياضية الصباحية، بمعدل ساعتين الى ثلاث ساعات يوميا، ليكن قادرا على الإلمام بجميع قوانين اللعبة، ولتنشيط لياقته العالية التي سمحت له باحتراف ثلاثة العاب مختلفة.  

ويقول: "اننا نعاني من عدم توفر الإمكانيات اللازمة داخل الأندية الرياضية لممارسة التمارين المطلوبة، وحصر الأندية لنا كلاعبين و كثرة الصعوبات التي نوجهه، وعدم توفر دعم ومحترفين لمتابعتنا ". وحصل صلاح على بطولة دورى كرة الطائرة مع نادي خدمات جباليا، وحصوله على بطولة كأس السوبر لكرة اليد مع فريق خدمات النصيرات، وتتويجه باللقب الأول لنادي خدمات رفح بكأس قطاع غزة لكرة السلة.  

أما عن مشاركته مع المنتخب الفلسطيني لكرة الطائرة في تصفيات المؤهلة لكأس الاتحاد الآسيوي لهذا العام في البحرين، والذي لم يوفق به نتيجة عدم التحضير الجيد لأعضاء الفريق، واندماجهم وتدريبهم مع فريق الضفة المحتلة، بسبب عدم وصولهم الى مملكة البحرين متأخرين، وعدم وجود وقت للتدريب، نتيجة تأخر الجانب الإسرائيلي في إصدار موافقة على التصريح لسفرهم.  

ويقول صلاح: "ان المشكلة الأساسية للرياضيين في غزه، هي ان لاعب المنتخب الفلسطيني مقيد الحركة، ومشاركته في أي بطولة مرتبطة بالحصول على تصريح من الجانب الاسرائيلي، وكان هذا السبب الاكبر لعدم حصولنا على الفوز، ولكننا لا نختلف عن اللاعبين في أي دولة، بل اننا نملك احلامنا وطموحا للتحدي الظروف بشكل أكبر". معاناة اللاعبين مع الأندية بالرغم من امتلاكهم الموهبة وباعتبارهم لاعبين محترفين ولكنهم يعانون بشكل كبير في قطاع غزة بسبب الوضع الاقتصادي القائم والحصار المفروض على القطاع.

ويقول احمد أننا كلاعبين لم نحصل على رتب رسمي من الأندية فحالنا كلاعبين رياضيين محترفين في غزة، ليس كحال اللاعبين خارج فلسطين، بل يجب علينا العمل إلى جانب النشاطات الرياضية لتوفير أبسط احتياجاتنا كلاعبين. وأوضح أنني كلاعب رياضي في غزة على الصعيد الشخصي أحصل مكافأة شهرية تبلغ ما بين 200الى 250 دولار فقط، وجميعها لا تكفي لمصاريف شخصية لأكمل حلمي الرياضي، وعدم توفير الظروف المناسبة او الامكانيات المناسبة للعب.  

ويحلم صلاح في المستقبل القريب إلى اللعب مع اللاعب المصري لكرة الطائرة أحمد صلاح، والكثير من اللاعبين في الوطن العربي.  

ويوجه رسالته الى رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم السيد جبريل الرجوب مطالبا بضرورة النظر الى اللاعبين في المحافظات الجنوبية، ودمجهم مع جميع محافظات الوطن، وعدم التفريق بينهم، مضيفا أن توفير مجمعات رياضية في غزة بأقرب وقت، وتوفير الاجهزة الرياضية اللازمة للأندية، و تنفيذ معسكرات للمنتخبات المشاركة في البطولات الخارجية بمعدل شهر على أقل قبل البطولة. طموحاته ورسالته من حقنا أن نحلم في تمثيل بلادنا فلسطين "هكذا كان رد صلاح عند حديثنا معه عن طموحاته فهو يحلم أن يمثل منتخب فلسطين في البطولات الدولية ليصل رسالة أننا ما زلنا نقاوم من أجل وطن، أما رسالته كانت ألا نتخلى عن الحلم مهما كان، وان نضع أهدافنا لطموحاتنا، مؤكدا على أننا قادرون على تحقيق أحلامنا في غزة.  

مدرب صلاح يقول الكابتن تامر جودة مدرب تربية رياضية وبدنية في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين أن طموح أحمد، كان فوق المعتاد وحبه للتعلم كان مميز، والتزامه بشكل كبير في جميع النوادي وإتقانه لجميع التمارين وتقبله الدائم لنصائح. وأضاف أن حالة أحمد كانت نادرة وصعب ان يتكرر مثلها في السنوات القريبة المقبلة.


التعليقات