جمعية بسمة للثقافة والفنون تعرض فيلم عن مصادرة الأراضي الفلسطينية

جمعية بسمة للثقافة والفنون تعرض فيلم عن مصادرة الأراضي الفلسطينية
رام الله - دنيا الوطن
نفذت جمعية بسمة للثقافة والفنون ثاني  عروض أفلامها ضمن مشروع "يلا نشوف فيلم!"، تم عرض فيلم "أرض ميتة " للمخرجة الفلسطينية أمجاد هب الريح ، والتي جسدت من خلاله المخرجة قصة إمرأتين من قرية عانين في محافظة جنين فقدن أرضهن خلف الجدار وحُرمن من زراعتها والإنتفاع منها ، مما أدى لجعلهن أسيرات الفقر والأسى وذلك نتيجة لعلاقتهن التي أصبحت مستحيلة مع الأرض التي عشقنها ؛ فالأرض أصبحت "ميتة خلف الجدار" ، كمحاولة بائسة وأمل صغيرومنقوص  للتواصل مع أرضهن يحاولن تقديم تصاريح زيارة  موسمية لأراضيهن وغالباً ما تقابل التصاريح بالرفض.

يأتي هذا النشاط من خلال مشروع "يلاّ نشوف فيلم!" مشروع شراكة ثقافية -مجتمعية تنفذه مؤسسة "شاشات سينما المرأة" بالشراكة مع "جمعية الخريجات الجامعيات" وجمعية "عباد الشمس لحماية الإنسان والبيئة" بدعم رئيسي من الاتحاد الأوروبي ودعم مساند من CFD السويسرية وصندوق المرأة العالمي."

تم عرض الفيلم  في مركز العائلة – البريج بحضور ما يقارب 58 شخص من فئات نسوية وشبابية متنوعة  من كلا الجنسين، وقد سادت أجواء النقاش والتفاعل مع الميسرة ريهام حمد  والحضور والذين بدورهم عكسوا أفكارهم ووجهة نظرهم في فكرة ورسائل الفيلم وتجسيده لمعاناة الشعب الفلسطيني وسياسة مصادرة الأراضي والحرمان  والمعاناة والصعوبات التي نتحملها ، كما ناقش الحضور دور المرأة الفلسطينية في النضال وحماية الأرض على مر الزمان وقدرة المرأة الفلسطينية على العمل والمقاومة.

ساهمت مشاركات  الجمهور في إثراء الموضوع حيث شاركت احدى الحضور بقولها "لم أكن أشعر بحجم المعاناة في الضفة الغربية إلا بعد زيارتي لهذه الأراضي وشعرت بحجم الألم والقهر والانتظار على الحاجز الذي وصفته بالثعبان الذي ينهش هذه الأرض المقدسة، هناك رأيت الألم في عيون الفلسطينيات العاملات في بيع ما يحصدنه من أراضيهن وكيف يعانين في الوصول إلى السوق لبيعه ومن ثمّ العودة لبيوتهن حاملات أثقالهن على رؤسهن  في رحلة إياب لا تقل مرارا عن رحلة الذهاب".

في حين أشارت مشاركة أخرى إلى أن الفيلم أظهر أسمى معاني الصمود والنضال للمرأة الفلسطينية التي تجلت في عدم تخليها عن أرضها ورهنها لإبنتها  التي تقطن في الجانب الآخر من الجدار وإصرارها على البقاء على تواصل مع أرضها ولو بشكل غير مباشر وأضافت إلى انها تعتز بكونها فلسطينية فقط ، بعيدا عن مسميات المواطنة واللاجئة ، فأنا صاحبة أرض وحق تماما كالأم الفلسطينة التي ظهرت في الفيلم وتعيش نفس معاناتها ولو بوجه آخر في حين أنها ترى بعينها أرضها في بيت حانون خلف السلك الشائك ولا تستيطع أن تصلها.

من جانب آخر- نوّهت إحدى المشاركات إلى أننا بحاجة فعلا لنتزّود بالثقافة ونعرف الهوية الفلسطينية وكل المدن ومعرفة جغرافية فلسطين القديمة والتي ستزول من ذاكرتنا إذا لم نثقّف بها الأجيال القادمة.

ومع هذا الألم لازال الأمل موجود كما ذكر أحد الحاضرين حيث أكد أنه سعيد بمشاهدة هذا الفيلم الذي أظهر في بدايته ونهايته أغاني أجدادنا فهي تذكّره بالزجل الفلسطيني وبالأغاني التراثية الفلسطينية القديمة وكيف تبعث الأمل في نفوسهم رغم الألم والقهر الموجود بها وسيبحث عن كل هذه الأغاني التي تجسّد تراثنا والتي أصبحت غائبة عنا حاليا، وأنهى حديثه بأننا نحن من يزرع ونحن من سيحصد ولن يتخلى عن أرضنا وأشاد إلى ضرورة تفعيل دورنا الوطني ونورث ونورّث أبنائنا هذا التراث والهوية وأوصى بضرورة عرض مثل تلك الأفلام وتكراراها في العديد من المناطق وإيصالها لاكبر عدد ممكن من الفئات لنقل معاناة أهلنا في الشق الآخر من الوطن  .