لبنان ليس أرضاً خصبة للتظاهرات المطلبية.. إلى أين تقود مثل هكذا تحركات؟

لبنان ليس أرضاً خصبة للتظاهرات المطلبية.. إلى أين تقود مثل هكذا تحركات؟
رام الله - دنيا الوطن
تحت عنوان جردة حساب الشارع... لبنان ليس أرضاً خصبة للتظاهرات المطلبية، كتب الان سركيس في "نداء الوطن": يبدو أن لبنان دخل مرحلة جديدة من تاريخه الإقتصادي الحديث بعد أزمة الدولار الأخيرة وسيطرة الهلع على الناس.

لا شكّ أن الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية ترخي بظلالها على الساحة اللبنانية، إذ لا صوت يعلو فوق صوت الإقتصاد، في حين أن المعالجات لم ترتقِ بعد إلى المستوى المطلوب بحسب رأي الخبراء الإقتصاديين.

وأكثر ما يثير الإستغراب هو دعوة نواب الكتل السياسية إلى إجراءات إنقاذية سريعة، في حين أن كتلهم مشاركة في الحكومة، كذلك فإن النواب هم المسؤولون عن مراقبة عمل الحكومات والسياسات العليا في البلاد وعلى رأسها السياسة المالية، خصوصاً أن الموازنة العامة تمرّ في لجنة المال والموازنة ويتمّ التصويت عليها في الهيئة العامة لمجلس النواب.

وأمام مشهد تحرّك الشارع أمس الأول، لا بدّ من طرح سؤال كبير وهو "إلى أين تقود مثل هكذا تحركات خصوصاً في بلد مركّب طائفياً وسياسياً وعشائرياً بشكل دقيق وحسّاس؟".

ويعلم الجميع أن أي تظاهرة تُوجّه ضدّ رئيس الجمهورية ستواجه بردّ فعل مسيحي متضامن معه، وأي تحرّك ضدّ رئيس الحكومة يستجلب العطف السنيّ، وأي تظاهرة ضدّ عمل مجلس النواب وضدّ رئيسه ستُحدث إلتفافاً شيعياً حول رئيس المجلس.

وإذا نظرنا إلى خريطة التظاهرات في لبنان، نرى أنها تنقسم بين تظاهرات سياسيّة وتظاهرات مطلبية.

وبالنسبة إلى التظاهرات السياسية فقد انطلقت بشكل كبير بعد توقيع إتفاق "الطائف" وصولاً إلى العام 2005، وفي تلك الفترة كان طلاب "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحرّ" والقوى السيادية يتظاهرون ضدّ الإحتلال السوري للبنان، وقد بلغت التظاهرات الذروة في "8 آذار" 2005 حيث نزل "حزب الله" وحلفاؤه ليقولوا "شكراً سوريا"، فكان الردّ الشعبي في تظاهرة 14 آذار المطالِبة بكشف الحقيقة في جريمة إغتيال الرئيس رفيق الحريري وخروج القوات السورية من لبنان.

وفي تلك الفترة، أي بعد "الطائف"، كانت التظاهرات تسير مناصرةً لقضايا خارجية مثل القضية الفلسطينية وضد الحرب على العراق، ومنها ما كان داعماً للوجود السوري في لبنان، وأخرى مطالبة بالإنسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان.

وعلى رغم إحياء 14 آذار لذكرى استشهاد الحريري شعبياً حتى العام 2011، إلا أن الساحة اللبنانية شهدت بعض التظاهرات الموالية للنظام السوري والمعادية له في بعض المناطق خصوصاً بعد اندلاع الثورة السورية في 15 آذار 2011، لكن الهاجس الأمني كان الأساس ولذلك كانت المسارعة إلى ضبطها.

أما مطلبياً، فكانت التظاهرات الأبرز في أيار من العام 1992، حينها سارت التظاهرات بعد الأزمة الإقتصادية وغلاء الدولار وسقطت بنتيجتها حكومة الرئيس عمر كرامي، واستلمت بعدها حكومة الرئيس رشيد الصلح في مرحلة إنتقالية مهّدت لمجيء الحريري الأب إلى السلطة، ما دفع البعض إلى القول إن الأزمة يمكن أن تكون مفتعلة للوصول إلى مرحلة حكم الحريري.

التعليقات