بيان صادر عن اجتماع السكرتاريا العامة لاتحاد الشباب الديمقراطي الفلسطيني "أشد"

بيان صادر عن اجتماع السكرتاريا العامة لاتحاد الشباب الديمقراطي الفلسطيني "أشد"
رام الله - دنيا الوطن
عقدت السكرتاريا العامة لاتحاد الشباب الديمقراطي الفلسطيني "أشد" اجتماعها المركزي " دورة الشهيد نسيم مكافح ابو رومي"، في العاصمة السورية دمشق20-22 ايلول 2019، بحضور مسؤولي "أشد" داخل الوطن وخارجه، وفي صفوف الجاليات الفلسطينية في الدول العربية المضيفة وفي أوروبا وأميركا اللاتينية. وناقشت عدداً من القضايا السياسية والوطنية والشبابية والطلابية، وأصدرت في ختام اجتماعها بياناً حددت فيه رؤيتها ومواقفها وبرنامج عملها على كافة الصعد.

وتوجهت السكرتاريا العامة بالتحية لشهيد "أشد" القائد الطلابي في صفوف اتحاد لجان الطلبة الثانويين في الضفة الفلسطينية الشهيد الرفيق نسيم أبو رومي الذي استشهد في منتصف آب الماضي، وأصيب رفيقه الطفل حمودة خضر الشيخ من بلدة العيزرية، بعد إطلاق جنود الاحتلال النار عليهما قرب باب السلسلة المؤدي للمسجد الأقصى.

تفعيل المقاومة والضغط لإنهاء الانقسام

دعت الى توفير الارضية للانتفاضة والمقاومة، للرد على السياسات العدوانية الاسرائيلية ومواجهة الاحتلال والاستيطان وحملات الاعتقال والقمع والبطش الاسرائيلي اليومي، ودعت الى ضرورة توفير الرد السياسي والعملي والميداني على الممارسات الوحشية الاسرائيلية التي تستبيح الارض والحقوق الفلسطينية، وضرورة تحمل السلطة الفلسطينية لمسؤولياتها في توفير الحماية لشعبنا وجعل الاحتلال يدفع كلفة احتلاله وعدوانه، وتفعيل المقاومة الشعبية بكل أشكالها وقطع العلاقة مع الاحتلال واتفاق اوسلو وملحقاته، ووقف التنسيق الامني ومقاطعة البضائع الاسرائيلية، والتوقف عن السياسة الإنتظارية، والمراوحة في المكان او المراهنة على استئناف المفاوضات وتعطيل قرارات الاجماع الوطني الفلسطيني واستمرار حالة الانقسام والتشرذم والصراع على السلطة والنفوذ والامتيازات.

وجددت التأكيد على أهمية توحيد الجهود الوطنية لمواجهة " صفقة القرن"التي تستهدف تصفية القضية والحقوق الوطنية لشعبنا الفلسطيني من خلال تهويد القدس، وتشريع الاستيطان، وتصفية حق العودة من بوابة الضغط لتصفية وكالة الاونروا، والتطبيع وبناء التحالفات مع العدو الاسرائيلي لمواجهة المقاومة في المنطقة .الأمر الذي يتطلب الاسراع في انهاء حالة الانقسام المدمرة، والعودة للحوار الوطني على أرضية عديد الاتفاقات التي تمت ووقعت عليها جميع القوى والفصائل، وبما يرسخ العلاقة على أساس المشاركة الفعلية بين جميع قوى الشعب المقاومة ضد الاحتلال وعلى أرضية نضالية جديدة تشكل قرارات المجلسين الوطني والمركزي أعمدتها الرئيسية وبما يعيد الاعتبار لبرنامجنا الوطني المرحلي ولحركة التحرر الفلسطينية التي تناضل من أجل إنهاء الإحتلال والاستيطان وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس على حدود الرابع من حزيران 1967.

وبهذا الإطار أكدت السكرتاريا العامة بأن التحديات والمخاطر التي يواجهها شعبنا وقضيتنا الوطنية تفرض على الشباب الفلسطيني الانخراط الاوسع في ميادين المواجهة مع الاحتلال والاستيطان، وكسر حالة الجمود المفروضة على شعبنا، واستعادة دوره الضاغط على طرفي الانقسام في الضفة والقطاع والتحرك الفاعل وإعلاء صوت الشباب الرافض لاستمرار الحالة الانقسامية التي تهدد مشروعنا الوطني وتضعف نضال شعبنا ومقاومته، ما ينذر بمصير مجهول لن يستفيد منه سوى الاحتلال، الذي يوظّف هذا الانقسام كجسر لعبور "صفقة القرن" وتصفية القضية الفلسطينية والحقوق الوطنية.

"مسيرات العودة وكسر الحصار" صفعة لصفقة القرن.

جاءت مسيرات العودة وكسر الحصار في قطاع غزة لتشكل رداً شعبياً واضحاً على صفقة القرن، ورسالة الى العالم بأن أي مساس بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني سيواجه بمقاومة شعبية من كل فئات المجتمع الفلسطيني، ومن يعتدي على حق لاجئينا بالعودة وعلى حقوقه السياسية والاجتماعية فلن يقابل بالورود بل بثورة شعبية يتحمل الاحتلال الاسرائيلي وداعموه تداعياتها التي لن تبقى اسيرة جدران قطاع غزه المحاصر..

كما جسدت المسيرات بعناوينها وشعاراتها وحدة الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، حين رفعت شعارات الاسرى، والقدس، ومواجهة الاستيطان، ودعم حقوق اللاجئين في لبنان، والتمسك بالأونروا، وانهاء الانقسام، وغيرها من العناوين النضالية الوطنية، لتشكل أحد الجسور الرئيسية الذي يربط بين القطاع وبين مسيرة النضال الوطني لشعبنا الفلسطيني.

وانطلاقا من التضحيات الكبرى التي يقدمها شبابنا وابناء شعبنا في مسيرات العودة المتواصلة، فقد بات من الضرورة العمل على تبني رؤية سياسية وطنية واضحة لمسيرات العودة، تفتح الافق لرفع السقف السياسي لها، وتحويلها الى وسيلة ضغط مؤثرة ، وأن تتمسك المسيرات بثبات بمطلب " التهدئة مقابل فك الحصار"، الى جانب أهمية الربط بين مسيرات العودة والحالة السياسية لعموم الوضع الفلسطيني لجهة الضغط لأنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية.

إعادة بناء الاتحادات وتعزيز مشاركة الشباب

تعيش المؤسسات والاتحادات والمنظمات الشعبية الفلسطينية التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية حالة من الشلل بفعل سياسة التهميش وتعطيل حياتها الديمقراطية، وعدم عقد العديد من مؤتمراتها منذ اكثر من 28 عاماً، كما هو حال الاتحاد العام لطلبة فلسطين الذي لم يعقد مؤتمره الوطني العام منذ العام 1990، الأمر الذي حول غالبية هذه الاتحادات إلى مجرد يافطات وعناوين سياسية، تفتقد الى دورها الحقيقي الوطني والاجتماعي والنقابي.

وبالتالي بات من الضرورة الاسراع في اخراج المؤسسات والاتحادات الوطنية من دائرة التعطيل والالتزام بتطبيق قرارات المجالس الوطنية والمركزية لمنظمة التحرير التي انعقدت في السنوات الاخيرة، والتي دعت وأقرت في بياناتها وتوصياتها بإعادة ترتيب اوضاع الاتحادات الشعبية واعادة بنائها على أسس ديمقراطية وعقد مؤتمراتها وفق مبدأ التمثيل النسبي الكامل.

ومن المؤكد أن أي حديث عن تفعيل وتطوير مشاركة الشباب الفلسطيني في الحياة السياسية والوطنية لا يمكن أن يستقيم أو يأخذ مجراه الصحيح دون استنهاض دور المؤسسات الشبابية، وهذه قضية ومسؤولية وطنية كبرى، انطلاقاً من أن هؤلاء الشباب هم الثروة الأساسية التي تمتلكها الحركة الوطنية الفلسطينية، وهم مرشحون للمساهمة بفعالية في التصدي للتحديات التي ما زالت تواجه المجتمع الفلسطيني وقضيته الوطنية.

ومن أجل تمكين الشباب من القيام بهذا الدور الريادي والمتقدم، لا بد من سياسة وطنية جديدة يتم التعامل فيها مع الشباب، من خلال الإستفادة من التجارب الماضية. وبشكل خاص من قبل مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية التي ينبغي أن تخرج من حالة الإنغلاق والتقوقع، وتتجه نحو تعميم الديمقراطية والإنتخابات في مختلف مؤسساتها وإدارتها واتحاداتها، الى جانب ضرورة الإلتزام بإنجاز إنتخابات كافة مجالس الطلبة في جامعات الضفة الفلسطينية وقطاع غزة بعيداً عن الانتقائية وسياسة التعطيل واعتماد نظام ومبدأ التمثيل النسبي الكامل، وبما يضمن حرية العمل الطلابي داخل الجامعات، ويضع حداً لظاهرة التفرد والهيمنة الفئوية والسياسة التسلطية، ويفسح المجال أمام مشاركة الشباب ووصولهم الى المواقع القيادية والإعتراف بكفاءاتهم وقدراتهم، وتنظيم صفوفهم بما يضمن التوجه نحو تفعيل النضال المطلبي وتفعيل صلة الحركة الطلابية والشبابية بالقضايا المجتمعية . ليأخذوا دوراً واضحاً يرتبط بقضايا التحرر الوطني والإجتماعي وصولاً إلى المجتمع الحر الديمقراطي عبر إتاحة الفرصة لهم للتأثير في صنع القرار.

العلاقات الوطنية مع منظمات الشباب والطلاب:

أكدت السكرتاريا العامة حرصها على تعزيز وتطوير العلاقات مع مختلف الاطر والمنظمات الشبابية والطلابية الفلسطينية في الوطن والشتات، والتفاعل والبحث في كيفية تفعيل دور الحركة الشبابية والطلابية الفلسطينية خاصة في هذه المرحلة التي تمر بها قضيتنا الوطنية الفلسطينية بتحديات ومخاطر كبرى، تفرض العمل على تحشيد كل الطاقات الشبابية وتسخيرها في سبيل الدفاع عن حقوق شعبنا، وبما يعيد الإعتبار لدور وحضور ومشاركة الشباب الفلسطيني واعطائه حقه في المشاركة وصنع القرار الوطني، وتعزيز انخراطه في العملية النضالية في مواجهة الاحتلال وفي الدفاع عن حق العودة وحقوق شعبنا الوطنية.

وشددت على أهمية الحوار والتفاعل بين مختلف مكونات العمل الشبابي والطلابي الفلسطيني لبلورة رؤية عمل شبابية والاتفاق على استراتيجية موحدة تستطيع جذب الشباب وتحاكي إهتماماتهم وتدافع عن حقوقهم ومصالحهم، وتصقل وعيهم وتنمي قدراتهم وتجعلهم قادرين على تحمل المسؤولية ومواجهة كل الصعاب التي تعترض مستقبلهم. وضرورة تفعيل العمل الشبابي الفلسطيني المشترك في كل ساحات وميادين النضال الفلسطيني لمواجهة المؤامرات التي تحاك ضد قضيتنا وحقوقنا الوطنية.

نحو خطة وطنية لمواجهة مخططات ومشاريع التهجير

دعت السكرتاريا العامة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ودائرة شؤون اللاجئين الى وضع استراتيجية وخطة وطنية شاملة لمواجهة المخاطر والتحديات التي تواجه الشباب الفلسطيني في الوطن والشتات وحمايته من مخططات ومشاريع التهجير الجماعي الممنهجة والمدروسة، والتي تستغل معاناة الشباب الفلسطيني الناجمة عن الإحتلال والإستيطان والحصار واستمرار الإنقسام وغياب الحريات وارتفاع نسبة البطالة، كما تستغل الظروف القاهرة والصعبة التي يعيشها الشباب الفلسطيني في مخيمات الشتات، وخصوصاً في لبنان، حيث تزاد الضغوط على اللاجئين الفلسطينيين بفعل قوانين واجراءات الحرمان والتضييق التي تتخذها الدولة اللبنانية، وكذلك الحال في قطاع غزة حيث انعدام مقومات الحياة بسبب سياسة الاحتلال العنصرية العدوانية والحصار الخانق.. بما يفتح الباب ويسهل الطريق امام تمرير الصفقات المشبوهة التي تخدم بنتائجها التطبيقات الميدانية لصفقة القرن التي تسعى الى تصفية القضية الفلسطينية وحق العودة من خلال فرض التهجير والتوطين.

واكدت أن الاستمرار في ادارة الظهر من قبل الهيئات الوطنية الفلسطينية الرسمية للمخاطر والتحديات التي يواجهها الشباب الفلسطيني ولا سيما مشاريع التهجير الجماعي، واستمرار التعاطي بسياسة اللامبالاة والإهمال للمشكلات التي يعيشها على كافة الصعد الوطنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية..، بات يهدد مستقبل الشباب ويجعله فريسة سهلة لمافيات التهجير الممنهجة. ودعت منظمة التحرير الفلسطينية ودائرة شؤون اللاجئين ومختلف دوائر ومؤسسات م ت ف الى وضع خطة وطنية شاملة لتعزيز صمود الشباب الفلسطيني في الوطن والشتات، تأخد بعين الإعتبار الإحتياجات الرئيسية للشباب، بوعي ومسؤولية عالية، تنبع من الادراك المسؤول، بأن معالجة قضايا الشباب الوطنية والسياسية والاقتصادية والتعليمية وتوفير مقومات صموده هي بالضرورة عنصراً رئيسياً وحاسماً من عناصر القوة الفلسطينية.

دفاعاً عن حق العودة وتمسكاً بوكالة الاونروا.

تشكل قضية اللاجئين وحق العودة المحور الرئيس من محاور النضال الفلسطيني والحركة الشعبية، كما تشكل إحدى أهم العوائق الرئيسية بوجه المشروع الامريكي الصهيوني لتصفية القضية الفلسطينية، حيث تجهد الادارة الامريكية والاحتلال الاسرائيلي للتخلص من قضية اللاجئين وحقهم بالعودة، وتمارس كل اشكال الضغط والابتزاز لتمرير المشاريع التصفوية لفتح الطريق أمام الحلول البديلة للقرار 194 عبر مشاريع التوطين والتهجير.

وقد جاءت ما تسمى بصفقة القرن لتكشف حقيقة هذه المساعي والمشاريع التصفوية، حيث اعلنت الادارة الامريكية عن وقف دعمها وتمويلها للأونروا بغرض تجفيف مصادرها وشلها، ومارست ضغوطاتها على العديد من الدول المانحة لوقف دعم الوكالة، وطالبت بوقف تفويضها ونقل خدماتها الى الدول المضيفة بذريعة أن وكالة الاونروا تؤبد قضية اللاجئين، واستمرار عملها وبقائها يشكل عائقاً امام عملية التسوية.

وبهذا الإطار ايضاً جاءت الدعوة الامريكية لإعادة تعريف اللاجئ، حين أعلنت أن عدد اللاجئين الفلسطينيين الذين تنطبق عليهم صفة اللجوء هم فقط المولودون قبل نكبة العام 1948، في محاولة مكشوفة لنزع المكانة القانونية والسياسية عن ملايين اللاجئين وشطب حقهم بالعودة .

وبهذا الاطار اكدت السكرتاريا تمسكها بوكالة الاونروا ورفضها المساس بها، لما تمثله من شاهد على قضية اللاجئين وحق العودة، واعلنت رفضها لجميع الاجراءات والتدابير التي اتخذتها وكالة الغوث في مناطق عملياتها الخمسةبحجة العجز في الموازنة، مؤكدة " ان التمسك بالأونروا وبتحسين خدماتها هو تمسك بحق العودة والقرار 194".

وطالبت منظمة التحرير والدول المضيفةبتحمل مسؤولياتها لجهة دفع الدول المانحة للوفاء بالتزاماتها المادية والضغط على الاونروا لإلغاء اجراءاتها التقليصية وتحسين خدماتها في مجالات التعليم والصحة والتشغيل والاغاثة والسكن والرعاية الاجتماعية..، وزيادة موازناتها بما يتناسب واحتياجات اللاجئين وظروفهم المعيشية الصعبة، الحفاظ على المكانة القانونية لوكالة الغوث ربطا بالقرار 194، من زاوية تأكيد حق العودة للاجئين الى ديارهم وممتلكاتهم.

التعليم الجامعي وحقوق الطلبة:

يعاني الطلبة الفلسطينيون في الوطن والشتات من ازمة التعليم الجامعي بسبب تفاقم معاناتهم واوضاعهم المعيشية والاقتصادية، وبسبب ارتفاع تكاليف الاقساط في الجامعات الخاصة وعدم قدرتهم على تأمين متطلباتها ومستلزماتها، وعلى الرغم من وجود الجامعات الحكومية والرسمية، لكن الآلاف من الطلاب الفلسطينيين الذين لم يتمكنوا من الحصول على القبول وخصوصاً بالتخصصات العلمية، يواجهون صعوبة الالتحاق بالجامعات الخاصة نظراً لتكاليفها الباهظة، في ظل غياب الإهتمام من قبل المنظمة والسلطة والاونروا بهذه الفئة الطلابية. الأمر الذي يحرم أعداداً كبيرة من الطلبة الفلسطينيين من حقهم في متابعة دراستهم الجامعية واختيار التخصصات التي يرغبون بها.

وعلى هذا الأساس يدعو الاتحاد وكالة الاونروا الى تبني مرحلة التعليم الجامعي للطلبة الفلسطينيين اللاجئين ضمن برنامجها التعليمي، كما يؤكد على ضرورة استجابة منظمة التحرير والسلطة الوطنية لمطلب إنشاءصندوق الطالب الجامعي في مناطق الضفة والقطاع وسوريا من أجل تخفيف الأعباء عن كاهل الطلاب، والعمل على الغاء الشروط الموضوعة لاستفادة الطلاب الفلسطينيين من صندوق " مؤسسة محمود عباس" في لبنان، الى جانب بذل الجهد المطلوب للحصول على أكبر عدد من المنح الجامعية في الخارج واعتماد الشفافية في إدارتها وتوزيعها.

دعم الأسرى واسنادهم في معركة الحرية والكرامة:

توقفت السكرتاريا أمام الاجراءات والسياسات العدوانية الاسرائيلية وحملات الاعتقال اليومية التي تشنها قوات الاحتلال الاسرائيلي بحق الشباب الفلسطيني في مناطق الضفة والقدس، في محاولة بائسة لضرب الانتفاضة الشبابية المتواصلة وكسر إرادة الشباب الفلسطيني ومحاولة ثنيه عن مقاومة الاحتلال ومشاريعه الاستيطانية العدوانية.

وتطرقت الى معاناة الاسرى الفلسطينيين داخل زنازين ومعتقلات الاحتلال الصهيوني، حيث استمرار الإعتقال والتوقيف الاداري، ومنع زيارة ذوي الاسرى، إضافة الى الإهمال الطبي والعزل الإنفرادي والتنكيل بالأسرى وغيرها.

ولهذا كانت الحركة الوطنية الفلسطينية الاسيرة في موقع المواجهة اليومية مع ادارات السجون لمواجهة هذه السياسات العنصرية الفاشية، وخاضت العديد من التحركات والاضرابات والمواجهات المباشرة مع الاحتلال داخل المعتقلات من اجل الحرية والكرامة.

وتوجهت السكرتاريا العامة بالتحية لكافة الأسرى، وطالبت بالقيام بأوسع حملة دعم واسناد للإضرابعن الطعام الذي يخوضه الأسرى الإداريين في مختلف سجون الاحتلال للمطالبة بإنهاء الاعتقال الإداري ونيل حريتهم.

وشددت على ضرورة التحرك الرسمي والشعبي الفلسطيني وتحمل المسؤولية الوطنية لإنقاذ حياة الأسرى واسنادهم في معارك الحرية والكرامة، وفضح الممارسات الاسرائيلية الوحشية بحقهم، وتدويل قضيتهم وفضح الانتهاكات والاعتداءات التي تمارسها إدارات السجون، وتحويل قضية الاسرى الى قضية يومية في كافة المحافل الدولية والعربية، كما في ساحات النضال اليومي في الجامعات والمدارس والمعاهد، بما يعزز من صمود الاسرى ويدعم معاركهم من أجل نيل الحرية والكرامة.

تعزيز ثقافة المقاطعة ومساندة حملات المقاطعة:

حققت حركة المقاطعة الدولية ( BDS ) سلسلة الإنجازات والإنتصارات المهمة في العديد من دول العالم، رغم القيود والضغوط التي تعرضت لها في السنوات الاخيرة من قبل حكومة الاحتلال الاسرائيلي التي خصصت أكثر من 500 مليون دولار لمواجهة حملة المقاطعة واستخدمت كل علاقاتها ووسائل ضغطها وابتزازها مع مراكز القوى الكبرى للتصدي للحملة، ومحاولة تجريمها واعتبارها حركة معادية للسامية، والمطالبة بحظر نشاطها وفعالياتها.

وقد أثبتت حملة المقاطعة فعاليتها ونجاعتها ليس في التأثير الاقتصادي على حكومة الاحتلال فقط، بل في سائر أشكال التأثير السياسي والأخلاقي والقانوني الذي ساهم في كشف إسرائيل على حقيقتها وتعريتها أمام العالم كله.

وباتت حملة المقاطعة الدولية تشكل جبهة صراع عريضة بين قيم وقوى الحرية والعدالة وحقوق الإنسان من جهة، وبين قوى الاحتلال والاستعمار والتمييز العنصري من جهة أخرى، واصبحت ذراعاً مهماً وفعالاً من اذرع الحركة الوطنية والشعبية الفلسطينية، والقوى الصديقة الداعمة لنضال شعبنا وحقوقه الوطنية.

وانطلاقاً من ذلك، فقد بات من الضرورة الاهتمام الاكبر لتفعيل حملات المقاطعة، والإنخراط الأوسع في نشاطاتها وفعاليتها من قبل الشباب والطلاب الفلسطينيين في الجاليات الاوروبية والأجنبية، والعمل على جذب أوسع جمهور مؤيد لها، واستثمار كل العلاقات مع الأحزاب والمؤسسات واللجان والجمعيات الاهلية لتعزيز انخراطها ودعمها للحملة، ومقاطعة إسرائيل على كافة المستويات الاقتصادية والتجارية والثقافية والأكاديمية،وتشكيل لوبي ضاغط على الحكومات الغربية لاتخاذ مواقف مساندة وداعمة للقضية الفلسطينية ونزع الشرعية عن الاحتلال الاسرائيلي وعزله دولياً.

وعلى المستوى الوطني والسياسي الفلسطيني، هناك ضرورة ايضاً لتنشيط حملات المقاطعة للمنتجات والبضائع الاسرائيلية في المناطق المحتلة، والضغط على مؤسسات السلطة الوطنية لإصدار القوانين اللازمة التي تمنع استيراد البضائع الاسرائيلية، ووضع الخطط البديلة لاستبدالها بالمنتوجات والبضائع العربية والاجنبية.

ثقافة المقاومة في مواجهة التطبيع

أكدتالسكرتاريا العامة أن التطبيع بمختلف أشكاله هو نقيض المقاومة بمختلف اشكالها، لذلك فإن قضية المقاطعة ومواجهة التطبيع يجب أن تكون بديهية من بديهيات ثقافتنا وفي أطار حرب المواجهة مع هذا العدو.

واستغربت مشهد هرولة بعض الانظمة العربية نحو التطبيع، وتحالفها الغريب مع رئيس أميركي اعترف بالقدس عاصمةً لإسرائيل، واعترف بالجولان جزءاً من إسرائيل، مشهدٌ فيه أيضاً وزراء ورياضيون وفنانون إسرائيليون يسافرون قاصدين عواصم عربية ويعزف لهم نشيد العدوان الاسرائيلي في المطارات العربية.

واعتبرت ان ما تسعى اليه الولايات المتحدة الأمريكية ليس فقط انتزاع الاعتراف السياسي بالكيان الصهيوني فحسب، بل تعدى ذلك الى هدف الوصول الى قبوله كجزء اساسي في المنطقة، وفتح الحدود العربية التي ما زالت مغلقة في وجهه، والغاء كل اشكال المقاطعة واحداث التحول في الفكر العربي لتغيير نظرته السياسية والفكرية الى الكيان الصهيوني، وصولاً الى تطبيع العقول العربية وإضعاف الشخصية العربية نفسياً ليتسنى السيطرة عليها وتطبيعها على نمط ثقافي تربوي يخدم تطلعات الولايات المتحدة وأطماعها ومصالحها في المنطقة، وهذا ما سعت الادارة الامريكية له في القمة الاقتصادية التي انعقدتفي العاصمة البحرينية، المنامة، بتاريخ 25/6/2019، والتي شاركت فيها دولة الإحتلال، إلى جانب دول عربية وإسلامية وشرق أوسطية، في إطار تطبيقات صفقة ترامب ــــــ نتنياهو لتصفية القضية والحقوق الوطنية الفلسطينية.

وهذا كله يجعل الجهد الشعبي، والعمل من اجل مواجهة التطبيع فعل مقاومة وضرورة وطنية وعنوان المواجهة لهذا الاحتلال العنصري بامتياز. ويؤكد ضرورة التحرك على مستوى الشباب العربي وتحمل مسؤوليته في مواجهة هذه السياسات والمخططات من خلال تعزيز ثقافة المقاطعة ومواجهة التطبيع في المدارس والجامعات وبين صفوف الشباب والمشاركة الفاعلة في لجان مقاومة ومواجهة التطبيع التي اثبتث جدواها وساهمت في العديد من البلدان العربية بإفشال الكثير من السياسات التطبيعية على كافة الصعد السياسية والاقتصادية والثقافية والفنية والرياضية..

الشباب العربي والدور المطلوب:

ان القاسم المشترك بين جميع عناوين "صفقة القرن" هو استهدافها للحقوق الفلسطينية والعربية في آن، ما يجعل من الترابط بين القضية الفلسطينية وعمقها العربي أمراً واضحًا ينبغي البناء عليه بمهمات مشتركة شبابية وطلابية فلسطينية وعربية، حيث يقع على عاتق الشباب العربي دوراً رئيسياً ومحورياً في مواجهة وافشال صفقة القرن في شقها العربي، سواء ما له علاقة باستعادة زخم التحركات الشبابية والشعبية في العواصم العربية لدعم ومساندة الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية، او لجهة المبادرة وابتداع اشكال المواجهة والمقاومة لسياسات التطبيع بكافة عناوينها، وتفعيل آليات المقاطعة، وحض الرأي العام على عدم تضييع بوصلة النضال الأساسية باتجاه فلسطين، وضرورة توفير كل أشكال الدعم والمساندة للنضال الوطني الفلسطيني والضغط على الانظمة الرسمية العربية للخروج من حالة الإستسلام والخنوع والاستجابة لارادة الشعوب العربية والشباب العربي الذي تحمل على الدوام مسؤولياته التاريخية والقومية تجاه القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية للعرب.

ثورة الكرامة والحقوق الانسانية للاجئين في لبنان:

منذ أكثر من 71 عاماً واللاجئون الفلسطينيون في لبنان يعيشون حالة من القهر والحرمان والتمييز بفعل القوانين اللبنانية التي تمنعهم من حق التملك وتحرمهم من حق العمل في كافة المهن، وتتعاطى الدولة اللبنانية مع الوجود الفلسطيني في لبنان بطريقة أمنية تتغاضى فيها عن احتياجات وحقوق اللاجئين وتفرض القيود والتضييقات على المخيمات بذرائع أمنية واهية، ويدفع اللاجئون في لبنان ثمن التجاذبات والصراعات الداخلية اللبنانية، التي باتت تتثقل على كاهل اللاجئين، ووصلت الأمور الى حد لم يعد يحتمل المزيد من الضغط والقهر والحرمان.

وجاء القرار الاخير لوزير العمل اللبناني بمساواة العامل الفلسطيني اللاجئ الى لبنان بالعامل الاجنبي، والزامه بالحصول على إجازة العمل بحجة تنظيم ومكافحة العمالة الاجنبية، ووقف المنافسة لليد العاملة اللبنانية.

فانتفضت المخيمات الفلسطينية ومجموع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان منذ عدة أسابيع بتحركات ضخمة ومسيرات سلمية كبرى رفعت شعار " نريد العيش بكرامة"، واثبت الشباب الفلسطيني الذي تصدر مشهد التحركات الى جانب المرأة والعمال وكل فئات المجتمع الفلسطيني بأن المراهنة على إحباطه هي مراهنة فاشلة، وأوصل رسائل عدة أهمها، بأن المساس بحق العودة هو خط احمر، وبأن الشباب الفلسطيني على جاهزية عالية للتصدي لأية مشاريع تصفوية تستهدف حقه بالعودة الى جانب رفضه لاستمرار سياسة الظلم والتهميش والحرمان التي يعيشها في لبنان.

وطالبت التحركات بالتعاطي مع اللاجئين الفلسطينيين كشعب لاجئ له حقوق وصاحب قضية سياسية عادلة، ويحمل مشروعا نضالياً تحررياً يفرض على الدولة اللبنانية ترجمة دعمها له ولقضيته بقوانين وتشريعات تعزز من صموده وتدعم نضاله من أجل حق العودة بمواجهة مشاريع التهجير والتوطين من خلال منحه حق العمل بكافة المهن والغاء اجازة العمل واقرار حق التملك .

وهنا ينبغي التأكيد على ضرورة تحمل القيادة الفلسطينية ومنظمة التحرير لمسؤولياتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين في لبنان ووضع خطة وطنية شاملة تكون بمستوى تحركات ونضالات شعبنا وأوجاعه، وتؤدي الى الوصول لمعالجات جذرية لمعاناته المستمرة في لبنان منذ 71 عاماً، وتحمي الشباب الفلسطيني من الاستغلال وتؤمن لهم فرص العيش الكريم.

...........................

.التحية للشباب الفلسطيني المنتفض بمسيرات العودة في قطاع غزة وفي انتفاضة القدس والاقصى، وثورة الكرامة من اجل الحقوق الانسانية في مخيمات لبنان، وللشباب القابض على جمر العودة في سوريا وفي صفوف اللاجئين في الدول المضيفة وفي الجاليات الفلسطينية في أوروبا، وأميركا الشمالية واللاتينية.

.التحية لأبناء شعبنا الصامد في مناطق العام 1948، ولشبابنا العربي الفلسطيني المتشبث بأرضه، والمتمسك بهويته الوطنية الفلسطينية، في مواجهة كل سياسات التمييز العنصري ومجابهة الهجمة الصهيونية التي تستهدف وجوده وحقه بأرضه، وتسعى لطمس هويته الوطنية وطرده والسيطرة على ممتلكاته وحقوقه.

.التحية الى الشباب العربي والعالمي المكافح من اجل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، والرافض لكل اشكال القهر والحرمان والاضطهاد الممارس على شبابنا وشعوبنا بفعل السياسة الامبريالية العالمية، وكل الجهود لتوحيد الطاقات الشبابية الفلسطينية والعربية والعالمية من أجل مواجهة كل سياسات الاحتلال والاستعمار والعنصرية والامبريالية المتوحشة.

التحية والعهد للشهداء والجرحى والاسرى على مواصلة المقاومة والانتفاضة والكفاح المستمر حتى استعادة كامل الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني وانهاء الاحتلال الاسرائيلي واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة على حدود الرابع من حزيران 67 وعاصمتها القدس وانجاز حق العودة للاجئين الفلسطينيين تطبيقا للقرار الدولي 194.

التعليقات