ما هي لغة أهل الجنة؟

ما هي لغة أهل الجنة؟
 تكلّم العلماء قديمًا وحديثًا عن اللّغة التي يتخاطب بها أهل الجنّة فيما بينهم، فمن العلماء من قال إنّهم يتكلّمون باللّغة العربيّة التي هي لغة القرآن الكريم التي شرّفها الله تعالى لذلك، وبسبب أنّ هذه الأمّة هي الأمّة صاحبة الرّسالة الخاتمة فهي غالبة على الأمم حتّى بلغتها.

ويستند أصحاب هذا القول على حديث لم يصحّ عن النّبي عليه الصّلاة والسّلام ورواه الطّبراني في مسنده ( أحبوا العرب لثلاثة، لأنّي النّبي العربي، وأنّ القرآن عربي، ولسان أهل الجنّة عربي) ومن العلماء من قال إنّ لغة أهل الجنّة هي اللّغة العربيّة، ولغة أهل النّار هي اللّغة الفارسيّة والحقيقة أنّ كلا الرّأيين لا يصحّان وليس لهما شواهد وأدلة قطعيّة، وإنّما هي مجرّد استدلالات واستنتاجات لا ترقى إلى درجة اليقين، فضلًا عن أنّ المسلم مأمورٌ بعد التّكلّف في السّؤال عن أمورٍ لا تهمّه في حياته، ومنها السّؤال عن لغة أهل الجنّة.

وروى الطبراني في الأوسط والحاكم والبيهقي في شعب الإيمان وغيرهم عن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أحبوا العرب لثلاث لأني عربي ، والقرآن عربي ، وكلام أهل الجنة عربي) .

وهذا الحديث حكم عليه ابن الجوزي بالوضع ، وقال الذهبي : أظن الحديث موضوعا ، وقال الألباني في السلسة الضعيفة (رقم 160) : موضوع.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : "وكذلك روى أبو جعفر محمد بن عبد الله الحافظ الكوفي المعروف بمطين حدثنا العلاء بن عمرو الحنفي حدثنا يحيى بن زيد الأشعري حدثنا ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أحب العرب لثلاث : لأنه عربي ، والقرآن عربي ، ولسان أهل الجنة عربي ) قال الحافظ السلفي : هذا حديث حسن . فما أدري أراد حسن إسناده على طريقة المحدثين ، أو حسن متنه على الاصطلاح العام ، وأبو الفرج بن الجوزي ذكر هذا الحديث في الموضوعات.

 وقال الثعلبي : لا أصل له ، وقال ابن حبان : يحيى بن زيد يروي المقلوبات عن الأثبات، فبطل الاحتجاج به ، والله أعلم".


 

التعليقات