"دار الندوة" في بيروت تحتضم حفلاً لتكريم عدد من قادة العمل العربي

رام الله - دنيا الوطن
احتضنت "دار الندوة" في بيروت، حفلاً دعا له المنتدى القومي العربي لتكريم عدد من قادة العمل الوطني العربي واللبناني والفلسطيني، (25/9/2019) من بينهم، الراحل الكبير، سليمان الرياشي (سعيد عبد الهادي) عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وأحد كبار مؤسسيها، ومؤسسي الحركة القومية العربية والحركة الوطنية الفلسطينية، والمفكر والباحث والمثقف الموسوعي المعروف.

افتتح الحفل الوزير السابق بشارة مرهج، والأمين العام للمؤتمر القومي العربي، معن بشور.

في تكريم سليمان الرياشي، تحدث معتصم حمادة، عضو المكتب السياسي للجبهة.

ومما قاله في تأبين الراحل الكبير وتكريمه:

جئت أحمل إليكم تحيات قيادة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وأمينها العام نايف حواتمة، وتقديرها لهذا العمل الذي يؤكد أن بيروت، كانت وستبقى عاصمة للوطنية وللمقاومة، مهما حاولوا أن يغرقوها في متاهات الطائفية والمذهبية المقيتة.

 ■ينتمي سليمان الرياشي، (وأحب أن أناديه بالاسم الذي اختاره لنفسه سعيد عبد الهادي – أبو الفهد) إلى جيل قومي، استند في رؤيته القومية لوضعنا العربي والإقليمي إلى ثلاثية مترابطة: تحرير فلسطين، الوحدة العربية، والتنمية الإجتماعية والإقتصادية، من خلال بناء الإشتراكية.

إطلالته الأولى على العمل القومي كانت في بلجيكا، يوم كان مسؤولاً أول لفرع حركة القوميين العرب، في بروكسل وأنحاء أخرى من أوروبا. وكان منذ تلك الأيام ينتمي إلى الفكر التقدمي، يبحث عن إجابات لأسئلة صعبة ومعقدة تتعلق بالقضايا الثلاث التي كانت تشغل باله:

- فلسطين، ولماذا خسرناها، وكيف نستعيدها؟

- التشرذم العربي، ما أسبابه، وكيف نبني الوحدة القومية بمنظار ومفهوم تقدمي ديمقراطي، بعيداً عن كل أشكال النزعات الشوفينية والعنصرية؟

- التنمية الإجتماعية والإقتصادية وكيف تتحرر من قيود الإستعمار العسكري والكولونيالي والإمبريالي، ونكسر حلقة التخلف والإنطلاق نحو بناء إقتصاد وإنسان إشتراكي.

■ هزيمة حزيران 67، التي أحدثت زلزالاً عالمياً، حفرت في نفسه، كما في نفوس الكثيرين من أبناء جيله، آثارها العميقة، وكان أمام خيارين: إما الإستسلام للهزيمة، والإنكفاء نحو اليأس، وإما التمسك بالبحث عن الجواب على السؤال الإستراتيجي؟ «ما العمل»؟.

ورداً على هذا السؤال، عمق سعيد عبد الهادي معرفته وحسم إنحيازه نحو الفكر العلمي، المادية التاريخية، وألقى على عاتقه مسؤولية الدور المطلوب منه في هذا الميدان، في صفوف الجاليات العربية في أوروبا، من موقعه النضالي وإحساسه العميق بالمسؤولية التاريخية.

وفي هذا السياق كان واحداً من كبار مؤسسي التيار اليساري في حركة القوميين العرب، والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، تجربة جديدة لأول تيار يساري عربي مسلح، بالفكر، والبرنامج، والبندقية، يحاول على الدوام أن يرتقي إلى مستوى المسؤولية التاريخية التي ألقيت على عاتقه بعد وصول المشروع القومي إلى الطريق المسدود.

■ احتل أبو الفهد، في حياته النضالية مواقع قيادية مهمة في قيادة الجبهة الديمقراطية:

- تولي مسؤولية التمثيل السياسي أمام القوى الفلسطينية والعربية والدولية، ولا نبالغ إذا ما قلنا أنه بنى ما هو أشبه بوزارة الخارجية للجبهة، مع عدد قليل من رفاقه، وبات مكتبه مرجعاً موسوعياً عن الأوضاع السياسية والحزبية في الحالتين الفلسطينية والعربية وفي العالم.

- تولى بناء الفروع الخارجية للجبهة، في صفوف الجاليات والطلبة الفلسطينيين في القارات الخمس، وحيث يتواجد تجمع فلسطيني. بنى تنظيماً واسعاً، وفاعلاً، ولعل محطة الغزو الإسرائيلي للبنان، عام 1982 شكلت إمتحاناً لهذا التنظيم، حيث نجح سعيد في تعبئة ما لا يقل عن 1500 مناضل من الطلبة الجامعيين والمهندسين والأطباء وغيرهم، التحقوا بصفوف الثورة، دفاعاً عن لبنان في مواجهة الغزو، منهم من استشهد، ومنهم من جرح، ومنهم من عاد إلى قواعده سالماً، بعد خروج قيادة المقاومة من بيروت وإعادة انتشار القوات الفلسطينية.

■ كان سعيد مثقفاً عضوياً، حريصاً على تنمية ثقافته، وظل وفياً لمبادرته وثقافته وانحيازاته، في الوقت الذي عزَّ فيه مثل هذا الوجود، ونجحت سياسة الإغراءات المذهبية والطائفية في اصطياد من اصطادتهم.

كان مثقفاً بين السياسيين

وكان سياسياً بين المثقفين

وكان يؤمن أنه لا تعارض بين هويته الوطنية اللبنانية، فكان لبنانياً في الصميم

وأنه لا تعارض بينها وبين هويته الفلسطينية وكان فلسطينياً في الصميم،

ولا تعارض بينها وبين إنتمائها العروبي والأممي، وكان عروبياً وأممياً في الصميم.

قرأ جيداً المشروع الصهيوني. وكان مرجعاً كبيراً في فهم هذا المشروع وفهم أهدافه وأطماعه في المنطقة.

ولعل هذا ما أسهم في صياغة هذا العمق الكبير في وعيه وبنيته الفكرية.

آمن، كما آمن كل من في الجبهة:

1) أن م.ت.ف. هي الممثل الشرعي والوحيد لشعب فلسطين.

2) أن البرنامج الوطني هو التوأم اللازم لمنظمة التحرير الفلسطينية ومعيار التمسك بها.

وأن المس بالمنظمة هو مس بالبرنامج، وأن المس بالبرنامج، تحت أية صيغة كانت هو إفراغ للمنظمة، من مضمونها وموقعها التمثيلي.

التعليقات