حرب أكتوبر المجيدة

حرب أكتوبر المجيدة
بقلم عبد الله عيسى- رئيس التحرير
بعد عشرات السنين، ما تزال حرب أكتوبر المجيدة تثير الجدل، وتناقضات كثيرة من أصحاب المذكرات، ممن شهدوا تلك الحرب، فيقول ضابط إسرائيلي كبير من أصل روسي ولقناة (روسيا اليوم) بأنه كان هنالك تفوق نوعي للجيش الإسرائيلي في حرب أكتوبر، لكن الحقائق التي شهدتها بنفسي، كان للعرب تفوق نوعي على إسرائيل، وبالتالي حدثت الهزيمة للجيش الإسرائيلي.

ونتوقف هنا عند مذكرات بعض قادة الجيش الإسرائيلي، الذين تحدثوا عن الحاضر الغائب في تلك الحرب، وهو الجيش الجزائري، وكان قد مضى على استقلال الجزائر 10 أعوام فقط، وهي فترة غير كافية لإعداد جيش، ولكنها اعتمدت على المقاتلين الجزائريين خلال حرب التحرير ضد الاستعمار الفرنسي، وعلى الجبهة المصرية، وفي المزرعة الصينية في سيناء، شهد شارون قائد القوات الإسرائيلية طلائع الجيش الجزائري في سيناء، فضحك.. وقال: إنها أسلحة بدائية، وعندما يرون الجيش وتطوره فسيفرون هاربين، وتحدث على اللاسلكي مع جنوده، وقال: "اقتلوهم كالفئران".

وبعد أن تمركز الجيش الجزائري في الجبهة، اختفى كل الجزائريين داخل حفر، كما كانوا يفعلون مع الجيش الفرنسي، وبعد فترة، وأمام دهشة الإسرائيليين، انطلقت النيران التي أطلقها المقاتلون من مخابئهم كالجحيم، وحسب شهادة الناطق العسكري الإسرائيلي، الذي قال: "قام الجزائريون بقتل 900 ضابط وجندي في ليلة واحدة من خيرة قواتنا، وفر شارون هارباً من الجبهة بدبابة".

وبعد اندلاع الحرب، ألقى الرئيس الجزائري هواري بو مدين، خطاباً شهيراً أمام الشعب والجيش الجزائري، وقال لهم: "كنتم أيام الاستقلال، النساء تزغرد عندما يستشهد الجزائري وينتصر، ونريد منكم في سيناء أن تنتصروا لتزغرد النساء".

وأرسل القوات الجزائرية براً من الجزائر إلى سيناء محملة بالمدافع والدبابات وصواريخ سام المضادة للطائرات، وقام الجزائريون بإسقاط طائرة أمريكية، كانت تحلق في الأجواء، وجُن جنون الرئيس الأمريكي نيكسون على هذه الطائرة.

وبعد اندلاع الحرب، قام الرئيس الجزائري بزيارة لموسكو، وأثناء الاجتماع مع الرئيس السوفيتي، شن هجوماً كاسحاً على الاتحاد السوفيتي لم يسمعه القادة من رئيس دولة، وقال لهم إنكم تزودون العرب بأسوأ الأسلحة، بينما أمريكا تزود إسرائيل بأفضل أسلحتها، إنكم تتسببون بالهزيمة العربية، وتتآمرون على العرب.

فقال الرئيس السوفيتي، ادفعوا ثمن السلاح، وخذوا ما تشاؤون من سلاحنا، فقام الرئيس الجزائري بتناول شيك على بياض، وقال هذا شيك ضعوا فيه ما تشاؤون، وأرسلوا السلاح الذي تحتاجه مصر وسوريا فوراً، وفعلاً قام الاتحاد السوفيتي بإرسال الأسلحة فوراً إلى  سيناء. 

وعند اندلاع حرب أكتوبر المجيدة، كان بحوزة مصر 220 طائرة فقط، حتى منهم التي قامت بالضربة الأولى بقيادة حسني مبارك، ومنهم طائرات تدريب، وتم تركيب صواريخ على هذه الطائرات.

والآن تغير الوضع كلياً فأصبح بحوزة مصر1000 طائرة حربية مقتلة من أحدث الأنواع من روسيا وفرنسا وأمريكا، مثلاً: ميج وسو 35 الروسية، ورافال الفرنسية، وإف 16 الأمريكية أي أن الجيش المصري، أصبح قوة ضاربة بكل معنى الكلمة، إضافة إلى حاملات الطائرات الفرنسية، التي أصبحت بحوزة الجيش المصري، والغواصات الألمانية المتطورة، وهذا يعني أن مصر قادرة على التدخل لحماية مصالحها في المنطقة.

صحيح أن الجيش المصري الآن يتطاول عليه السفهاء، والذين لا يرون أبعد من أنوفهم سوى مصالحهم الذاتية، الذين يشتمون الجيش المصري ليل نهار، ويتهكمون على الرصيد الكبير من الشهداء والتضحيات الكبيرة في فلسطين وغيرها.

وترفع معارضة مصرية شعاراً، إما أن نعود إلى حكم مصر إخوانجياً، أو تذهب مصر إلى الجحيم، ولكن مصر لن تذهب بعون الله إلى الجحيم، وستذهب للمجد والانتصارات.

التعليقات