68 جريمة منذ بداية العام.. ما أسباب ارتكاب الجرائم بالداخل الفلسطيني؟

68 جريمة منذ بداية العام.. ما أسباب ارتكاب الجرائم بالداخل الفلسطيني؟
خاص دنيا الوطن - أحمد العشي
ازدادت منذ بداية العام 2019، جرائم القتل التي وقعت في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، حيث وصلت حتى اللحظة إلى 68 جريمة قتل في مختلف البلدات العربية، وذلك تحت خلفيات مختلفة.

"دنيا الوطن"، تعرفت على أسباب ازدياد جرائم القتل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث أكد الدكتور محمد حاج يحيى، المحاضر في الجامعة العبرية بمدينة القدس، الباحث في الخدمة الاجتماعية، أن هناك مجتمعاً يعاني من العنف العسكري والسياسي، والاجحاف والاضطهاد بحقه في كافة مجالات الحياة، سواء المسكن أو جودة خدمات التعليم والصحة والاجتماعية.

وقال حاج يحيى: "هناك إجحاف وتدهور في جودة الحياة، التي يرافقها المزيد من العنصرية والتهميش والتقزيم والاقصاء عن كل مراكز القوى، وبالتالي كل يوم بعد يوم تزداد تفاقماً، حيث كل ذلك يجتمع في خلق المزيد من تفاقم درجات الغليان في المجتمع".

وأضاف: "هناك ضغط في قدرة الأسرة الفلسطينية في مناطق 48، في سد الحاجيات الأساسية في حياة الإنسان، حيث إن ما يزيد عن 55% من الأسر في مناطق 48 تعيش تحت خط الفقر، حيث إن الفقر يؤدي إلى الكثير من الأبعاد مثل التوتر والإجهاض النفسي، ويرافقه صراع البقاء والتفكك الاجتماعي والأسري، وازدياد الشعور بالأنانية".

وتابع حاج يحيى: "إن ذلك يؤدي الى الكثير من الأمور، إحداها غياب القيادة في البيت، وتدني قدرتها على مراجعة ماذا يحدث، ومحاسبة من يرتكب العنف من أبناء العائلة، كما أن غياب رب الأسرة لفترة طويلة، يرافقه الإهمال النفسي والتربوي والأخلاقي والمحاسبة والمراجعة، والذي يؤدي للجوء إلى العنف، وارتكاب الجريمة".

وأشار الأكاديمي الفلسطيني، إلى أن المؤسسة الإسرائيلية لا تقلق على بناء أي خدمات اجتماعية ونفسية لمواجهة العنف، لافتاً إلى أن الشرطة ليس من واجبها فقط التدخل لجمع السلاح، فالذي يريد ان يقتل فيجد الكثير من السبل والأدوات، باستثناء السلاح الناري، وبالتالي القضية ليست مقتصرة على دور الشرطة في جمع السلاح، وإنما دور الدولة كلها لتحد من مستويات الغليان الذي يواجهه المجتمع العربي.

وفي السياق، قال: "على المؤسسات الإسرائيلية، التدخل في تحسين جودة الحياة في المجتمع العربي في كل الميادين، بالإضافة إلى الكف عن هدم البيوت، وحل مشكلات الناس".

وشدد حاج يحيى، على ضرورة أن يلعب المجتمع العربي في الداخل، دوراً في تخفيف التوتر والغليان، منوهاً في الوقت ذاته إلى أن هناك حاجة كي تقوم جهات مسؤولة في المجتمع العربي بحل أي نزاع قبل أن يتفاقم.

التعليقات