وسط مطالبات بحماية المراة: انعقاد المؤتمر التاسع لاتحاد لجان العمل النسائي

وسط مطالبات بحماية المراة: انعقاد المؤتمر التاسع لاتحاد لجان العمل النسائي
رام الله - دنيا الوطن
تحت شعار " نحو بناء حركة نسائية جماهيرية ديمقراطية من أجل الاستقلال والعودةوالمساواة"، وفي أجواء حماسية ربطت النضال النسوي والاجتماعي بالنضالالوطني والديمقراطي، عقد اتحاد لجان العمل النسائي الفلسطيني مؤتمره العام التاسعوسط حضور وطني مميز يتقدمه قيس عبد الكريم نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطيةلتحرير فلسطين، ودلال سلامة عضو اللجنة المركزية لحركة فتح وعضو الأمانة العامةللاتحاد العام للمرأة، وماجدة المصري ومنى الخليلي وريما نزال ورضا نتيل وسهامالبرغوثي وعفاف غطاشة وختام السعافين وأمل خريشة، وسوسن شنار، وفايزة أبو الهيجامسؤولات الأطر والمراكز النسوية الفلسطينية وعضوات الأمانة العامة لاتحاد المرأة،إلى جانب عدد من قادة وكوادر الجبهة الديمقراطية وممثلي الفصائل والقوى الوطنيةوالإسلامية ورؤساء وأعضاء النقابات المهنية والعمالية، وعضوات المجالس البلديةوالقروية.

وأجمعت المتحدث اتوالمتحدثون في المؤتمر على الإشادة بنضال المرأة الفلسطينية والمطالبة برفع كلأشكال الإجحاف والتمييز عنها، وإقرار التعديلات القانونية التي تضمن المساواةالكاملة للمرأة وتوفر الحماية للأسرة والمرأة.

وحملت جلسة المؤتمر اسم دورة الشهيدة القائدة نهاية محمد خليفة وهي الرئيسة السابقة للاتحاد،ونائبة رئيسة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، وشارك في الجلسة المندوباتالمنتخبات من قبل 163 مؤتمرا قاعديا و12 مؤتمرا لوائيا.

وبدا المؤتمربالوقوف دقيقة صمت وإجلال لشهيدات وشهداء فلسطين، وعزف النشيد الوطني الفلسطيني،ثم رحبت الشاعرة فاطمة نزال عريفة الاحتفال بالحضور، ووجهت التحية إلى أرواح ضحاياالعنف من النساء اللواتي شققن الطريق بأجسادهن، ونزفن الدموع صرخات لتوقظ الضمائر،اللواتي كتبن بدمائهن ملاحم بطولة ومنهن روح إسراء غريب التي تطلب العدالة منالأرض قبل السماء.

ونوّهت نزال فيمقدمتها إلى الجهود التي بذلتها النساء الطليعيات لبناء هذا الإطار النسوي المناضلفي أواخر السبعينات والذي شكل رافدا أساسيا من روافد الحركة الوطنية الفلسطينية.

وألقت ماجدة المصري رئيسة اللجنة التحضيرية للمؤتمر كلمة حيت فيها جهود الكوادر النسويةاللواتي عملن دون كلل لإنجاح هذا المؤتمر المأمول أن يشكل محطة استنهاض مميزة فيتاريخ الاتحاد والحركة النسوية والجماهيرية.

وأكدت أن النجاح في عقد المؤتمر هو تأكيد على تصميم المرأة الفلسطينية على أخذ دورها والمشاركةبفعالية وجدارة في النضال الوطني والاجتماعي، وخاصة في ظل ما تشهده قضيتنا الوطنيةمن هجوم غير مسبوق لتصفية حقوقنا الوطنية، وفي ظل عجز المجتمع الدولي عن محاسبةإسرائيل، ومواجهة سياسات وقرارات ترامب، كما في ظل تواطؤ عدد من الدول العربيةوهرولتها إلى التطبيع مع إسرائيل.

وتطرقت المصري إلى الحالة الداخلية فوصفت مقتل الفتاة إسراء غريب بالكابوس الاجتماعي الذي كشف عنقصور في التشريعات وإجراءات المؤسسات الرسمية، داعية إلى التسريع في إقرار قوانينحماية المرأة وتحصيل حقوق الضحايا وردع الجناة.

ونقلت دلال سلامة عضو الأمانة العامة للاتحاد العام للمرأة تحيات رئيسة الاتحاد انتصار الوزيروأعضاء الأمانة العامة وهيئات الاتحاد للمؤتمر،

وقالت أن الأطر النسوية ساهمت في توسيع دائرة العمل الوطني، وأكسبت الانتفاضة الأولى زخما وطنياواجتماعيا، ونافذة لتلبية احتياجات مجتمعنا، وساهمت في انخراط النساء في العملالوطني والمجتمعي.

ولفتت إلى تزامن انعقاد المؤتمر مع التحضيرات الجارية لعقد المؤتمر العام السادس للاتحاد العامللمرأة الفلسطينية، ما يستدعي بذل كل الجهود لأوسع حملة تنسيب للاتحاد بما يحققالأهداف المرجوة لبناء اتحاد جماهيري وشعبي ممتد في كل المواقع ويبنى بشكلديمقراطي من القاعدة للقمة.

وقالت أن المطلوب من اتحاد المرأة التأثير في كل الاتجاهات وليس فقط العلاقات الدولية والتشبيكالخارجي على أهميته، ولكن وصول الاتحاد لكل امرأة فلسطينية في بيتها ومكان عملها.

وشددت على أهمية دور المرأة الفلسطينية في التصدي لمحاولات تصفية حقوقنا الوطنية، ومحاصرة شعبناوالتضييق عليه، داعية دول العالم وخاصة اوروبا وروسيا إلى ترجمة رفضها للسياساتالإسرائيلية إلى أفعال ملموسة في دعم الموقف الفلسطيني.

وألقت أمال خريشة رئيسة جمعية المرأة العاملة كلمة باسم التجمع النسوي الديمقراطي تطرقت فيها إلىالمقاربات المختلفة في ربط النضال النسوي بمضامينه الاجتماعية والمساواة والحقوق،بالنضال الوطني ضد الاحتلال ومن أجل الحرية والاستقلال.

ودعت إلى اعتماد استراتيجية وطنية موحدة وجامعة تعزز وتعمق النضال الوطني، وتمكّن من مواجهةالتحديات الداخلية والتطورات الإقليمية والدولية المرتبطة بمحاولات تصفية القضيةالوطنية عبر فرض صفقة القرن، ومن ضمن ذلك ما صرح به نتنياهو مؤخرا عن نيته ضم الأغواروأجزاء واسعة من الضفة الغربية المحتلة.

وأشارت إلى أن تجربة التجمع الوطني الديمقراطي ترتكز إلى مجموعة الحقوق المتصلة بمساواة المرأةفي الحيز العام وفي الحيز الخاص، وقالت أن انعقاد المؤتمر يؤشر إلى مصلحة النساءفي ممارسة ديمقراطية وبناء حركات اجتماعية بعيدة عن الفئوية، وأكدت على أهمية عقدالمؤتمر العام لاتحاد المرأة عبر عملية ديمقراطية واسعة وشاملة.

وألقى قيس عبدالكريم ( أبو ليلى) نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية كلمة حيّا فيها ذكرىالقائدة الراحلة نهاية محمد التي لا زالت آثار عملها في بناء الإطار الديمقراطيحاضرة في هذا المؤتمر كما في سائر ميادين النضال الوطني والاجتماعي.

 واشاد بجهود القائمات على هذا المؤتمر الذي يشكلعنوانا لعملية ديمقراطية واسعة، تمكن من إعادة صياغة البرامج والتوجهات لتأكيدواستنهاض الدور الحيوي للاتحاد في صفوف الحركة الجماهيرية النسوية والوطنية بشكلعام.

وعن التحديات والمخاطر التي تواجه قضيتنا، قال ابو ليلى أننا مطالبون بالانتقال من الأقوالللأفعال، وفي مقدمة ذلك التحرر من الإملاءات المفروضة علينا ومن القيود المجحفةالتي وضعتها اتفاقية اوسلو وبروتوكول باريس، وقد آن الأوان للانتقال من التلويحباستخدام الأسلحة الفتاكة التي نمتلكها إلى استخدامها فعلا.

ودعا إلى انهاء الانقسام فورا ووقف الصراع المقيت على السلطة والنفوذ والامتيازات، والعودة لحواروطني شامل يفتح الطريق لإعادة بناء الحركة الوطنية على أسس ديمقراطية.

وقال إن قضية إسراء غريب وتداعياتها هي تعبير عن ظاهرة العنف الممارس ضد المرأة وهو من مظاهرالتمييز والإجحاف مشددا على أنه لا يمكن الخلاص من الاحتلال وإنجاز التحرر الوطنيدون تحقيق المساواة التامة للمرأة.

وأضاف أن قضية المساواة ليست قضية الحركة النسوية وحدها بل هي قضية المجتمع، وكل المناضلين منأجل التحرر الوطني والديمقراطية.

وفي ختام الجلسة الافتتاحية تلت سناء شبيطة عضو المكتب التنفيذي لاتحاد لجان العمل النسائي تقريرالعضوية الذي استعرض تفاصيل ال 163 التي جرى عقدها في جميع المحافظات، و12 مؤتمرالوائيا، وتوصيات هذه المؤتمرات ونتائج أعمالها التنظيمية والبرامجية.

وأشارت إلى تحقق النصاب القانوني لعقد المؤتمر بحضور 128 عضوا من اصل 152 عضوا بنسبة 84 في المئة.



التعليقات