شركات تخاطر بـ" 578" مليار دولار من قيمة مشروعاتها بسبب الإحلال التكنولوجي

شركات تخاطر بـ" 578" مليار دولار من قيمة مشروعاتها بسبب الإحلال التكنولوجي
أبو ظبي- دنيا الوطن
كشفت شركة "أكسنتشر" العالمية الرائدة في خدمات الأعمال والتكنولوجيا الرقمية المتكاملة، والمسجّلة في بورصة نيويورك بالرمز (ACN)، في تقريرها الجديد الصادر تحت عنوان "مؤشر أكسنتشر لنضج الابتكار في الشرق الأوسط"، أن غياب إجراءات قوية لمعالجة الإحلال التكنولوجي قد يعرض أكثر من 575 مليار دولار أمريكي من القيمة الإجمالية لمشروعات الشركات في الشرق الأوسط للخطر.

ويستند تقرير "أكسنتشر" إلى استطلاع شمل 200 مديراً تنفيذياً في المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، وإلى تحليل أكثر من 275 شركة في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، وذلك لقياس "القيمة الغير مستغلة"؛ وهي القيمة التي يمكن أن تحققها الشركات، على نحو أسرع وأكثر ثباتاً، في حال ارتكزوا على الابتكارات القائمة على التكنولوجيا، فضلاً عن تجنب المخاطر الناجمة عن الإحلال التكنولوجي.

وتشير تقديرات "أكسنتشر" إلى أن 578 مليار دولار من قيمة مشاريع الشركات في الشرق الأوسط، أي القيمة العائدة من العمليات الحالية، والمدعومة بتوقعات المستثمرين لقيمة المشروعات المستقبلية، معرضة لمخاطر الإحلال التكنولوجي. وعلى الرغم من إدراك المسؤولين التنفيذيين لهذه المخاطر، يؤكد تقرير "أكسنتشر" أنهم غير مستعدين لهذا الإحلال، وأنهم مترددون في اتخاذ قرارات الاستثمار في الابتكارات اللازمة للتعامل بفعالية.

وعلى سبيل المثال، أكدت نسبة 80% من المسؤولين التنفيذيين الذين شملهم الاستطلاع بأنهم يتوقعون تأثيرات الإحلال التكنولوجي على قطاعات أعمالهم خلال السنوات الثلاث المقبلة، نتيجة للابتكارات الجديدة. وأشارت نسبة تتجاوز الثلثين منهم (71%) إلى أنهم غير واثقين من أن جهود الابتكار المبذولة في شركاتهم تتيح لهم التغلب على تداعيات الإحلال التكنولوجي المستقبلية. وفضلاً عن ذلك، أوضح 6 مدراء من بين كل 7 استُطلعت آراؤهم (85%) أن أقل من ربع الاستثمارات في شركاتهم مخصص لتعزيز الابتكار، في حين أكّد 4 من كل 5 مدراء (79%) أن شركاتهم لا تخطط لزيادة استثماراتها في الابتكار على مدى السنوات الخمس المقبلة.

وعلى العموم، يحدد التقرير مجموعة صغيرة من الشركات التي تعمل على الابتكار بنجاح، وتشكل هذه المجموعة التي يدعوها التقرير "رواد الابتكار"، نسبة 7% من الشركات المدرجة ضمن "مؤشر أكسنتشر لنضج الابتكار"، والذي يقيس قدرة الشركات على الابتكار، من خلال اعتماد البنية الهيكلية والعمليات التي تجعلها مؤسسات معززة بالبيانات و"ذات صلة وثيقة بالعملاء". وتحرص الشركات من "رواد الابتكار" على استخدام البيانات والأدوات الرقمية والأساليب الحديثة لإنجاز ما تدعوه "أكسنتشر "محاور حكيمة"، وعلى سبيل المثال، إنشاء أعمال جديدة قائمة على القدرات الرقمية، مع مواصلة النمو والتحوّل في أعمالها الأساسية.

وتدرك الشركات "رواد الابتكار" أن عامل التمكين الأساسي للممارسات المبتكرة هو القدرة على التقاط الرؤى والأفكار واستنباطها من البيانات، وتسهم هذه القدرة بدورها في توليد المزيد من البيانات التي تعزز رؤية الشركة، وتخلق بالتالي دورة متكررة من النمو. ويشير تقرير "أكسنتشر" أن 24% فقط من الشركات التي شملها الاستطلاع قادرة على استخلاص قيمة قابلة للقياس من بياناتها.

وقال خافيير أنجلادا، المدير التنفيذي لأكسنتشر الرقمية في الشرق الأوسط، والذي أسهم بإعداد التقرير: "على الرغم من حجم البيانات الهائلة التي تتدفق حول العالم، إلا أن الشركات في الشرق الأوسط تفشل في الاستفادة منها بصورة فعالة. وينبغي على الشركات أن تتبنى مفهوم الابتكار دون تأخير، وإلا ستكون مُعرضة لتداعيات الإحلال التكنولوجي. وسيسهم سدّ ثغرة قيمة البيانات بمساعدة الشركات في الشرق الأوسط على تحقيق قدراتها في الابتكار، وخاصة ضمن مجالات مثل الذكاء الاصطناعي".

وحدّد تقرير "أكسنتشر" أربعة إجراءات رئيسية تعتمدها الشركات "رواد الابتكار" للاستفادة المثلى من قيمة البيانات، وهي كما يلي:

* بناء قاعدة بيانات معتمدة. يمتلك ثلث "رواد الابتكار" (64%) معرفة شاملة بالبيانات التي بحوزتهم، وأين تتوزع، وكيف تتدفق، ومن يستخدمها وكيف. ويقوم هؤلاء بدمج البيانات في مؤسساتهم بطريقة منظمة من خلال بناء نظام أساسي راسخ للبيانات، ووضع الهيكلية الصحيحة قيد التشغيل، والقيام بدور فاعل في إنشاء القدرات الأساسية لإدارة البيانات الرئيسية في المجالات الهامة، الأمر الذي يتيح لهم الوصول السريع للبيانات الموثوقة التي يمكن الاعتماد عليها لتعزيز الأفكار والرؤية واتخاذ القرارات بشكل فوري.

* تفعيل إدارة البيانات والحوكمة. يعمل "رواد الابتكار" على تفعيل بياناتهم من خلال التركيز على حوكمة البيانات الجيدة، وإدارة البيانات الوصفية وصحة البيانات. وعلى سبيل المثال، اعتمدت نسبة 71% من الشركات "رواد الابتكار" على إرشادات ومعايير وإجراءات حوكمة أخرى لضمان مطابقة البيانات، وقابلية التشغيل البيني الفعال لأنظمتها. ومن خلال التحكم بالبيانات وإدارتها على نطاق واسع، تستخدم الشركات تلك البيانات كأصول استراتيجية على المستوى المؤسسي.

* تحويل البيانات إلى أفكار وإجراءات. يعمل "رواد الابتكار" على توليد أفكار ورؤى تحليلية تشكل مدخلاً نحو مشاريع قائمة على الأفكار، وتتكامل من خلالها القرارات المعززة بالبيانات ضمن جميع وظائف الأعمال. كما يقوم "أبطار الابتكار" بتطوير استراتيجيات تحليل متقدمة، واستكشاف إمكانات الذكاء الاصطناعي. وفي الواقع، أنشأ أكثر من ثلثي "رواد الابتكار" (71%) أهدافاً محددة جيدة لاستراتيجيات التحليل الخاصة بهم، إلى جانب نموذج تشغيل محدد بصورة جيدة.

* تحقيق القيمة من البيانات. يحرص "رواد الابتكار" على التأكد من أن تطبيق استراتيجية البيانات والتحليلات الخاصة بهم يحقق لهم فوائد تجارية وعوائد مستدامة. ولاستخلاص القيمة من بياناتهم يعمدون إلى استخدام نماذج أعمال تعتمد على البيانات، وإدارة أدوات البيانات بفعالية، ومتابعة قيمة البيانات. وأظهر بحث "أكسنتشر" أن 65% من "رواد الابتكار" مؤهلون أكثر من غيرهم من الشركات الأخرى (42%) لتقديم أولوية البيانات على الحدس عند اتخاذ القرارات.

وفي هذا السياق، قال يوسف سيدات، مدير الأبحاث في أكسنتشر، والذي شارك في إعداد التقرير: "لا يزال الإحلال التكنولوجي الذي أحدثته الرقميات حول العالم في بدايته. واليوم، يقود "رواد الابتكار" أعمالهم الناجحة، مرتكزين على محاور حكيمة تشمل أعمالهم الأساسية وصولاً إلى الأعمال الجديدة، عبر بناء هيكليات للابتكار لتعزيز نمو أعمالهم. وستكون قدرتهم على إنتاج القيمة من البيانات حجر الأساس في ترسيخ قدرتهم على الابتكار".
نبذة عن أكسنتشر.