اتهام مهرجان (الجونة) بالتطبيع بسبب فلسطيني يعمل بإذاعة إسرائيلية.. والأخير: قلة وعي سياسي

اتهام مهرجان (الجونة) بالتطبيع بسبب فلسطيني يعمل بإذاعة إسرائيلية.. والأخير: قلة وعي سياسي
شادي البلان مع ليلى علوي
خاص دنيا الوطن - رفيف عزيز
اتهمت صفحة الجزيرة مصر، مهرجان الجونة السينمائي في دورته الثالثة بالتطبيع مع دولة إسرائيل، وذلك بعد انتشار صورة للإعلامي الفلسطيني شادي بلان، الذي يعمل في راديو "مكان" التابع لسلطة البث الإسرائيلية، مع عدد من النجوم على هامش المهرجان.

وتحت عنوان (تطبيع فني.. إعلامي إسرائيلي في مهرجان جونة السينمائي)، سردت الجزيرة تفاصيل خبرها (مقدم البرامج الإسرائيلي شادي بلان ينشر عبر (فيسبوك) صورًا جمعته بعدد من الممثلين المصريين أثناء حضوره ضيفًا بمهرجان الجونة السينمائي منذ أيام).


  

واعتبر نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي أن الفنانين وقعوا بالفخ حين التقطوا صوراً معه، حتى أن الممثل المصري محمد هنيدي  دخل في جدال مع أحد المُغردين، الذين نشروا صورته مع شادي وعلق: "مقدم البرامج الإسرائيلي شادي بلان في ضيافة مهرجان الجونة السينمائي منذ أيام ليه كده يا هنيدي دا أنا بحبك والله".

فجاء رد هنيدي أنه التقط معه هذه الصورة على أنه معجب به ومن محبيه، لافتًا إلى أنه ليس من دوره أن يستعلم عن هوية كل شخص يريد التقاط صورة معه.

وقال هنيدي: "أنا ماعرفش مين أصلًا ده، أنا اتصورت مع آلاف الأشخاص هناك وأكيد أي حد جاي يتصور معايا وأنا في مصر ومهرجان مصري مش هقوله طلع بطاقتك".


 ولم تنته القصة عن هذا الحد، فكان الموقف فرصةً لا تعوض للإعلامي المصري والنائب البرلماني مصطفى بكري الذي استنكر ما حدث، واتهم نجيب ساويرس بأنه يخدع الفنانين، ويدعو الصهاينة لمهرجان الجونة، حسب قوله.

وكتب مصطفى بكري، قائلًا: "نجيب ساويرس يستضيف مقدم برامج إسرائيلي في مهرجان الجونة، ويطلب منه التصوير مع الفنانين دون أن يعرفهم بنفسه، وهو المأزق الذي وقع فيه محمد هنيدي- كده برضه يا نجيب تخدع الفنانين وتدعو الصهاينة لمهرجان الجونة".

 كذلك الإعلامي المصري حمزة زوبع، الذي وصف استضافة البلان بأنه تطبيع فني علني، وكتب عبر (فيسبوك):"مهرجان# الجونة السينمائي، يستضيف الإعلامي الإسرائيلي "شادى بلان" ما تعليقك؟".

  


ورد شادي على هذه الاتهامات بادئاً حديثه مع (دنيا الوطن) بـ"أنا فلسطيني طبعاً"، ثم أضاف: "قمت بتأليف كتاب بعنوان فيلم فلسطيني طويل، يؤرخ جميع الأفلام الفلسطينية الروائية الطويلة، استغرق مني 5 سنوات لإنجازه، وكان من الطبيعي أن أذهب وأشارك في مهرجان الجونة السينمائي، ولأنني أعلم أن الجواز الإسرائيلي سيُسبب حرجاً لإدارة المهرجان، فلم أطلب منهم من الأساس أن يقوموا بدعوتي".

وأكد البلان: "ذهبت إلى هناك على حسابي الشخصي، وبصفتي الشخصية لأقوم بتسويق كتابي فقط، فهو كتاب مهم ويجب أن يكون في كل بيت فلسطيني، ولم أكن مراسلاً للإذاعة التي أعمل بها، ولم يرسلني أحد، ولم أجر أي لقاءات فنية مع الفنانين، فقط مع المُخرج هاني أبو أسعد كونه فلسطيني، ولقاء للقناة الخاصة بي، وتحدثت مع الفنانين وزملائي الإعلاميين، فهل هذا اسمه تطبيع؟ فلسطيني أنا".

وعبر البلان عن شعوره بالصدمة من الضجة التي أثيرت، وقال: "لست مُستوعباً لماذا ثارت هذه الضجة، لو أن من كتب الخبر، ومن برر التقاطه صورة معي، لديه وعي سياسي، لتفهم وضع فلسطينيي أراضي الـ 48، والذين فُرضت عليهم الهوية الإسرائيلية".

واعتبر البلان أن ما حدث معه مُجرد تصفية حسابات سياسية، واعتقدوا أنه فُرصة ليُهاجموا بعضهم، وقال: "الموضوع أخذ أكبر من حجمه، خاصة أننا نعيش في عصر مواقع التواصل الاجتماعي".

وكشف البلان أن إدارة مهرجان الجونة لم تُبدِ أي رد فعل، مُبرراً: "لأنهم لم يدعوني من الأساس، كنت كأي ضيف حضر المهرجان".

ودعا البلان العالم العربي إلى التفرقة بين الإسرائيلي، وفلسطينيي الـ 48، وقال: "الأمر لا يقتصر عليّ أنا فقط، بل هناك ممثلون وكُتاب ومُخرجون، يُعانون مثلي، ووصل الحد بالمُعلقين باتهامي بأنني صهيوني، يجب أن يزيد الوعي لديهم، وأن يبحثوا ويتفهموا وضعنا قبل أن يُهاجموا".

وأضاف:"يجب أن يعي الإعلامي الذي كتب الخبر أننا كفلسطينيين صحيح أننا نحمل الجواز الإسرائيلي، لكننا مُحافظون على هويتنا وتراثنا، وثقافتنا، وبالعكس، لو بحث عني لوجد أنني عملت كتاباً كمجهود شخصي أرخت خلاله تاريخ السينما الفلسطينية، مما يؤكد وجودنا، كما أن الهوية الإسرائيلية التي فُرضت علينا ماهي إلا دليل رفضنا الخروج من أرضنا وتمسكنا بها".

واستطرد البلان: "اتهمني بأنني صهيوني ومن يتعامل معي مُطبع، وأن وزارة الخارجية الإسرائيلية أرسلتني، هذا كله كلام فارغ، وبدل أن يتم الإشادة بنجاح المهرجان وترتيبه وتنظيمه بطريقة رائعة، جعلوا الناس يتحدثون عن الصهيوني الذي حضر المهرجان".

وأكد البلان أن الجزيرة قامت بحذف الخبر لاحقاً بعدما تبين لهم عدم صحته من التعليقات التي هاجمتهم، وأظهرت لها مدى محبة الناس لي.

ووجه البلان رسالة إلى الجزيرة: "عليكم أن تنتبهوا مرة أخرى حين تكتبون خبراً ما، فكم من السهل أن يتم تخوين شخص، وكم من السهل إطلاق الشائعات دون تثبت".






 

التعليقات