من أجل اتحاد كتاب يليق بفلسطين

من أجل اتحاد كتاب يليق بفلسطين
من أجل اتحاد كتاب يليق بفلسطين

بقلم : سليم النفار

لقد كان اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين على الدوام ، رافعة حقيقية للفعل الثقافي الوطني ، و مدافعاً صلباً عن الهوية الوطنية ، بما تُشكلهُ من ميراث الناس جميعاً فوق هذه الأرض ، والتي شكلت دائماً – وعلى مدار قرون – ناظمَ حياتهم ورؤاهم نحو كافة التفاصيل ، التي تخص مجتمعهم و شؤونه المختلفة .

 وعلى الرغم من سنوات الاحتلال الطويلة منذ الغزوات الاولى ، و حتى الاحتلال الإحلالي الصهيوني ، بقي المثقف الفلسطيني رأس الحربة في صيانة الهوية ، فقد رسم الكتاب والفنانون بدمهم الكلمات والخطوط ، التي تفضح زيف الرواية المعادية ، وعلى جبهاتٍ متعددة قدموا قوافل الشهداء منذ البدايات ، وقد كان الاتحاد في سنوات الكفاح الاولى ، الكتيبة المقاتلة والمدافعة عن الوحدة الوطنية الفلسطينيية ، ولكن تلك الفسيفساء المتوحدة في بانوراما الفعل الوطني ماضياً ، كانت محكومة بقوة الفعل الثقافي للأفراد المختلفين حزبياً ، المتفقين ثقافياً ووطنياً ، غير أن تلك الفسيفساء لم تعد صالحة الآن ، لأن القوى السياسية المتآكلة في قدرة فعلها وبرامجها ، لم تعد ترفد المشهد بمثقفين وكتاب حقيقيين ، وفي هذا السياق ليس لزاماً على الاتحاد التعب ، أن يُضاف الى صفوفه التعبين ، غير المنتجين للثقافة – فقط لأنهم يمثلون هذا الفصيل أو ذاك – اضافة الى الاحتكار الذي يمارسه الأخوة في حركة فتح ، وهو أن رئيس الاتحاد ونائب الرئيس يجب أن يكونا منهم ... بصراحة هذا السلوك لا يليق باتحاد كتاب يدافع عن فلسطين وثقافتها وتاريخها .

مع كل الاحترام والتقدير للإخوة في حركة فتح ، ولدورها الوطني الكبير الذي لا ننتقص منه ، غير أن الكتاب والمثقفين المنتمين للهوية ، جديرون بقيادة الاتحاد بغض النظر عن الانتماء الحزبي ، و أن يُحدد سلفاً بعض المهام  لهذا الفصيل أو ذاك ، أمر لا يليق ، والأجدر كما أعتقد أن ينتخب الكتاب أنفسهم رئيسهم و أعضاء أمانتهم مباشرة  من الجمعية العمومية ، ويمنع التمثيل في قيادة الاتحاد على الخلفية الحزبية ، بل على الخلفية والمؤهلات الثقافية ، فاذا فعلنا ذلك اعتقد نكون في طريقنا ، نحو اتحاد يستطيع أن يشكل رافعة حقيقية للفعل الثقافي الوطني .

التعليقات