جنين: مؤتمر للنزاهة وجلسة استماع لـ"الحكم المحلي"

جنين: مؤتمر للنزاهة وجلسة استماع لـ"الحكم المحلي"
رام الله - دنيا الوطن
دعا المشاركون في مؤتمر النزاهة إلى تطبيق رزمة إجراءات لزيادة الشفافية في عملالمؤسسات، وإقرار قانون الحق في الحصول على المعلومات، ومشاركة الهيئات المحليةومؤسسات المجتمع المدني في وضع نظام لقانون ضريبة التربية والتعليم، والإسراعبإقراره.

وقال المشاركون في المؤتمر المنبثق عن حملة المئة يوم لمساءلة الحكومة، الذي انعقد فيقرية حداد السياحية، إن اقرار ونشر خطط عمل الوزارات والهيئات المحلية يساهم فيتعزيز النزاهة.

وأوصوا بتفعيل الرقابة على الهيئات المحلية والمؤسسات، وتعزيز مشاركة المجتمع المحلي فيتحديد الاحتياجات، وترتيب أولويات المشاريع، ومنح الشباب وطلبة المدارس دورًا فيالرقابة على الهيئات الرسمية ومساءلتها.

وأكد المشاركون أن تعميم نموذج أندية النزاهة يساهم في تكريس المشاركة المجتمعية، وبناءمجتمع مدني مستند إلى قواعد الحكم الرشيد.

وانطلق المؤتمر، الذي نظمه مركز إبداع المعلم، والمركز الفلسطيني لقضايا السلاموالديمقراطية، والهيئة الاستشارية لتطوير المؤسسات غير الحكومية، بمشاركة ممثلي وزاراتومؤسسات أهلية، ورؤساء هيئات محلية، وأعضاء هيئات تدريسية، وطلبة نوادي النزاهة في مدارس محافظات شمالالضفة الغربية.

خطة المئة يوم

وقالت منسقة حملة (100 يوم لمساءلة الحكومة)، سماح أبو سيدو، إن الحملة انطلقت في 15نيسان، وتواصلت حتى 25 تموز الماضي، بمشاركة 83 مؤسسة في محافظات الوطن، وطلبةنوادي النزاهة.

وأضافت أن رئاسة الوزراء تفاعلت بإيجابية، لكن التعاون تفاوت بين الوزارات، فبعضا قدمخططه، وقسم منها لم يبد استجابة، مثلما لم تكن الخطط واضحة بما فيه الكفاية، وخلطتبعض الوزارات بين العمل الروتيني والأنشطة اليومية، ولم تنجز خطة طوارئ.

وأكدت أبو سيدو، أن أبرز ملامح خطة وزارة الحكم المحلي إنجازها لـ 43 إجراءً من خطتها،وخدمتها لـ 156 شركة مقاولات، فيما تابعت نوادي النزاهة خلال العمل مع الهيئاتالمحلية فحص توزيع موارد الوزارة، وسياسة التحصيل من البلديات، فيما التزمتالحكومة بتعويض أهالي وادي الحمص، الذين هدم الاحتلال منازلهم، وأعادت ضريبةالأملاك للهيئات المحلية، في وقت تشهد مشاريع البنية التحتية ضعفًا، وبخاصة فيالإسفلت، الذي سرعان ما يتضرر مقارنة مع المشاريع المنجزة من مؤسسات أجنبية، كما تؤثر الخصخصة على مشروع "زهرةالفنجان".

وذكرت أن استجابة الوزارات مع الحملة، في تسليم خططها تفاوت، وهو ما يدعو إلى تسريعإقرار قانون حق الحصول على المعلومات. 

وبينت أن الحملة سعت إلى تكريس الخدمات المقدمة من الهيئات المحلية كحق للمواطنين وليسخدمة.

وأنهتأبو سيدو أن الحملة ستنفذ لقاء مفتوحًا مع رئيس الوزراء، د. محمد شتية، حولإنجازات حكومته خلال المئة يوم.

50 نادٍ للنزاهة

بدوره،عرض منسق مركز إبداع المعلم، عبد الله جرار، ورقة مشتركة مع المركز الفلسطينيللسلام والديمقراطية، حول تعزيز منظومة قيم النزاهة لدى الشباب في 50 نادٍللنزاهة، بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم والهيئات المحلية.

وأوضحأن المساءلة المجتمعية إحدى أهم أدوات الرقابة الشعبية والمجتمعية على أعمالالحكومة والهيئات المحلية، إذ تعزز قيم النزاهة والشفافية والمشاركة في عملالهيئات المحلية، وتعزيز ثقة المواطن بها.

وبيّن جرار أن أندية النزاهة أطلقت بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم وهيئات محلية،بدعم من مؤسسة Integrity Action الدوليةوشملت 50 مدرسة شمال الضفة، وعمل الطلبة مع الهيئات المحلية في التدقيق علىالمشاريع التي تنفذها، والتحقق من الشفافية في إجراءاتها.

وأضاف أن الطلبة دققوا 58 مشروعًا للهيئات المحلية بقيمة 15.075.213، وخلالها انخرط الطلبة في زيارات ميدانية، وراجعوا السياساتوالقوانين كقانون المشتريات، وقانون الهيئات المحلية، والقانون الأساسي والمعاهداتالدولية، ونفذوا جولات لمواقع العمل لفحص تطابق المواصفات.

وأوضح أن  14343 طالبّا شاركوا في النوادي، 52% منهم من الإناثوجرى تشكيل الاندية من 12 طالبًا من صفوف السابع والثامن والتاسع،  كممثلين لها، وجرى العمل مع أحدها بمشاركة كافةطلبة الصف، الذين ينفذون أنشطة توعوية لباقي الطلبة.

ووفق جرار، تواصل طلبة النوادي مع 51مؤسسة مجتمع محلي في المناطق المستهدفة، وعقدوا 50 جلسة استماع مجتمعية بمشاركة الأهالي،وأصحاب العلاقة فيها. كما جرى عرض النتائج والملاحظات التي توصل إليها الطلبة، بحضورالهيئة المحلية، والمقاول، وشخصيات اعتبارية، والأهالي، ومؤسسات المجتمع المحلي،فيما قدمت التوصيات للهيئاتـ التي تبنت معظمها، وجرت متابعة تطبيقها من أعضاءالنادي.

وأضح أن نسبة التعاون من الهيئات المحليةوصلت إلى 85%، وساهم أعضاء النوادي بتحقيق نسبة تغيير بلغت 44% في المشاريع التيدققوها.

تجارب وردود

وقدمت ممثلة نادي مدرسة خولة بنت الأزور من قباطية، جنى عدنان عرضًا لتجربتها، إذا تابعتمع المجلس البلدي، ومهندسين، ومحامين آليات تعبيد الطرق الداخلية، وما يرافقها منمراحل، واختيار مستفيدين.

وعرض عمر بني عودة تجربة نادي النزاهة في بلدة طمون، الذي واكب مشروع إنشاء محميةطبيعية في البلدة.

وقالممثل التربية والتعليم، هاني دراغمة، إن النوادي أسست قيم الشفافية والنزاهة،وانسجمت مع الإستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد، وساهمت في تربية عملية علىالمواطنة.

وتطرق مدير عام الحكم المحلي، راغب أبو دياك إلى دور الوزارة في تقديم مشاريع، في وقتتمر به الحكومة بضائقة اقتصادية، بفعل اقتطاع الاحتلال لعائدات الضرائب. وأوضح أنالوزارة منفتحة على كل المواطنين، ومستعدة لأي مساءلة مع نوادي النزاهة.

وذكرأن مكب زهرة الفنجان صُمم لاستيعاب محافظتين، لكنه اليوم صار يستقبل نفايات من 5محافظات، وهو ما يحتاج إلى حل، ويعيق خطط تطويره.

وأشارإلى وجود جدول زمني للرقابة على الهيئات المحلية، فيما تتلقى الوزارة شكاوىالمواطنين، ولا تعني مساءلة الهيئات التشكيك في عملها.

وأوضح رئيس بلدية يعيد، سائد الكيلاني أن الأزمة المالية للسلطة تنعكس على الهيئةالمحلية، إذ تتراكم المستحقات على المؤسسات الرسمية، وتتكبد البلدية 30 ألف شيقلعجز شهري، وتعجز عن رفع رسوم النفايات.

وذكرممثل الائتلاف التربوي الفلسطيني شاهر البدوي أن أندية النزاهة تساهم في تأسيسمجتمع مدني، وتدرب الطلبة على المواطنة الفاعلة.

وتناوب أعضاء نوادي في بلدة طمون، وعتيل، وأم الريحان، وسلفيت، على عرض تجاربهم في ملاحقةعمل الهيئات المحلية، ووقف تجاوزات.

وقدم ممثل "الحكم المحلي" في جنين، أمين مرعي شرحًا عن آلية الرقابة علىالهيئات والمجالس، وأوضح أن مجلس الوزراء اتخذ اجراءات للتعامل مع الديونالمتراكمة للهيئات المحلية.

واختتم المؤتمر بجلسة استماع لوزارة الحكم المحلي، تلاه عرض قدمه أعضاء نادي النزاهة فيطوباس لخص مراحل عمل النوادي، التي لا تكتفي بمساءلة الهيئات المحلية، بل بتوعيةالمواطنين وحثهم على الانخراط في الشفافية، والإبلاغ عن التجاوزات.