أول تعليق من "أبل" على فضيحة "التسجيلات الحميمة" لمستخدمي "آيفون"

أول تعليق من "أبل" على فضيحة "التسجيلات الحميمة" لمستخدمي "آيفون"
أصدرت شركة "أبل" الأمريكية أول تعليق رسمي على ما وصفته تقارير إعلامية بفضيحة التجسس، واحتفاظها بتسجيلات مستخدمي "آيفون"، حتى تلك الحميمة منها.

وقالت شركة "أبل"، وفقاً لما نشره الموقع الرسمي للشركة الأمريكية، إنها تقدم اعتذاراً على تعاقدها مع موظفين للاستماع إلى التسجيلات الصوتية لمستخدمي "آيفون"، حتى تلك الحميمة منها.

وقالت "أبل": "نخطط لاستئناف عمليات التصنيف تلك، فقط لمن يوافق من العملاء على ذلك الأمر، وستكون مدرجة فقط لموظفينا الرسميين وليس المتعاقدين، وسيكون بإمكانهم فقط الوصول إلى التسجيلات".

ومضت قائلة "بعد الاطلاع على نتائج المراجعة، أدركنا أننا لم نلتزم بشكل كامل بمُثُلنا العليا ولهذا نعتذر، ما تم تصنيفه من تسجيلات صوتية بواسطة موظفينا المتعاقدين بلغ 0.2٪ من تسجيلات سيري الصوتية، في الفترة التي سبقت إيقاف عملية التصنيف".

كما أعلنت أبل عن اعتمادها 3 تغييرات رئيسة قبل استئنافها عملية الاطلاع على التسجيلات:

1- لن يتم الاحتفاظ بالتسجيلات الصوتية بشكل افتراضي، وبدلاً من ذلك، سيعتمد موظفوها على نصوص كلامية أنشئت بواسطة الكمبيوتر.

2- سيخير مستخدمو خدمة "سيري" بين مشاركة التسجيلات الصوتية أو عدم تفعيلها "في أي وقت" يرغب فيه المستخدم.

3- يمكن لموظفي الشركة الرسميين فقط الوصول إلى التسجيلات، كما ستحذف أي تسجيلات أجريت "عن غير قصد".

وكان تقرير خطير، قد كشف عن مفاجأة صادمة بشأن "سيري"، المساعد الصوتي في هواتف "آيفون" الذكية، الذي قد لا يجعلك بعد قراءته تضع هاتفك في غرفة نومك.

قالت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، نقلاً عن مصدر رفض ذكر اسمه، إن الشركات المتعاونة مع "أبل"، وتحديداً من يراقب جودة "سيري"، يستمعون بانتظام إلى معلومات حساسة خاصة بالمستخدمين.

ومن أبرز المعلومات عالية الخصوصية، التي استمعوا إليها بالصدفة، معلومات طبية، وأنشطة إجرامية، مثل صفقات تبادل المخدرات، فضلاً عن أزواج وهم يمارسون الجنس.

ولكن أكد المتعاونون مع "أبل" أنهم يستمعون فقط إلى أقل من 1% من عمليات التنشيط اليومية لـ"سيري"، وأن الأمر لا يتعدى عدة ثوان، بغرض مراقبة الجودة، والتأكد من مدى نجاح المساعد الصوتي لـ "أبل" في تلبية طلبات المستخدمين، وقياس درجة كفاءته في تنفيذها.

وفيما تؤكد شركة "أبل" في بيان لها، أن هذه "التسجيلات الخاصة" لا يربطها المتعاونون معها بأسماء مستخدمين محددين، وأنه يتم دراستها داخل منشآت آمنة، ملزمة بمتطلبات سرية صارمة، إلا أن صحيفة "تلغراف" تلمح إلى استمرار وجود بعض المخاوف من بعض المتعاونين الجدد الذين يتم تعيينهم حديثاً، وقد يسيء بعضهم التعامل مع هذه البيانات من الناحية النظرية.

كما لفتت الصحيفة إلى أن المتعاونين مع "أبل" مكلفون فقط بالإبلاغ عن طلبات "سيري" العرضية، باعتبارها مشكلات فنية، ولكن ليس عن محتوى ما يسمعونه.

ويعيد تقرير صحيفة "ذا غارديان" إلى الأذهان، جريمة القتل التي وقعت في ريف نيو هامبشاير بالولايات المتحدة الأمريكية عام 2017، عندما عثر على جثة فتاة طعنها صديقها حتى الموت، واكتشفت بعدها "إف بي آي" أنه كان يحتفظ بسماعة "أمازون إيكو" الذكية داخل غرفة نومها، وأخرى في المطبخ، وهي ما كانت تنقل إليه كل المعلومات الخاصة بصديقته حتى أحاديثها مع أصدقائها، بعدما تمكن من اختراق "أمازون إيكو".

وقالت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية وقتها، إن تلك الجريمة تفتح الباب أمام كيف أن كل الأجهزة المتعلقة بإنترنت الأشياء مثل أجهزة التلفاز الذكي أو المساعد الصوتي الذكي أو حتى الأجهزة المنزلية الذكية مثل الغسالات أو الثلاجات أو حتى ألعاب الأطفال المتصلة بالإنترنت.

كما حذرت وكالة "بلومبرغ" الأمريكية في تقرير صادم لها، نشر في شهر نيسان/ أبريل، مما وصفته بـ"الاختراق المتعمد" من قبل شركات التقنية الكبرى أو ما يطلق عليهم "الثلاثة الكبار" لخصوصية المستخدمين.

وأوضحت وكالة "بلومبرغ" الأمريكية أن شركات "أمازون" و"آبل" و"غوغل"، أو ما يطلق عليهم "الثلاثة الكبار" عينوا بصورة رسمية إدارة مخصصة للاستماع والتنصت إلى همسات الشخص مع زوجته أو حديث آخر مع صديقه.

ويستغل الثلاثة الكبار إطلاقهم عدداً كبيراً من المنتجات التقنية الحديثة، مثل السماعات الذكية والتطبيقات الصوتية، من أجل اختراق "المايكروفون" الخاص بأي هاتف ذكي، والاستماع لأي حديث يجريه الشخص بجانب هاتفه المحمول.

وأجرت "بلومبرغ" لقاءات صحفية مع عدد من الموظفين في "أمازون"، الذين يعملون على مراجعة تسجيلات سماعات "أليكسا" التي تنتجها وتسوقها الشركة.

وأشار الموظفون إلى أنه رغم أن الهدف الرئيس من عملهم هو مراجعة التسجيلات الصوتية، من أجل تحسين قدرة تلك الأجهزة على التعرف على الأصوات، إلا أن بعضهم كان يستمتع كثيراً بالاستماع إلى أحاديث مستخدمي تلك المنتجات الخاصة، وربما أحاديثهم الحميمية مع شريك حياتهم مثلاً.

التعليقات