الجماهير العربية ترد على التحريض بالوحدة الوطنية

الجماهير العربية ترد على التحريض بالوحدة الوطنية
الجماهير العربية ترد على التحريض بالوحدة الوطنية

بقلم : د. علي الأعور*

لم يتوقف نتنياهو زعيم حزب الليكود ولو لحظة واحدة عن سياسة التحريض ضد الجماهير العربية في داخل الخط الأخضر عام 1948 حيث بدا التحريض منذ عام 2018 حيث تم المصادقة وإقرار قانون القومية العنصري في داخل الكنيست وقد عمد عدد من الوزراء في حكومة نتنياهو اليمينية الى التأكيد على ان الهوية اليهودية للدولة ولم يتم ذكر كلمة الديموقراطية في القانون الا بعد الضجة التي أحدثها مناصري الديموقراطية في دولة إسرائيل واكدوا ان الهوية اليهودية للدولة تتناقض مع الديموقراطية التي لطالما تباهت إسرائيل بانها واحة الديموقراطية في صحراء الديكتاتوريات العربية في منطقة الشرق الأوسط وتم إضافة كلمة الديموقراطية على استحياء للقانون مع العلم ان القانون موجه بالدرجة الأولى ضد المواطنين العرب ويعتبر اليهود هم في المرتبة الأولى من حيث الحقوق في دولة إسرائيل وانتهاء الحديث عن احتمال تحقيق المساواة في المجتمع الإسرائيلي والنقطة الثانية في قانون القومية العنصري هو اعتبار اللغة العبرية هي اللغة الرسمية في الدولة مع العلم ان اللغة العربية كانت الى جانب العبرية في الدولة ويتم التعامل معها على أساس انها لغة شبه رسمية وحتى تم إقرارها في وزارة التربية والتعليم وتقديمها للطلاب اليهود على أساس انها لغة مهمة جدا مع اللغة العبرية في الدولة وبالتالي فان هذه العنصرية موجه الى الجماهير العربية في الداخل والتعامل معهم اقلية لا حقوق لها لا اجتماعيا ولا سياسيا  والنقطة  الأسوأ في قانون القومية هي اعتبار الاستيطان عمل مشروع وعمل وطني وهذا نص القانون كما جاء في قانون القومية " "تنمية الاستيطان اليهودي من القيم الوطنية، وستعمل (إسرائيل) على تشجيعه ودعم تأسيسه" وهذا يعني تكريس الاحتلال والاستيطان الكولونيالي في الأراضي الفلسطينية وضرب كل القيم الإنسانية والقانون الدولي الإنساني بعرض الحائط. 

واستكملت وزيرة الثقافة ميري رغيف  في حكومة نتنياهو التحريض والعنصرية من خلال إقرار قانون الولاء  للثقافة وعدم الاعتراف بثقافة وحضارة وتاريخ شعب اسمه شعب فلسطين و يهدف القانون  إلى منع الميزانيات عن هيئات ومؤسسات ترفض بنود الولاء لإسرائيل كدولة يهودية ديمقراطية، ورموزها، المشمولة في مشروع القانون من علم ويوم الاستقلال وغيرها.

ثم استمر نتنياهو في التحريض ضد الجماهير العربية وقال في انتخابات ابريل بان العرب يهرولون الى صناديق الاقتراع وهو بذلك يريد ان يلامس الشعور اليهودي وتشجيع اليهود على الخروج والتصويت له في صناديق الاقتراع وبعد ذلك قال بان العرب يسرقون الانتخابات وهذا تحريض أيضا ثم أضاف جملة خطيرة جدا وهي ان العرب يريدون القضاء علينا جميعا" تحريض خطير جدا واستمر في تحريضه ضد الجماهير العربية وجاء يوم الحسم ويوم الرد يوم 17 أيلول سبتمبر 2019 لكي يدفع نتنياهو فاتورة الحساب وكانت قد كلفته ثلاثة عشر مقعدا في الكنيست للجماهير العربية التي لبت نداء الشعور القومي وردت على نتنياهو وأكدت له ان الجماهير العربية في الداخل تمثل قوة سياسية كبيرة لا يستهان بها  وتبين من نتائج الانتخابات ان قرى بأكملها صوتت للقائمة المشتركة ومنها كوكب أبو الهيجا وام الفحم  وبالتالي كل من يريد ان يضع العرب في مرتبة سفلى في المجتمع الإسرائيلي سوف يدفع الثمن غاليا وقد توجت القائمة المشتركة برئاسة ايمن عودة يوم امس حيث اوصت لغانتز بتشكيل الحكومة لدى الرئيس ريفلين من خلال مجموعة من المطالب وفي مقدمتها انهاء الاحتلال وإقامة سلام عادل وشامل يقوم على حل الدولتين  .

كل النتائج والمعطيات من خلال نتائج الانتخابات سبتمبر 2019 تؤكد ان عصر نتنياهو قد انتهى وان فلسفة نتنياهو وفكره الاستيطاني الذي يقوم على الضم والتوسع والاعتماد على سياسة الرئيس ترمب في انكار وجود الشعب الفلسطيني والحقوق السياسية المشروعة للشعب الفلسطيني ونقل السفارة من تل ابيب الى القدس واعتبار القدس عاصمة لدولة إسرائيل على الرغم من المعالم الحضارية والثقافية والتاريخية لمدينة القدس تؤكد انها فلسطينية عربية إسلامية ويتجاهل ترمب ونتنياهو اكثر من مليار مسلم في حقوقهم التاريخية والسياسية في مدينة القدس .

اعتقد ان المجتمع العربي في إسرائيل قد بدأ مرحلة جديدة في التأكيد على هويته الوطنية الفلسطينية  والقومية العربية بكل ما تشمله من مقومات ثقافية وحضارية وادبية وسياسية على مدى اكثر من سبعة الاف عام الى جانب مواجهة التحريض الذي بداه نتنياهو والاستيطان الذي يقوده اليمين واليمين المتطرف في إسرائيل الى جانب تكثيف الاستيطان في الحي اليهودي وسط مدينة الخليل  الذي افتخر به نتنياهو وحكومته وهدم المباني السكنية في القدس وصور باهر ساهمت بشكل كبير في خروج المواطنين العرب الى صناديق الاقتراع في ذلك اليوم لتؤكد  عن اشراقة فجر جديد يبشر بانتزاع الديموقراطية والمساواة والحقوق الاجتماعية  والاقتصادية  والصحية للجماهير العربية في إسرائيل  والاعتراف بالحقوق السياسية للشعب الفلسطيني وانهاء الاحتلال من اجل مستقبل افضل للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي.

*عضو منتدى التفكير الإقليمي 

التعليقات