أبو العردات: ستشهد مخيّماتنا في لبنان حراكًا مطالبًا بالتجديد لـ(أونروا) والتمسُّك ببقائها

أبو العردات: ستشهد مخيّماتنا في لبنان حراكًا مطالبًا بالتجديد لـ(أونروا) والتمسُّك ببقائها
رام الله - دنيا الوطن
رأى عضو المجلس الثوري لحركة "فتح"، أمين سر فصائل "م.ت.ف" وحركة "فتح" في لبنان، فتحي أبو العردات أنَّ خطاب السيّد الرئيس محمود عبّاس في الدورة الـرابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة سيُجدِّد الفرصة لتدويل قضيتنا الفلسطينية التي تتعرَّض لهجمة إسرائيلية وأمريكية غير مسبوقة لتصفيتها، وتنفيذ مشروعها المسمّى (صفقة القرن).

وقال خلال لقاءٍ  معه عبر برنامج "حوار في السياسة" على قناة "Fateh TV"، مساء أمس السبت، إنَّ الأمم المتحدة طالما شكّلت محطة مهمة يواظِبُ السيّد الرئيس من خلالها كلَّ عامٍ على تسليط الضوء على معاناةِ شعبِنا وانتزاع الحقوق الفلسطينية عبر خطاب عنوانه نقل الرواية الفلسطينية وحيثيات القضية الفلسطينية إلى هذا المنبرِ الدوليّ، وحشد الدعم والمناصرة لها، وحثِّ العالم على وضعِ حدٍّ لمأساةِ شعبنا بإنهاء الاحتلال وإقامةِ الدّولة الفلسطينيّة وعاصمتها القدس وتطبيقِ قراراتِ الشّرعية الدّوليّة.

وشدَّد عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" على ما تكتسبه كلمة الرئيس في هذه المحطة من أهمية في ظلِّ تصاعد وتيرة الجرائم والانتهاكات التي تمارسها دولة الاحتلال بحقِّ فلسطين شعبًا وأرضًا ومقدساتٍ، وعلى رأسها الإعدامات الميدانية ومصادرة الأراضي ونسف البيوت والتغوُّل الاستيطاني، مؤكِّدًا أنَّ هذه الممارسات تندرج في سياق تدمير مقومات قيام الدولة الفلسطينية للقضاء على أي فرصة أو إمكانية لقيام دولتنا المستقلة، في إطار تطبيق ما تسمى (صفقة القرن)، التي أكّد السيّد الرئيس وحركة "فتح" رفضهم لها حتى قبل إعلانها بشكل رسمي كونها تستهدف ثوابتنا ومشروعنا الوطني.

وأضاف: "أمام هذه المخاطر والتحديات وأمام انغلاق آفاق الحل السياسي، يذهب الرئيس إلى الأمم المتحدة ليضع العالم، كما وضعه في السابق، أمام الوقائع والممارسات الإسرائيلية العدوانية، ويحذّر من خطورة الوصول إلى هذه المرحلة. لقد وقفت كثير من الدول متفرّجة على هذا العدوان المتمادي للاحتلال والدعم الأمريكي اللا محدود له، وهذا المحور الأساس الذي سيتحدّث عنه سيادة الرئيس، ونحن سنواكبه في مخيَّمات لبنان كما العادة لأنَّ مجتمعنا الفلسطيني في لبنان ليس كمًّا مهمًّشًا في خارطة الشتات بل نحنُ في قلب الحدث وفي وجدان الأمة، ونحن ندعم الرئيس لأنّه يُعبِّر عن موقف الشعب الفلسطيني".

 قضية اللاجئين عماد ثوابتنا
وتحدّث اللواء فتحي أبو العردات عن المخاطر المحيقة بموضوع اللاجئين، لا سيما في ظلِّ تصريحات الرئيس الأمريكي ورئيس حكومة العدو حول إنهاء "الأونروا" وإلغاء حق العودة، فأكَّد أنَّ "قضية اللاجئين هي أحد أعمدة الثوابت الوطنية الفلسطينية إلى جانب القدس وإقامة الدولة المستقلة وحق تقرير المصير، ولا إمكانية لأي تسوية في غياب أحد هذه الثوابت".

وأوضح أنَّ قيادة "م.ت.ف" والفصائل الفلسطينية كافّةً التقت إدارة "الأونروا" للوقوف على الأمر، وتعمل بكل جهدها على أن تبقى "الأونروا" شاهدًا حيًّا على قضية اللاجئين، وأن يتم تأمين كل الدعم اللازم لتستكمل دورها في إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.

وأضاف أبو العردات: "هناك مؤتمر مُزمَع عقده في الأسابيع القادمة لتجديد عمل "الأونروا"، لذا نأمل أن تكون هناك حركة سياسية ودبلوماسية مواكبة، فالرئيس أبو مازن لا يألو جهدًا من أجل تأمين التمويل اللازم، ونرجو من الدول الـ(176) التي صوّتت لصالح تجديد "الأونروا" أن تصوّت لصالح تجديدها مرة أخرى. وعلى مستوى المخيّمات قرَّرنا في لبنان تنظيم نشاطات داعمة للـ"أونروا" أمام مكاتبها تُطالب الدول المانحة بتوفير التمويل اللازم لوكالة "الأونروا" وبتجديد تفويضها لتواصل الإيفاء بالتزاماتها تجاه شعبنا اللاجئ، وسنرفع صوتَنا مُطالبين ببقاء "الأونروا" حتى إيجاد حلٍّ عادل للاجئين الفلسطينيين يقوم على حق العودة استنادًا للقرار رقم  (194) الذي نصَّ على العودة والتعويض".

وحذَّر أمين سر الساحة اللبنانية من خطورة ظهور بعض التحرُّكات المطالبة بإلغاء "الأونروا" ونقل ملفات اللاجئين إلى مفوضية شؤون اللاجئين (UNCHR) والأبعاد السياسية لذلك، ولفت إلى أنَّ بيانًا صدر عن الفصائل الفلسطينية كافةً في لبنان حول مخاطر الأمر، موضحًا: "الشعب الفلسطيني له خصوصية واستثناء كونه هُجِّرَ من أرضه، لذلك أنشئت "الأونروا" لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين حتى يتمَّ إيجاد حل عادلٍ للقضية السياسية. أمَّا مفوضية شؤون اللاجئين فتتعامل مع اللاجئين على أنَّهم أشخاص ليس لهم وطن، وتبحث عن سُبُل توطينهم في دول مختلفة".

وأضاف: "نحنُ نقدِّر حجم المعاناة التي يعيشها كل الشباب الفلسطيني، فنحنُ وعائلاتنا أبناء هذا الشعب، ولسنا ضد الهجرة الفردية لأحد شريطة أن يكون ذلك بطريقة شرعية لا تترتّب عليها مخاطر الوقوع في أفخاخ شبكات العصابات والمافيات، والتعرُّض للاعتقالات في دول العالم، لا سيما أنَّ حالات كثيرة سُجّلت لشباب اعتُقِلوا ورُحّلوا من قبل السلطات الأجنبية، وتابعت سفاراتنا قضاياهم".

*الفلسطيني لاجئ وليس أجنبيًّا
وفي قضية خطة وزارة العمل اللبنانية لتنظيم عمل الأجانب، وآلية تعاطي القيادة الفلسطينية في لبنان مع تداعيات تطبيق الخطة على شعبنا الفلسطيني، قال أبو العردات: "عملنا على معالجة الموضوع كقيادة فلسطينية عبر مسارين. المسار الأول، هو الحوار مع الأشقاء اللبنانيين، وهو المسار الحتمي للتوصل للنتائج. أمَّا المسار الثاني فهو الحراك الشعبي، وهو حق للناس، لأنَّهم بحاجة للتعبير عن رفضهم لهذا الإجراء الذي يمس جوهر حياتهم، لا سيما أن القرار جاء ليفجَّر سنواتٍ من معاناتهم مرة واحدة. وقد تواصلنا مع أشقائنا اللبنانيين على المستويين الحزبي والرسمي، وما زالت اللقاءات مستمرة لنلتقي كل المكونات اللبنانية، ولمسنا خلال اللقاءات التعاطف مع شعبنا والتأييد والدعم لحق الفلسطيني في العمل، وهو ما تجلَّى في مسيرات صيدا على سبيل المثال، ولكن ما نريده هو أن يُترجَم هذا التأييد لمشاريع وقوانين تنصف الإنسان الفلسطيني، لأنَّ التشريع القانوني فقط هو الذي يضمن حقنا".

وأعرب أمين سر الساحة اللبنانية عن تفاؤله بتشكيل اللجنة الوزارية التي يترأسها رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري وتضم ٦ وزراء بينهم وزير العمل، معتبرًا أنَّها "خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح باعتبارها لجنة تقريرية، ولن تناقش فقط حق العمل بل أيضًا كل المطالب الفلسطينية"، موضحًا أنَّ الجانب الفلسطيني بدوره شكّل لجنة تضم حقوقيين وقادة من الفصائل الفلسطينية ومُلمِّين بقضايا شعبنا، صاغت مسودة تضمُّ كل المطالب الفلسطينية وتشرح الواقع الفلسطيني، على أن تُقدَّم لرئيس الحكومة اللبنانية بصيغتها النهائية.

وأشار أبو العردات إلى التعقيدات المرتبطة بإلزام الفلسطيني بالحصول على إجازة عمل، وهو ما يتبدّى من خلال حصول نحو 1200 فقط من العمال الفلسطينيين فقط على الإجازة من أصل نحو 60 ألفًا، إلى جانب ارتفاع الرسوم المترتّبة على إصدار إجازة العمل على ربِّ العمل الذي يوظِّف فلسطينيًّا ما يدفع أرباب العمل للعزوف عن توظيف الفلسطيني، إلى جانب مزاجية التعاطي مع وضع الفلسطيني من قبل وزراء العمل المتعاقبين على الوزارة، لافتًا إلى أنَّه أوضح هذه الجوانب خلال مناظرة مع وزير العمل اللبناني كميل أبو سليمان.

وفي هذا السياق لفت إلى تقديم الجانب الفلسطيني مذكرة تطالب بـاستثناء الفلسطيني من الحصول على إجازة عمل لأنَّ "الفلسطيني ليس أجنبيًّا أو وافدًا وإنَّما هو لاجئ مولود ومقيم في لبنان، وبالتالي لا ينطبق عليه قانون الأجنبي ولا قانون الوافد، ويجب أن يحصل على حقِّه في العمل".

وشدَّد على أنَّ الفلسطيني في لبنان عامل أساسي من عواملِ الاستقرار والسِّلم الأهلي منذُ أكثر من ثلاثة عقود بشهادة الأشقاء اللبنانيين، ويربطه بلبنان تعاون كامل ونضال مشترك ووحدة دم ومصير ورفض لصفقة القرن والتوطين والتهجير، وهو ليس عبئًا على الاقتصاد اللبناني، بل عامل إيجابي داعم له، موضحًا: "لبنان يعرف أنَّ مليارَي دولار هو حجم تحويلات الفلسطينيين لعائلاتهم في لبنان، ووكالة "الأونروا" تنفق نحو ٨٠ مليون دولار، إضافةً إلى ما تضخّه من مال "م.ت.ف" ومؤسسة محمود عبّاس وأصحاب المؤسّسات من الفلسطينيين في لبنان".

وتابع: "القواسم التي تجمعنا أكثر من التي تفرِّقنا، وبالترجمة العملية نأمل على اللجنة الوزارية تعديل القانون المتعلّق بإجازة العمل وحق العمل والقانون الخاص بالتملُّك ليعيش الفلسطينيون بكرامة".

وأكَّد أبو العردات أنَّ الحراك الاحتجاجي سيستمرّ لكن في إطار ترشيدٍ وتنويعٍ يتواكب مع حركة الحوار والحركة السياسية التي تجريها القيادة الفلسطينية في لبنان، حتى يحصل شعبنا على حقوقه الإنسانية والاجتماعية في إطار تفاهم مع الأشقاء اللبنانيين، مردفًا: "ندرك الظروف الصعبة التي يعيشها لبنان، ولكنَّ شعبنا لا يبحث عن جنسية أو وظيفة عامة، إنَّما كلُّ ما يريده أن يعيش بكرامة في منزل لائق وبعمل يؤمن له قوت عائلته إلى حين العودة".

*الاستقرار المعيشي يُكرّس الاستقرار الأمني
في معرض إجابته على بعض الأسئلة التي طرحها متابعون للقاء المباشر عبر صفحة قناة "Fateh TV"، أعرب أبو العردات عن اطمئنانه لاستقرار الوضع الأمني في المخيّمات، وأشار إلى استمرار التعاون والتنسيق بين المكونات الفلسطينية مع بعضها، وبين الجانب الفلسطيني ولبنان على المستويات كافّةً لافتًا إلى أنَّ الخطورة اليوم تكمن في مدى الاستقرار المعيشي ومحاولات التلاعب بالوضع الفلسطيني وتشويه صورة شعبنا المناضل، مُشدِّدًا على أهميّة التعاطي مع القضية الفلسطينية من منظور سياسي وإنساني لا أمني.

وحول قضية تسجيل الطلاب الفلسطينيين في المدارس الرسميّة قال: "أغتنم الفرصة عبر منبركم لأقول إنَّ 1507 طلاب سُجِّلوا في مدارس صيدا، وكلُّ الطلاب الفلسطينيين في صيدا سيُسجّلون في المدارس الرسمية، وقد أعطانا وزير التعليم اللبناني وعدًا بأنَّه لن يبقى طالب فلسطيني خارج المدارس، لكن هناك نقص في الشُّعَب الدراسية، وتجري معالجة الأمر لاستيعاب الجميع".

ووجَّه أبو العردات التحية إلى أبناء شعبنا في المخيّمات الذين حملوا الراية وبذلوا التضحيات وما زالوا على العهد، كما حيّا أهلنا في كلِّ فلسطين، وأسرانا الذين شكَّلوا بصمودهم مدرسة في الفداء والنضال، وأكّد أهمية إنجاز الوحدة التي فيها القوة والحياة، مؤكِّدًا أن شعبنا رغم كل الصعاب ما زال صامدًا في أرضه متمسِّكًا بحقوقِه خلف قيادتنا برئاسة الرئيس محمود عبّاس الثابت على الثوابت، وأنَّه (ما ضاع حق وراءه مُطالِب).

التعليقات