هاجر من غزة سيراً على الأقدام.. عمر عبدالباقي: "كنت أنخز رجلي بدبوس كي لاأفقدها"

هاجر من غزة سيراً على الأقدام.. عمر عبدالباقي: "كنت أنخز رجلي بدبوس كي لاأفقدها"
عمر عبدالباقي
خاص دنيا الوطن
ما زالت رحلة الهجرة طموح آلاف الشباب الفلسطيني، وتحديداً مدينة غزة، بسبب الفقر والحصار المفروض عليهم منذ سنوات طويلة، ومع كل رحلة هجرة يغادر فيها شاب فلسطيني تنتشر قصص المأساة والألم لرحلة طويلة من المعاناة والعذاب وصولاً الى مكان البلد التي يطمحون للوصول اليها، لكن من بين قصص الموت والمعاناة هناك قصص مليئة بالتحدي والحياة.

الشاب عمر عبد الباقي (30 عاماً) من مدينة غزة حاصل على بكالوريوس في اللغة الانجليزية، لديه قصة مختلفة، بين ثناياها الكثير من المعاناة، وصولاً الى ما طمح لتحقيقه، وصل الى بلجيكا بعد رحلة استمرت لحوالي 4 شهور مشياً على الأقدام من تركيا، مروراً باليونان ثم المحطة الاخيرة له ببلجيكا.

وحول رحلة عمر قال "لدنيا الوطن": ان لديه عائلة بغزة، وكان عنده محل اضطر لبيعه بربع الثمن من أجل السفر، مبيناً أنه خرج من غزة، وليس لديه فيزا، وأمضيت في مصر حوالي ثلاثة شهور، من أجل الحصول على فيزا للبوسنة والهرسك، لكن لم أوفق في استدراج الفيزا، وكان لدي خيارين اما تركيا او مورتانيا، فاخترت السفر الى الأولى .

بداية الرحلة:
البداية لرحلته كما يقول هي تركيا، حيث اختار الهجرة عن طريق البر، وليس البحر، وكما يقول بدأت رحلتي براً من تركيا وصولاً لاثينا، لمدة ثلاثة أيام، حيث يتحدث لنا أنهم مشوا في الأرض التركية، من الصباح 7:30 حتى  4:40صباحا ثاني يوم، وكان يحمل قارب مطاطي، ومعهم مجموعة من الأشخاص مصريين وغيرهم، وقد أطلق الجيش التركي لمنعهم من التقدم طلقات تحذيرية .

وتابع حديثه وهو يتذكر هذه اللحظات قائلاً:" عبرنا الطريق الأولى، ووصلنا عند الساعة 4صباحاً وانتظرنا سائق التاكسي، ولم يحضر، حيث اتصلنا بالمهرب فقال لنا ابقوا في المكان حتى الثامنة مسا، حتى لا يراكم أحد، وأشار ألى أن هذا المكان وان كان طريق برياً لكنه شهد موت الكثير من المهاجرين، لأن هناك من يقوم بفتح السد وتنجرف هذه الطرق.

وواصل حديثه قائلاً: "أتى المهرب وأحضر معه السيارة لنقلنا من تركيا لأثينا، مبيناً أن هذه السيارة تتسع لثمانية أشخاص، لكن كنا حوالي 21 شخص، ولخوف المهرب من الاعتقال، اخترنا شاب فقام بقيادة سيارتنا، حتى وصلنا إلى أثينا".

الوصول لأثينا.. ومعاناة السير
وحول نقطة وصول لأثينا قال:" كنا حوالي ثلاثة أشخاص، ونريد الوصول لألبانيا، فصعدا جبل، وخال هذه الرحة تعرض الأشخاص برفقتي لكسر، ثم تفاجأت أننا في مقدونيا، ووصلنا الى أسفل الجبل، وانتظرنا قليلاً حتى لا يرانا أحد ويرجعنا لنقطة الصفر، هذه الرحلة استغرقت من ال11مساء الى 6 صباحا من اليوم الثاني، وهناك انطلقنا لمحطة الباصات، ووصلنا لصربيا، هناك واجهتنا مشاكل السرقة، واطلاق النار، وحاولنا دخولها لكن فشلنا، بسبب الوضع الصعب جداَ، واضطررنا الى الرجوع لكوسوفو ، حاولنا الخروج منها، وكنا نمشي لساعات خوفاً من الشرطة، حيث كنا نختار الغابات هرباً من الشرطة التي تلاحقنا، مضيفاً كانت أقذر رحلة وأكثرها صعوبا من كوسوفو للجبل الأسود.

وأضاف عبد الباقي: "واجهنا العذاب، والبرد الشديد في محطة الوصول للجبل الأسود، يقول عمر كنا نمشي ولا نتوقف، لم يكن هناك حتى أشخاص في طريقنا، بسبب البرد، رأينا الدببة والغزلان، والثعالب، ومن شدة البرد الذي واجهنا والثلج، كنت أنخز رجلي بدبوس حتى لا أفقد قدمي في هذه الرحلة".

الوصول الى الجبل الأسود محطة جديدة للشاب عبدالباقي، حيث يكمل حديثه لنا عن رحلته الطويلة قائلاً:" مكثنا فيها فترة طويلة حتى نصل للبوسنة، حيث كنا نجلس فها حوالي 4 أيام، طبعا لا يوجد إمكانية في هذه الرحلة لاستئجار فندق، كانت لدينا الفرشات المتنقلة للنوم في الغابات هرباً من دوريات الشرطة التي تلاحق المهاجرين، لأننا كنا ندخل البلاد مهربين.

العودة لنقطة الصفر
ويضيف "مكثنا في رحلتنا للوصول للبوسنة حوالي ثلاثة أيام، حيث اخترنا طريق ملتويه خلف الجبال والغابات، وهناك وصلنا للقرية، وعرفونا هناك، وتم ابلاغ الشرطة أننا غرباء عن هذه القرية، فأعادتنا الشرطة الى نقطة البداية، نمنا في حظيرة للدجاج، كنا نضع الماء في علبة للعسل ونقوم بشربها فقط خلال الثلاث أيام، وحينما أمسكت بنا الشرطة وأعادتنا قررنا الاستغناء عن المهرب، واكمال المشوار لوحدنا، وهناك تواصلنا مع مهربة، وأخبرتها أننا ثلاث أشخاص، وهناك وصلنا لمنطقة سراييفو في البوسنة، وزحفنا على الاسفلت، لـ500متر، وهناك نزلنا للنهر وسبحنا 300 متر، ثم صعدنا الجبل ووصلنا لمنطقة بهاج وهناك حدثت مشاداة بيني وبين الشرطة الصربية.

الضرب والملاحقة .. عذاب المهاجرين المستمر
الرحلة تستمر بكثير من المعاناة للمهاجرين، حيث يقول الشاب عمر تعرضنا للضرب في مناطق متعددة في صربيا، واتفقنا هناك مع مهرب، والتهريب في هذه المنطقة كان عن طريق جبل عمودي، وبدأنا المشي بين الغابات والمطر، واستغرقت ساعات طويلة، ثم استقلينا سيارة في كرواتيا، ووصلنا الى نقطة للجيش وبعناية الله كان الضباب يغطي المنطقة، وهذا ما ساعدنا، وأخبرنا هناك المهرب أن السيارة ستصل الساعة 9 مساء، ثم وصلنا لمدينة تريستي بايطاليا، وساعدنا هناك مواطن عراقي، حيث جلسنا عنده للساعة الثامنة مساء مقابل 50 يورو، مضيفاً الى أنه استقل سيارة الى ميلانو ، ومن محطة هذه المدينة من 9 صباحا حتى ثاني يوم فجراً وصلنا الى بلجيكا.


صعوبات 
ويختم حديثه قائلاَ:" واجهتنا صعاب كثيرة، كنا لا ننام لأيام، وعانينا من البرد الشديد، والضرب والاعتداء علينا من قبل الشرطة في أكثر من مدينة، وكنا نعيش على المسكنات، والعسل والماء".













 


 


 



التعليقات