لبنان: أين يقف حزب الله من الأحداث في لبنان؟

لبنان: أين يقف حزب الله من الأحداث في لبنان؟
احداث لبنان
لبنان - دنيا الوطن
تحت عنوان " لهذا لن يستخدم "حزب الله" بطاقته "الذهبية"... راهناً" كتبت كلير شكر في صحيفة "نداء الوطن" وقالت: تعيش القوى السياسية هاجس الشكّ المتبادل. فجأة سقط عامل الثقة في فخّ الأحداث المتلاحقة، وتعاظم الشعور بالارتياب نتيجة تراكمات حبلت بها المرحلة الماضية وتجلّت في أكثر من محطة، ولو أنّها غير مترابطة عضوياً.

عملياً، لم يكن الغضب الذي عبّر عنه رئيس الجمهورية خلال الساعات الأخيرة، والمتفجّر في وجه حملات اشتغلت بتنظيمٍ هادفٍ لضرب العهد من بوابة النقد، ابن ساعته. لا بل هو نتاج تراكمات رسمت مساراً مشبوهاً، برأي العونيين، ودفعت رئيس الجمهورية إلى التحذير من المضي بهذا المشروع.

وفق المعنيين، انطلقت أولى الإشارات المثيرة للشكوك، بعد أحداث قبرشمون، حيث تبيّن أنّ جبهة سياسية بصدد التشكل في وجه رئيس الجمهورية وفريقه السياسي، وقوامها رئيس الحكومة، رئيس المجلس، جنبلاط، ورئيس حزب "القوات" سمير جعجع.

طبعاً، هي لم تكن جبهة بكل معنى الكلمة، لكنّ خطوطاً مشتركة بدت موضع التقاء بين تلك القوى، ما رفع منسوب الارتياب في أذهان العونيين مما تضمره مكونات هذا التجمع. الهدف المشترك تمثّل في تلك اللحظة، في عزل العهد وإضعافه، وقطع الطريق استطراداً على باسيل في معركته الرئاسية.

يقول المعنيون إنّ هذه الأحداث لم تكن مترابطة، لكن سياقها بدا مشبوهاً بعدما جرى تحميل العهد، مسؤولية أزمة مالية - اقتصادية عمرها عقود خصوصاً وأنّ شركاءه الحكوميين هم من صاغوا السياسات المالية منذ تسعينات القرن الماضي، ما دفع الفريق العوني إلى اسقاط صفة البراءة عن تسلسل الأحداث الحاصلة.

هذا السيناريو بالذات، هو الذي حرّض العونيين على السؤال عن موقف "حزب الله" تجاه الأحداث الأخيرة، فيما راحوا يبحثون في هويات المعترضين في الشارع بحثاً عن أدلة تثبت اتهاماتهم. ولهذا لم تستثن مواقف نواب "تكتل لبنان القوي" حليف وثيقة "مار مخايل" في الأيام الأخيرة من رزمة انتقاداتهم.

فـ"الحزب" قرر خوض معركة مكافحة الفساد، وهو يعتبر نفسه كغيره من مكونات السلطة معنياً بورشة النهوض الاقتصادي بدليل تأييده وللمرة الأولى موازنة العام 2019 وكل مقررات "سيدر".

لكن مسؤوليه يقولون في مجالسهم الخاصة إنّ معركتهم الاصلاحية تواجه حائطاً مسدوداً لأسباب تتصل بالسلطة القضائية أولاً، وبالسلطة السياسية الغارقة في فسادها والتي تكتفي بتراشق التهم بالمسؤوليات من دون أن تقدم على أي خطوة جديّة.

ومع ذلك، هم يعرفون تماماً أنّ "حزب الله" لم ولن يستخدم ورقة الشارع في هذه الظروف الدقيقة، لأسباب عديدة، يعددها المطلعون على موقف "الحزب" على الشكل الآتي:

- سيصار إلى ربط أي تحرك قد يقوم به "حزب الله"، بالعقوبات الأميركية بحيث يفقد الحراك قيمته الحقيقية لمصلحة تسييسه وضمّه إلى الصراع الاقليمي الحاصل خلف الحدود.

- إن النزول إلى الشارع سيُستثمر على أنه موجّه ضدّ عهد الرئيس عون، وهو أمر يستحيل أن يقوم به "حزب الله".

- إذا لم تكن الخطوة محصّنة شعبياً بحيث تكون نتائجها مضمونة، فلن يقدم عليها "حزب الله".

التعليقات