أزمة سد النهضة

أزمة سد النهضة
بقلم عبد الله عيسى/ رئيس التحرير
أعتقد أن الأزمة مع إثيوبيا، بدأت منذ وقت طويل، قبل شروع إثيوبيا في بناء سد النهضة.

ومؤخراً حاولت الإمارات أن تتدارك الخطأ العربي في التعامل مع إثيوبيا، بأن أقامت مركزاً إسلامياً، وكما قال مسؤول إماراتي كبير: إن الهدف من إقامة المركز هو تعليم الشعب الإثيوبي الشريعة الإسلامية، فرد رئيس الوزراء الإثيوبي قائلاً: "لا نُريد منكم تعليمنا الشريعة الإسلامية لأننا نعرفها جيداً، وكنا من أوائل من دخل الإسلام، مثل النجاشي وبلال بن رباح.

ولكن العرب في الجزيرة العربية، أضاعوا الإسلام، وما نريده منكم هو تعليمنا اللغة العربية، وعندها سنهتدي بالإسلام لوحدنا، والحقيقة أن الغائب الوحيد كان أن أهل الحبشة هم دعاة الفضائيات، حيث لم أر يوماً برنامجاً فضائياً يتحدث عن هجرة المسلمين من مكة للحبشة، وكيف خرج المسلمون من مكة، وأين استقروا في الحبشة، أي أثيوبيا الآن.

رغم أن النجاشي ملك الحبشة قد أسلم، بعد هجرة المسلمين الأوائل، وعندما توفي وعلم الرسول صلى الله عليه وسلم، أقام صلاة الغائب على روحه، وكانت وفاة النجاشي أول مرة يصلي بها المسلمون صلاة الغائب.

وفي العصر الحيث يتباكى دعاة الفضائيات على الأندلس، ولم يأتوا على ذكر الحبشة أبداً ولم يقدموا برنامجاً واحداً لتتبع مسيرة المسلمين الأوائل في هجرتهم للحبشة، وحزنهم وتباكيهم على الأندلس غريب مع إغفال للحبشة، وذلك لأن الأندلس بها نساء جميلات أو شقراوات.

وأخيراً تذكرنا إثيوبيا عنما بدأت في بنا سد النهضة، والذي سيُلحق أضراراً جسيمة بمصر والسودان، وأصبحت الاتصالات مع إثيوبيا خجولة، ولا ترقى إلى إقامة علاقات قوية ومتينة مع هذه الدولة.

ولا شك أن الرئيس السيسي، حاول تدارك الخلل بشتى الوسائل مع إثيوبيا، لكن تدخله جاء متأخراً، فأصرت إثيوبيا على موقفها المتشدد تجاه مصر، ووصلت الأمور إلى تدهور خطير حيث إن إثيوبيا استعانت بإسرائيل، وقامت الأخيرة بتزويدها بدفاعات جوية، نصبت عند سد النهضة، بهدف إسقاط أي طائرات مصرية ترغب بتدمير هذا السد.

وقيل إن السودان قامت بتزويد إثيوبيا بدفاعات جوية أخرى، ويتحدث المختصون بأنه لو قامت مصر بمهاجمة سد النهضة، فإن ذلك سيؤدي إلى فيضانات شديدة جداً تشمل مصر والسودان، وبالتالي وحسب أقوال المتحدثين السياسيين، يصعب أن يكون هنالك تدخل عسكري مصري لتدمير هذا السد، وفي الوقت تدرك إثيوبيا هذا الموضوع تماماً من استحالة قيام مصر بعمل عسكري ضدها.

ولكن قد تجد مصر نفسها في زاوية حرجة، تضطر معها للتدخل عسكرياً في إثيوبيا، وهنا لن نعرف النتائج كيف ستكون، وحجم الأضرار نتيجة لتدمير سد النهضة.

ونرى أن القيادة المصرية تسعى بشتى الوسائل لإيجاد حل سلمي للأزمة، ولكن إثيوبيا تستفز مصر بكل الوسائل، ولا تريد تقديم تنازلات فعلية من شأنها حل الأزمة.

التعليقات