معهد فلسطين لأبحاث الامن القومي ينظم ندوة "فضاءات الانترنت في الواقع الفلسطيني"

معهد فلسطين لأبحاث الامن القومي ينظم ندوة "فضاءات الانترنت في الواقع الفلسطيني"
رام الله - دنيا الوطن
نظم معهد فلسطين لأبحاث الامن القومي اليوم الاحد :9/8/2019 في مقر المعهد ندوة بعنوان فضاءات الانترنت في الواقع الفلسطيني بمشاركة واسعة من خبراء الاعلام الجديد وأكاديميين وخبراء اعلاميين ومختصين في مواقع التواصل الاجتماعي والجرائم الالكترونية.

رحب الدكتور نايف جراد مدير عام المعهد بالحضور وأكد ان عقد ندوات متخصصة في كافة المجالات ذات العلاقة بالأمن القومي الفلسطيني بمفهومه الشامل هي من اهتمامات وأولويات المعهد، مشيرا إلى أهمية  البحث العلمي في دور الاعلام الجديد وشبكات التواصل الاجتماعي  والمخاطر والتهديدات التي يطرحها الفضاء الاليكتروني في الواقع الفلسطيني، وخاصة في ظل انفجار المعرفة وتدفق المعلومات والأفكار والقيم، والتطور السريع لوسائل الاتصال التي تحولت الى نعمة ونقمة في ذات الوقت، جعلت العالم صغيرا لكنها عقدت العمليات الجارية وزادت من استخدام منصات الاعلام الجديد وشبكات التواصل الاجتماعي للتأثير على العقول والرأي العام.

وتحدث في الندوة الدكتور سامح القبج المحاضر في جامعة الاستقلال عن " الامن السيبراني وشبكات التواصل الاجتماعي " مشيرا الى ان العام 2020 سوف يشهد تحولات عميقة في المجال وان 80% من محتوى مواقع التواصل الاجتماعي تتكون من فيديو وان نسبة 90% من استخدام الهواتف الذكية ستكون لتطبيقات التواصل الاجتماعي، واضافة ان انترنت الأشياء هو مفهوم متطور لشبكة الانترنت بحيث تمتلك كل الأشياء في حياتنا قابلية الاتصال بالأنترنت او ببعضها البعض لإرسال واستقبال البيانات لأداء وظائف محددة من خلال شبكة الانترنت، وهو ما يطرح تحديات وتهديدات جديدة يجب الانتباه اليها.

وقدم العقيد سامر الهندي مدير عام وحدة الجرائم الالكترونية في الشرطة الفلسطينية عرضاً بين من خلاله الأهمية القصوى للقوانين المختصة في مجال استخدامات الانترنت في ظل تنامي الاستخدام للشبكة العنكبوتية من كافة فئات المجتمع، وان الجرائم الالكترونية لا حدود لها وان إمكانية تنفيذها من خارج الوطن وارد . كما بين ان عدد القضايا التي تصل الى جهاز الشرطة وتحول الى المحاكم في تزايد وهذا يعبر عن تزايد وعي المواطن بأهمية التوجه الى الشرطة في حال تعرض الى أي من تلك الجرائم المرتبطة بالأنترنت.

واكد العقيد معتصم الكيلاني مدير مركز الاعلام ان وضع سياسيات وقوانين ضابطة لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي والتطبيقات المختلفة للأنترنت أصبح ضرورة ملحة في ظل استثمار ذلك من قبل الحركات الإرهابية سواء للتحريض او التجنيد او تزييف الوعي للمواطن، وبين ان هناك استخدام واضح من قبل تلك الحركات لمواقع التواصل الاجتماعي في الترويج للأفكار المتطرفة التي تشجع على الإرهاب والتطرف، ومحاربة هذه الأفكار مسؤولية جماعية تقع على عاتق كافة المؤسسات المعنية (الخاصة والحكومية والأهلية).

ومن جانبه قدم الأستاذ ضرار أبو شيخة من وزارة الاتصالات مداخلة حول الرقابة الاليكترونية، شارحا الخطوات المقطوعة على صعيد الحكومة الاليكترونية وضرورة الاهتمام بسلافة وامن المعلومات، مشددا على أهمية وجود المختصين والخبراء وضرورة الاهتمام بالتوعية واستثمار شبكة العلاقات الإقليمية والدولية لمواجهة الاختراقات والتهديدات.

وفي الجلسة الثانية من الندوة قدم الدكتور سعيد عياد من جامعة بيت لحم والخبير في الخطاب الاعلامي ورقة حول " السلم الأهلي في مواقع التواصل الاجتماعي " حيث بين مخاطر خطاب الكراهية الذي يسيطر على المشهد الإعلامي الفلسطيني ويؤثر في عقول الشباب وتوجهاتهم / مؤكدا ان محاربته تعد مسؤولية جمعية تقع على عاتق مؤسسات التنشئة الاجتماعية التي تسهم في رفع الوعي لدى الأجيال القادمة، واكد عياد على أهمية التدقيق في المفاهيم والمصطلحات التي تتداولها وسائل الاعلام الفلسطينية وهي مفاهيم تشوه الواقع الفلسطيني ومنها : عصابات الظلام ، أجهزة رام الله بدل المؤسسة الأمنية الفلسطينية ، سلطة التنسيق وغيرها من المصطلحات التي تخدم مصالح الاحتلال وتضر بالقضية الفلسطينية وتشوه أفكار وعقول الأجيال القادمة التي تتحمل مسؤولية التصدي لمخططات الاحتلال ، واكد على أهمية تحليل المحتوى الإعلامي من قبل مراكز أبحاث مختصة  في مجال الاعلام الجديد ومواقع التواصل الاجتماعي، مشددا على أهمية تلك المواقع في تشكيل الرأي العام ودورها في الدبلوماسية الرقمية التي أصبحت احد اهم الأدوات الأعلامية للدول في التأثير في الاخر .

وقدم الإعلامي محمد اللحام رئيس لجنة الحريات في نقابة الصحافيين مداخلة بعنوان الحريات والاستباحة على مواقع التواصل الاجتماعي" شارحا مخاطر الاستهانة بما ينشر على تلك المواقع، وأننا نعيش ما يمكن تسميته بالحروب الاليكترونية القابلة لحالة من الاشتباك في ظل المساحة الواسعة للحريات التي تصل حد الاستباحة. واكد اللحام أن فلسطين تعد من أوائل الدول التي سمحت للتعبير عن الرأي دون قيود، واكد ان حال الحريات بعد تشكيل الحكومة الثامنة عشر قد تحسن بدرجة ملموسة تجاه الاعلامين والمواطنين. 

وأبرز المخرج احمد البرغوثي من تلفزيون فلسطين والخبير في صناعة الأفلام الوثائقية أهمية توظيف الانترنت وصناعة الأفلام في تعزيز الهوية الوطنية ونقل التراث النضالي الفلسطيني للأجيال عبر مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي وكذلك توظيفها في معالجة المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لان المستقبل (المواطن) أصبح يعتمد على الانترنت والاعلام الاجتماعي في الحصول على معلوماته التي تؤثر في توجهاته ومعتقداته الوطنية.

وسلطت الإعلامية نداء يونس من وزارة الاعلام الضوء على موضوع مهم في الاعلام الجديد في ورقتها " الارهاب والعنف البصري في مواقع التواصل الاجتماعي “، وبينت ان العنف البصري يتعلق بنشر صور ورموز بصرية تعمل على تغير القناعات والايديولوجيات من خلال العمل على توظيف الإشارات اللفظية ذات الارتباطات الدينية او التاريخية والوطنية من قبل البعض بطريقة سلبية قد تؤدي الى تعزيز خطاب الكراهية والعنف داخل المجتمع الفلسطيني.

وقدم رائد قادري من وزارة الداخلية نموذجاً لمبادرة إعلامية رائدة في مجال التأثير في الجمهور الإسرائيلي من خلال عرض الصفحات التي تستخدمها أجهزة الاحتلال للتأثير في الجمهور الفلسطيني والعربي وعرض مبادرتهم بعنوان " فلسطين تتكلم العبرية " وهي صحفة الكترونية يتم من خلالها فضح انتهاكات الاحتلال للجمهور الإسرائيلي، وكذلك توضيح الموقف السياسي الفلسطيني الرسمي بهدف تعزيز أنصار السلام في المجتمع الإسرائيلي.

وقدمت دكتورة ميسون إبراهيم (مدير عام تكنولوجيا المعلومات في ديوان الرئاسة الفلسطينية) ورقة عمل بعنوان " الخطاب السياسي في مواقع التواصل الاجتماعي ) واكدت على أهمية توظيف الأفكار  التي طرحت في الندوة في تحسين لغة الخطاب السياسي الفلسطيني والعمل على دعم المبادرات الإعلامية المختلفة من قبل الحكومة الفلسطينية ، وركزت على ان إسرائيل في صفحاتها التي تخاطب الجمهور الفلسطيني مستندة الى دارسة معمقة للاحتياجات الفلسطينية وعلى وسائل الاعلام الفلسطينية ان تعمل على مخاطبة الجمهور الإسرائيلي(بكافة فئاته العمرية)  من خلال صفحات فلسطينية توضح الرواية الفلسطينية الصحيحة وليس للمجتمع الإسرائيلي  باللغة العبرية فحسب بل وبكافة اللغات الحية الأخرى لمخاطبة شعوب العالم برواية فلسطينية واحدة تخدم المشروع الوطني الفلسطيني .

ودار نقاش غني بعد تقديم أوراق العمل من قبل الحضور وقدمت العديد من الأسئلة التي رد عليها أصحاب الأوراق، كما قدمت العديد من التوصيات، والتي سيصدرها المعهد لاحقا في تقرير خاص مع ملخص للأوراق التي عرضها المختصون والخبراء.

هذا وقد إدار الندوة الدكتور ياسر عبدالله الباحث في معهد فلسطين لأبحاث الامن القومي .