التكنولوجيا تسهم بدفع عجلة تطوير تجربة الركاب والبنية التحتية

التكنولوجيا تسهم بدفع عجلة تطوير تجربة الركاب والبنية التحتية
رام الله - دنيا الوطن
دعا الاتحاد الدولي للنقل الجوي "إياتا" خلال فعاليات الندوة العالمية للشحن (GAPS) التي أقيمت في وارسو، الحكومات والقطاع للتعاون في استخدام التقنيات الحديثة بشكل أفضل، والتركيز على تلبية احتياجات الركاب وتحقيق كفاءة أكبر من البنية التحتية.

وأشار ألكساندر دو جونياك، المدير العام والرئيس التنفيذي للاتحاد الدولي للنقل الجوي في كلمته الافتتاحية للندوة، إلى أن العاملين في القطاع يجب عليهم التركيز في توفير خيارات تكنولوجية متنوعة تهدف إلى تلبية احتياجات الركاب لتعزيز تجربتهم.

وأشار الاستطلاع العالمي للركاب الذي أجراه الاتحاد في عام 2019 إلى توجّه تفضيلات المسافرين الواضح نحو التقنيات التي تتيح لهم تتبّع أمتعتهم في الوقت الفعلي، وتسريع مرورهم بمختلف إجراءات المطارات.

ويمتلك القطاع حلولاً مناسبة لتلبية هذه الاحتياجات، من بينها مبادرة الهوية الموحّدة (One ID)، التي تسهم في مساعدة القطاع على الانتقال إلى مستقبل يصبح فيه الوجه أو قزحية العين أو بصمة الأصابع الرمز الوحيد اللازم لجميع المسافرين، بالإضافة إلى حلول تعقّب الأمتعة بنظام تحديد الهوية عبر موجات الراديو، واللذين يحتاج تطبيقهما لدعم الجهات المعنية ومن بينها الحكومات.

وبهذا الصدد، قال دي جونياك: "تتمتع التكنولوجيا البيومترية بالقدرة على الارتقاء بتجربة المسافرين، وتحظى مبادرة الهوية الموحّدة بدعم كبير من شركات الطيران، كما تتجه الأولوية اليوم نحو ضمان وجود قوانين تدعم رؤية تجربة السفر التي لا يحتاج فيها الركاب لإبراز مستندات ورقية، ما يكفل تعزيز حماية بياناتهم".

وتعمل المطارات وشركات الطيران معاً لتطبيق آليات تتبّع الأمتعة في نقاط الرحلة الأساسية، مثل التحميل إلى الطائرة ومنها (القرار رقم 753)، حيث التزمت شركات الطيران منذ شهر يونيو بتطبيق خدمات تعقّب الأمتعة بنظام تحديد الهوية عبر موجات الراديو في مختلف أنحاء العالم.

وقال دي جونياك، معلقاً: "شهد تطبيق تقنيات تعقّب الأمتعة بنظام تحديد الهوية عبر موجات الراديو تقدماً جيداً، ولا سيما في الصين التي اعتمدت على هذه التقنية بشكل كامل. وتعمل العديد من المطارات وشركات الطيران في أوروبا معاً لتوفير هذه التقنيات، ولا سيما الخطوط الجوية الفرنسية في مطار شارل ديغول بباريس.

وأضاف: "فضلاً عن تلبية احتياجات عملائنا، يجب أن يدرك القطاع مدى أهمية تطبيق تعقّب الأمتعة بنظام تحديد الهوية عبر موجات الراديو، ودوره في تقليص التكاليف التي تتكبدها شركات الطيران جراء المناولة الخاطئة للأمتعة، والتي تقدر بـ 2.4 مليار دولار أمريكي".

البنية التحتية

تلعب البنية التحتية دوراً كبيراً في تلبية توقعات العملاء واحتياجاتهم، ومن الضروري تطويرها لتكون قادرة على التعامل مع حجم الطلب في المستقبل، دون الاعتماد على مطارات أكبر. وبالتعاون مع مجلس المطارات الدولي ACI))، تستكشف مبادرة التجارب الجديدة للسفر والتكنولوجيا (NEXTT) التغييرات المهمة على التكنولوجيا، والعمليات الكفيلة بتحسين الكفاءة التشغيلية وتجربة العملاء.

وتتضمن المبادرة 11 مساق عمل من بينها القدرة على:

·        تعزيز المعالجة خارج الموقع، ما قد يخفف أو يلغي أرتال الانتظار.

·        استخدام الذكاء الصناعي وتقنيات الروبوت لتعزيز كفاءة استخدام المساحات والموارد.

·        تحسين سبل تبادل البيانات بين الجهات المعنية لتعزيز الكفاءة.

ونوه دي جونياك: "سيشكل استيعاب النمو عبر بناء مطارات أكبر تحدياً كبيراً من وجهة نظر السياسة العامة. وتوفر مبادرة التجارب الجديدة في مجال تكنولوجيا السفر فرصة رئيسية للتركيز على استخدام أحدث معايير التكنولوجيا لمستقبل مستدام، ونتطلع نحو بولندا لتلعب دوراً ريادياً من حيث تحقيق رؤية هذه المبادرة عبر بناء مطار وارسو الجديد – "سوليداريتي ترانسبورت هاب"، الذي يعتبر أول مطار جديد كلياً في الاتحاد الأوروبي منذ أكثر من عقد".

الخطوط الجوية البولندية "لوت"

ألقى رافال ميلكزارسكي الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية البولندية، كلمة خلال الندوة أكد فيها على الحاجة للارتقاء بسوية القطاع عبر الاعتماد على تقنيات جديدة تكفل مستقبلاً مستداماً للطيران، والآليات التي تتيح لمطار وارسو الجديد دعم هذه الرؤية.

وقال ميلكزارسكي: "بصفتنا شركة الطيران الرائدة في بولندا وأوروبا الوسطى والشرقية، لاحظنا حاجة قطاع الطيران الأوروبي لتحول كبير، وندعم تحول القطاع ليكون عادلاً للجميع. ويجب أن تطبق الشركات حلولاً تعتمد على أحدث التقنيات للمحافظة على ميزتها التنافسية واستدامتها ولتلبية المتطلبات المتزايدة للركاب. وستلعب بولندا وشركة الخطوط الجوية البولندية "لوت" دوراً مهماً في تشكيل ملامح قطاع الطيران في أوروبا الوسطى والشرقية بفضل الاستثمار في مطار المستقبل".

وأضاف: "يتطرق المشروع متعدد الوسائط لتحديات القطاع واحتياجات الركاب عبر وضع معايير جديدة لمراقبة السلامة، وتخفيض انبعاثات الكربون باستخدام وقود الطيران المستدام (SAF) والذكاء الاصطناعي لإدارة العمليات التشغيلية في المطار، وضمان وقت أقصر للتبديل بين الطائرات ورحلة أكثر سلاسة. ونهدف إلى بناء مطار محوري جديد كلياً بالشراكة مع الاتحاد الدولي للنقل الجوي والرواد العالميين وخبراء القطاع، بما يساعد في قطع أشواط طويلة في مسيرتنا قياساً بما نحن عليه اليوم".

بناء مستقبل مستدام

تحدث دي جونياك عن مسألتين أساسيتين وملحّتين للارتقاء بمستقبل القطاع:

·        التوازن بين الجنسين: دعا دي جونياك شركات الطيران لدعم مبادرة "25 في 2025" التي أطلقها الاتحاد مؤخراً، وقال: "يتحقق التواصل الجوي العالمي عبر خدمات يقدمها أشخاص لآخرين. ونحن بحاجة لمجموعة متنوعة من القوى العاملة المدربة وذات المهارات الضرورية في عالم رقمي يتزايد فيه الاعتماد على البيانات. ولن نمتلك القدرة اللازمة للمستقبل إن لم نشارك بشكل كامل في تعزيز إمكانات النساء في القوى العاملة على جميع المستويات".

وتعتبر "25 في 2025" مبادرة تطوعية طموحة لمعالجة عدم التوازن بين الجنسين في قطاع الطيران. وبموجب المبادرة، تلتزم شركات الطيران بزيادة عدد النساء في المناصب العليا والرئيسية بنسبة 25%، أو لتصل إلى 25% على الأقل، بحلول عام 2025.

·        إدارة التغيير المناخي: قال دي جونياك: "لطالما أدركت شركات الطيران مدى أهمية الاستدامة كعنصر رئيسي لنمو قطاعنا، ونشر فوائد التواصل العالمي، والمزايا المرتبطة بـ 15 من أهداف الأمم المتحدة الـ 17 للتنمية المستدامة".

ولأكثر من عشر سنوات، سعى القطاع للحد من انبعاثات الكربون ووضع سقف لمعدلاته بداية من عام 2020. وتم تأمين هذا الهدف عبر خطة التعويض عن الكربون وخفضه في مجال الطيران الدولي، والتي حصلت على موافقة الأعضاء المشاركين في منظمة الطيران المدني الدولي "إيكاو" عام 2016، وأعيد التأكيد عليها في الدورة الأربعين للجمعية العامة للمنظمة في وقت سابق من شهر أكتوبر.

ويتمثل هدف القطاع في تخفيض صافي انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون إلى نصف ما كانت عليه في عام 2005، بحلول عام 2025. وفي الوقت الحالي، وصل متوسط انبعاثات الكربون في الرحلة العادية إلى نصف ما كان عليه في عام 1990. ويتيح وقود الطيران المستدام فرصة عملية لتخفيض معدلات انبعاث الكربون. ولكن ينبغي على الحكومات وضع أطر سياسية داعمة لتحقيق إمكانات هذا الوقود.