طاولة حوار في جمعية بذور للتنمية والثقافة حول الصراع في ايرلندا الشمالية

طاولة حوار في جمعية بذور للتنمية والثقافة حول الصراع في ايرلندا الشمالية
رام الله - دنيا الوطن
استضافت جمعية بذور للتنمية والثقافة في نابلس وبالتعاون مع مؤسسة Thinking Forward البريطانية الباحث والناشط السياسي بات هاينز مستشار رئيس الوزراء الايرلندي الأسبق، والباحث في مركزGlencree للسلام والمصالحة، الذي يهدف إلى تعزيز السلام والمصالحة داخل وبينالمجتمعات في ايرلندا، وعضو هيئة التدريس المساعد في معهد كينيدي لحل النزاعات فيجامعة ماينوث.

يأتي ذلك في باكورة " طاولات الحوارالمستديرة    بعنوان " إلى أين "التي تنظمها  جمعية بذور للتنمية والثقافة،حيث تحدث هاينز حول جذور الصراع في ايرلندا الشمالية، والمراحل التي مر بها، وحجمالعنف، وعدد الضحايا، وتأثير ذلك على اقتصاديات دول الصراع، والجهود التي بذلت منأجل توقيع اتفاقية " الجمعة العظيمة "، والتي جاءت تتويجا لمفاوضات استمرتلما يزيد عن اثنا عشر عاما، تخللها العديد من التحديات، والصعوبات، والخلافاتالداخلية في معسكر مختلف أطراف الصراع، والدور الدولي من أجل إنهاء الصراع، لاسيما مع مجيء الرئيس الأمريكي بيل كلينتون للبيت الأبيض، وجون كيري رئيسا لوزراءبريطانيا، ووجود قيادة تؤمن بضرورة إيجاد حل سياسي للصراع في ايرلندا، وايرلنداالشمالية.

 كما أشار هاينز أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يمر بمرحلة في غايةالصعوبة، وذلك كون إدارة ترامب المتحيزة للاحتلال ايدلوجيا غير معنية بإنهاءالصراع وفق قرارات الشرعية الدولية، بالإضافة أن القضية الفلسطينية لم تعد اولويةعلى طاولة العديد من الأنظمة في المنطقة، وكذلك بسبب تنامي قوى اليمين المتطرف فياسرائيل، واستمرار حالة الانقسام الفلسطيني الداخلي، الذي قال هاينز أنه هدية عيدالميلاد للاحتلال.

كما أشار هاينز أن استمرار اسرائيل فيسياساتها العنصرية ستجعل منها أقلية تحكم أكثرية من السكان ما بين نهر الأردن والبحرالابيض المتوسط، وهو النظام الذي يعيد للذاكرة نظام التمييز العنصري في جنوبافريقيا، مؤكدا بأن تضائل معسكر اليسار الإسرائيلي وغياب قوة إسرائيلية مؤثرةتتطلع للسلام يجعل من تحقيق حل سياسي أكثر صعوبة على المدى القريب، وتحدث هاينز عنالدبلوماسية الفلسطينية الرسمية، مشيرة بأنها كانت أكثر تأثيرا وقدرة، وأنها اليومتفتقر إلى ذات التأثير، قائلا " كانت الدبلوماسية الفلسطينية تستطيع التأثيرعلى 15 دولة أوروبية عبر الهاتف  للتصويتلصالح الحق الفلسطيني، بينما من غير الموضوعي  التوهم أن هذا الوضع لا يزال قائما، داعيا إلى الاستلهاممن التجربة الايرلندية في الحوار الداخلي، والاستماع إلى مختلف وجهات النظر مهمابدت متباينة، من اجل الوصول إلى حلول مجمع عليها، ومسار وطني متوافق عليه.

 وقد اشتملت طاولة الحوار التي شارك بها مجموعةمن الأكاديميين والنشطاء الشباب، وقادة من  فصائل منظمة التحرير، وناشطات نسويات، علىمداخلات أكدت حق الشعب الفلسطيني باستمرار المقاومة بشتى الوسائل من أجل الوصول إلىحريته واستقلاله الناجز، وأهمية تحقيق الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام، ورفضالمؤامرة الأمريكية على شعبنا، وقضيتنا، ورفض صفقة القرن التآمرية، وضرورة تداعيالمجتمع المدني الفلسطيني للمشاركة في رسم السياسات العامة، والقرار العام، إلى جانبمختلف القوى الفاعلة على الأرض.

وفي ختام اللقاء الذي اداره رائد الدبعي،المدير التنفيذي لجمعية بذور للتنمية والثقافة، شكر الدبعي الدكتور هاينز على  حضوره، ومواقفه الداعمة لشعبنا الفلسطيني، لاسيما خلال فترة حصار الشهيد ياسر عرفات، وحضوره إلى المقاطعة إلى جانب الرئيسالشهيد، مشيرا أن عددا آخر من اللقاءات ستنظم خلال الأسابيع القادمة حول مواضيع مختلفة .