اليوم ذكرى مرور 37 عاماً على استشهاد القائد سعد صايل "مارشال بيروت"

اليوم ذكرى مرور 37 عاماً على استشهاد القائد سعد صايل "مارشال بيروت"
رام الله - دنيا الوطن
يصادف اليوم الجمعة السابع والعشرين منأيلول 1982، ذكرى مرور 37 عاماً على استشهاد القائد سعد صايل "أبوالوليد"، في مستشفى المواساة بدمشق بعد أن توقف قلبه إثر النزيف الشديد الذيتعرض له بعد إصابته بنيران مسلحين بالفخذ الأيمن وتعرضه لقطع في الشريان الفخذيبين بلدتي طاليا وسفري في بعلبك في الجنوب اللبناني.

كان الشهيد القائد سعد صايل يعتبر منأبرز العسكريين والمناضلين الفلسطينيين في تاريخ الثورة الفلسطينية المعاصرة، وقدلقب "بمارشال بيروت"

فقد قرر سعد صايل تنفيذ عملية أخيرة ضدالإسرائيليين، في الوقت الذي كان فيه وزير الجيش الاسرائيلي آريئل شارون يراقبخروج منظمة التحرير من برج "رزق" أعلى أبراج بيروت، الأمر الذي زاد منإصرار إسرائيل على جعله ضمن الدائرة الأولى للاغتيال.

وعندما همّ المقاتلون بمغادرة بيروتتعطلت الباخرة المتجهة إلى تونس، وأمر حينها أبو الوليد بأسر جندي إسرائيلي،وبالفعل تمكن المقاتلون من أسر جندي إسرائيلي، وتم مبادلته مقابل إطلاق سراحالباخرة المتوقفة والتي كانت تحمل معدات عسكرية، وحصلت التسوية بأن يتم تنزيل جزءمن المعدات في قبرص والبعض الآخر في تونس. يقول نبيل عمر عضو المجلس التشريعيالسابق.

ترأس الشهيد سعد صايل المفاوضات التيكانت تجرى بعد حصار الجيش الاسرائيلي لبيروت، حيث كانت تجري المفاوضات مع وفدأميركي برئاسة الدبلوماسي فيليب حبيب ذو الأصول اللبنانية في بناية سكنية فيبيروت، وفي بيت رئيس الوزراء اللبناني آنذاك شفيق الوازن.

بعد انسحاب مقاتلي منظمة التحرير منبيروت عام 1982 بعد التوصل لاتفاق، توجه خليل الوزير (أبو جهاد)، وصلاح خلف (أبوإياد)، وهايل عبد الحميد (أبو الهول)، وسعد صايل إلى سوريا من أجل التخطيط لتجميعالقوات الفلسطينية المنسحبة من بيروت.

كان أبو الوليد يركز بأن تعود القواتالفلسطينية إلى منطقة البقاع اللبنانية حتى يعاد تشكيلها بالشكل الصحيح، وأن تباشرعملها العسكري ضد الاحتلال الاسرائيلي، وكان فكره بتوجيه العمليات المباغتة ضدالقوات الاسرائيلية المتواجدة في البقاع الغربي، أو عمليات قصف بالأسلحةالصاروخية.

من أبرز العمليات التي أشرف عليها أبوالوليد كان أسر ثمانية جنود إسرائيليين، والتي مكنت الثورة الفلسطينية من تحريرأسرى معسكر أنصار.

"من لم يعش حصار بيروت سنة 1982ومن لم يزامل أبو الوليد في إدارته شبه الخفية وخفيفة الظل لهذا الوضع المقاومالصلب، كأنه لم يعش محطة من محطات النضال العربي الجميل"، يقول عضو لجنةالوساطة اللبنانية عام 1982 مروان حمادة.

وصلت برقية إلى اللواء إسماعيل علبة منالشعبة اللبنانية، مفادها بأن الموساد الاسرائيلي سيقدم على تنفيذ عمليات اغتيالبحق القيادات الفلسطينية الموجود في البقاع اللبناني، والذي من المفترض عدم وجودهمبناءً على اتفاقية فيليب حبيب.

على إثر ذلك نبه أبو الوليد القياداتالفلسطينية بأنهم في دائرة الاستهداف والاغتيال، وكان على دراية بأنه في صلب هذهالدائرة. يقول سلطان أبو العينين عضو اللجنة المركزية لحركة فتح.

تفاصيل الاغتيال:

في يوم الاثنين 27 أيلول عام 1982 أولأيام عيد الأضحى، وفي ظل تواجد الشهيدين الراحلين أبو عمار وخليل الوزير في الأراضيالمقدسة لأداء مناسك الحج، قرر أبو الوليد المعايدة على القوات الفلسطينيةالمتواجدة في البقاع رغم زيارته لهم قبل يوم واحد.

رئيس مكتبه محمد بركات يقول إنه فيالجولة ذهب إلى قوات اليرموك، وقوات القسطل التي يقودها الحج إسماعيل، وإلى الجبهةالشعبية برئاسة أحمد فؤاد، والقوات اللبنانية المشتركة، ثم قيادة بار الياسبالمستشفى، وذهب إلى قيادات قوات الكرامة ثم اتجه إلى بعلبك.

ويضيف: "منذ اللحظة الأولى لدخولهبلدة رياق في بعلبك كانت قوات أمل تراقب تحركات أبو الوليد وعند وصوله مدخلالمدينة كان الوقت بعد العصر، وكان هناك سيارة زرقاء تحمل لوحة لبنانية وفيهاأربعة أشخاص، كانت تراقب أبو الوليد في الدخول والخروج".

وعلى بعد 500 متر من حاجز للجيش السوريبين بلدتي طاليا وسفري في بعلبك، فتح مسلحون النار على موكب أبو الوليد والذي كانيحتوي على ثلاثة سيارات، واستشهد فيه السائق في المركبة الأولى، وأصيب أبو الوليدالذي كان في السيارة الثانية بالفخذ الأيمن وتعرض لقطع في الشريان الفخذي.

نقل اللواء سعد صايل إلى موقع سورييبعد نحو 400 متر عن موقع الكمين، وأخبرهم طبيب سوري برتبة ملازم أنه بحاجة إلىعملية سريعة، فاتصل مع قائد اللواء 91 العميد محمد غانم، والذي أمر بإرسال طائرةلنقله إلى المستشفى، لكنه بعد دقائق اتصل ليعتذر لعدم وجود مروحية.

اضطر الوفد المرافق لنقله إلى مستشفىالراهبات، لكنهم رفضوا استقباله كونهم لا يستقبلون حالات تعرضت لإطلاق نار، وبعدهاتم نقله إلى مستشفى المواساة بدمشق بواسطة سيارة إسعاف، وعند وصوله رفضوا تقديمالاسعافات الأولية له، معللين ذلك بأنهم بحاجة إلى موافقة أمنية.

استشهد أبو الوليد في تمام الساعةالحادية عشرة مساء يوم الاثنين في السابع والعشر من أيلول سبتمبر عام 1982 ، فيمستشفى المواساة بدمشق بعد أن توقف قلبه إثر النزيف الشديد الذي تعرض له.

ولد أبو الوليد في قرية كفر قليل جنوبنابلس عام 1932، وانضم إلى صفوف الثورة الفلسطينية عام 1970، على إثر أحداث أيلولالتي وقعت في الأردن، بعد أن كان ضابطا كبيرا في الجيش الأردني، وتشهد له سيرتهالعسكرية بقدراته وكفاءته العالية والمميزة في هذا المجال.

تلقى دراسته في مدارس نابلس، وحصل علىشهادة الثانوية العامة عام 1950، ثم التحق بالكلية العسكرية الأردنية عام 1951،حيث تخصص في الهندسة العسكرية.

وكان قد التحق بالعديد من الدوراتالعسكرية ذات المستوى الرفيع والمتطور، التي عقدت في بريطانيا، ومصر، والولاياتالمتحدة، والعراق، والاتحاد السوفييتي، والعديد من الدول الاشتراكية، ذات العلاقةبجوانب متعددة من بينها الدفاع الجوي، وتصميم الجسور، وتصنيفها.

التعليقات