ما الأهمية الأمنية لـ (غور الأردن) بالنسبة للفلسطينيين والإسرائيليين؟

ما الأهمية الأمنية لـ (غور الأردن) بالنسبة للفلسطينيين والإسرائيليين؟
صورة أرشيفية
رام الله - دنيا الوطن
أعاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، طرح فكرة قديمة جديدة، تتمثل في فرض السيادة الإسرائيلية على الجزء الغربي من غور الأردن.

ويتبع هذا الجزء للضفة الغربية، التي يعتبرها الفلسطينيون جزءاً من حدود الدولة الفلسطينية لعام 1967، كما توصف بأنها "سلة غذاء فلسطين"، كما أن لها أهمية أمنية كبيرة.

ووفق مركز المعلومات الوطني، فإن الأغوار تمتد من بيسان حتى صفد شمالاً، ومن عين جدي حتى النقب جنوباً، ومن منتصف نهر الأردن، حتى السفوح الشرقية للضفة الغربية غرباً.

وتبلغ مساحة الأغوار الفلسطينية في المنطقة التابعة للضفة الغربية التي احتلتها إسرائيل عام 1967، نحو 2400 كيلومتر، وتعادل نحو 30% من إجمالي مساحة الضفة.

وللأغوار أهمية كبيرة، حيث إنها منطقة طبيعية دافئة، يمكن استغلالها للزراعة طوال العام، إضافة إلى خصوبة التربة، كما تتوفر فيها مصادر المياه، فهي تتربع فوق أهم حوض مائي في فلسطين، وهي فوق ذلك كله بوابة فلسطين الشرقية، وهذه الموارد ضرورية من أجل الدولة الفلسطينية المستقبلية.

وتمتاز هذه المنطقة بالكثافة السكانية القليلة، إذ يعيش فيها في 56 ألف فلسطيني، بما في ذلك سكان مدينة أريحا (المدينة الوحيدة في الأغوار)، بحسب بيانات جهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني في عام 2017.

وهو ما نسبته 2% من مجموع السكان الفلسطينيين في الضفة الغربية، مما يعني أنها منطقة مؤهلة لاستيعاب التوسع السكاني الفلسطيني في المستقبل، بسبب مساحتها الشاسعة.

وفي المقابل، يعيش هناك نحو 11 ألف مستوطن، موزعين على 31 مستوطنة تعرف بـ "المستوطنات الزراعية" لتركيزها على أعمال الزراعة، والتهمت هذه المستوطنات نحو 27 ألف دونم من أراضي الأغوار.

أما الكثافة السكانية الفلسطينية الكبيرة فتوجد في مناطق أخرى بالضفة الغربية مثل الخليل ونابلس، فيما أقيمت أكبر المستوطنات الإسرائيلية في أقصى الغرب.

ويخضع غور الأردن في جانبه الغربي للسيطرة الإسرائيلية في معظم المناطق، باستثناء مدينة أريحا، الخاضعة لسيطرة السلطة الفلسطينية.

وبعد احتلال الضفة الغربية، تبنت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة نظرية السياسي السابق، يغآل آلون، بشأن إبقاء السيطرة على شريط غور الأردن شرقي الضفة الغربية.

وتقول النظرية الأمنية: إنه من أجل تحقيق حلم سلامة البلاد، وإبقاء الدولة يهودية، يجب فرض نهر الأردن كحدود شرقية للدولة اليهودية، حيث أكد نتنياهو في خطابه أن السيطرة على غور الأردن، تمنع تحول الضفة الغربية لقطاع غزة.

ووفق صحيفة (جيروزليم بوست) الإسرائيلية، فإن فكرة ضم غور الأردن ليست فكرة جديدة، مضيفة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي اليساري، إسحاق رابين، الذي أطلق عملية السلام مع الفلسطينيين في التسعينيات، قال: إن الحدود الأمنية للدفاع عن دولة إسرائيل ستكون في وادي الأردن.

ونظرت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة إلى السيطرة على غور الأردن، باعتباره رصيداً استراتيجياً لإسرائيل، إذ إنه يشكل حاجزاً أمنياً أمام الحدود الشرقية، ويسمح للقوات الإسرائيلية، بتطويق السكان الفلسطينيين في الضفة الغربية.

التعليقات