شاهد: دخلا لإنقاذ شابين.. أمعاء "محمد وثائر" تتمزق بسبب بحر غزة الملوث والأطباء عاجزون

تابعنا أيضا عبر تويتر @alwatanvoice

في ذلك اليوم المشئوم، شاهد محمد وثائر شابان يغرقان داخل البحر أمام أعينهما، فلم يتوانيا للحظة، ولم يُفكرا كثيراً حين قررا استغلال مهاراتهما في السباحة لإنقاذ الشابين، وهو ماحدث.

لكن اليوم التالي كان يحمل مفاجآت لبني العم، فقد استيقظ محمد بسبب مغص شديد، مصحوباً بإسهال وحرارة عالية، وتم نقله إلى المستشفى، ليتطور الأمر إلى تشنجات وآلام لا تُطاق.

في اليوم الذي تلاه، ظهرت نفس الأعراض على "ثائر"، ليتم نقله بجوار ابن عمه في ذات المستشفى، وبعد الفحوصات، أخبر الأطباء العائلة أنهم في مواجهة بكتيريا جديدة لا يعرفون نوعها، ولم يجد معها أي نوع من أنواع المضادات.

يقول والد محمد في حديثه لـ"دنيا الوطن": "يصرخان ويتشنجان من شدة الألم، ونحتاج لعشرة رجال لكل واحد منهم لكي نسيطر عليه، ويتم إعطائهم خليطاً من أقوى المُسكنات مثل الأسيفال والترامادول، دون جدوى، وحين يبدآن بالصراخ تتجمع كل المستشفى على أصوات ألمهما الشديد".

وأضاف المبحوح: "تم عمل تحويلة إلى مستشفى المقاصد لكليهما، لكن الجانب الإسرائيلي يتعنت في السماح لهما بالمرور لصغر سنيهما".

ووجه المبحوح مناشدة إلى الرئيس عباس، ووزير الشئون المدنية حسين الشيخ، بالتدخل الفوري لإنقاذ الشابين من الألم غير المُطاق.

يُذكر أن دراسة محلية حديثة كشفت عن وجود طفيليات و"البوغيات الخفية" والعدوى الأميبية، وانتشاراً كثيفاً لطفيل "البوغيات الخفية" في 50% من إجمالي مساحة شاطئ بحر غزة.

وكشفت الدراسة التي أجريت أواخر 2018، عن مؤشرات خطيرة لتصاعد تلوث بحر غزة، حيث تضخ ثمانية مصبّات رئيسية، وتسعة فرعية، وستة ثانوية، مياهاً عادمة في بحر غزة، الذي يصل طول شاطئه إلى 42 كيلومتراً على مدار الساعة بكميات تصل حتى 120 ألف متر مكعب يومياً، مليئة بالملوثات الميكروبولوجية والكيميائية.

ورصدت الإدارة العامة لحماية البيئة التابعة، لسلطة جودة البيئة الحكومية ارتفاع خطيراً في مستويات تلوث مياه البحر، في عامي 2017 و2018، إذ تراوحت ما بين 60% و75% من إجمالي الشاطئ، والذي كشف عنه بهاء الدين الأغا المدير العام للإدارة، في حين أظهرت نتائج الفحوصات التي أجريت خلال شهري نيسان/ أبريل، وأيار/ مايو من العام الجاري.