الأوقاف الأردنية رافعة فلسطينية

الأوقاف الأردنية رافعة فلسطينية
الأوقاف الأردنية رافعة فلسطينية
حمادة فراعنة
لم تعد وزارة الأوقاف مجرد مظلة للمساجد والعاملين بها، ولم تعد إدارة للشؤون الإسلامية في بلادنا، بل تخطى عملها حدود نهر الأردن باتجاه فلسطين وغدت عنواناً ومظلة في تأدية وظيفتها الوطنية والقومية والدينية، نحو الحرم القدسي الشريف بامتياز وقوة وتفاني، وهذا يعود لعدة أسباب : 
أولها : رغم أنها تقوم بوظيفتها منذ عام 1967، ولكنها غدت أكثر حيوية وقوة بسبب تصادم وظائفها مع أطماع التوسع الاستعماري الإسرائيلي بجناحيه اليمين المتطرف واليهودي المتشدد الذي يستهدف أسرلة القدس وتهويدها وفرض التقاسم الزماني والمكاني على الحرم القدسي الشريف، ولهذا فرض الاحتلال وتفوقه وسياساته وإجراءاته التحدي على إدارة أوقاف القدس ومرجعيتها وزارة الأوقاف في عمان كي تقبل هذا التحدي عبر مواصلة وظيفتها وتأدية واجباتها بكل أبعادها الدينية والوطنية والقومية نحو فلسطين وحرمها القدسي . 
وثانيها : تجديد الوصاية الهاشمية التي بدأها الشعب الفلسطيني مع الشريف الحسين عام 1924، وامتدت عبر الاتفاق الذي وقعه الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع رأس الدولة الأردنية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين في 30 أذار 2013، مما جعل من الرعاية الأردنية عبر الأوقاف مسؤولية مضاعفة بسبب الرهان الفلسطيني على الوصاية الهاشمية بهدف حماية القدس ومقدساتها، يجب تأديتها بكفاءة واقتدار . 
وثالثها : مبادرة وزارة الأوقاف بإعادة تشكيل مجلس الأوقاف في القدس برئاسة الشيخ عبد الحفيظ سلهب مع توسيع المجلس ليضم ذوات مقدسية وازنة لها دورها الوطني مما أغاظ سلطات الاحتلال لمعرفتها أن المجلس الجديد الذي تشكل في 14 شباط 2019، يعبر عن تفاهم رسمي أردني فلسطيني في مواجهة سياسات الاقتحام والمس بقدسية المكان للمسلمين، وللمسلمين فقط ، فزادت سلطات الاحتلال من عدوانية سلوكها وشراستها ضد رموز مجلس الأوقاف والعاملين معه من المرابطين والمرابطات .
ورابعها : أن الوزير عبد الناصر أبو البصل « قابضها جد « في تنفيذ الوصاية الهاشمية وفي الرعاية الأردنية، بطريقة أقوى وأحد وأعمق من مجرد إدارة وظيفية ومهمة إدارية، بل يُعطي المهمة والوظيفة بكل ما تحمل من مهام بأبعادها الوطنية والقومية والدينية مما يجعل كل خطوة وكل موقف عنواناً للتصادم، يساعده في ذلك بسالة أهل القدس وصلابتهم في مواجهة العدو الإسرائيلي فهم الأداة والعنوان وهم الهدف لحماية بلدهم ومدينتهم ومقدساتهم على الأرض وفي ميدان المواجهة، إضافة إلى فلسطينيي مناطق الاحتلال الأولى عام 1948، أبناء الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة، الذين يؤدون دورهم وشراكتهم في حماية الأقصى عبر نوابهم وقياداتهم السياسية والحزبية من خلال مؤسساتهم وفي طليعتها لجنة المتابعة العليا للوسط العربي الفلسطيني في مناطق 48، وقائدها الوطني محمد بركة، ورئيس مجلس السلطات المحلية مضر يونس رئيس مجلس عارة وعرعرة ورفاقه قادة السلطات، هؤلاء وغيرهم هم أداة الفعل والعمل على الأرض ووزارة الأوقاف هي مظلتهم خارج فلسطين.

التعليقات