التصعيد بالجبهة الشمالية.. هل سيرى العالم تدمير الدبابات الإسرائيلية ببث مباشر؟

التصعيد بالجبهة الشمالية.. هل سيرى العالم تدمير الدبابات الإسرائيلية ببث مباشر؟
خاص دنيا الوطن - أحمد العشي
شهدت الجبهة الشمالية في الآونة الأخيرة، حالة من التوتر والتصعيد، سواء في سوريا بعد قصف الاحتلال الإسرائيلي لعدة أهداف، أسفرت عن استشهاد عنصرين من حزب الله، أو في لبنان، بعدما أعلن حزب الله عن إسقاط مسيرتين إسرائيليتين في الضاحية الجنوبية بالعاصمة بيروت، بالإضافة إلى قصف مبنى تابع للجبهة الشعبية القيادة العامة في البقاع اللبناني.

بدوره، خرج حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، وكرر تهديداته للاحتلال الإسرائيلي، حيث أكد أنه سيرد على كل الاعتداءات الإسرائيلية، ولكن حتى الآن لم يحدث أي شيء.

وفي تصريح سابق له، وجه نصر الله تهديدا شديد اللهجة، توعد خلاله، الاحتلال الاسرائيلي، بأن أي عدوان على لبنان، سيؤدي إلى أن يشاهد العالم كله تدمير الدبابات والفرق والاولية العسكرية الاسرائيلية في "بث مباشر" أمام أعين العالم كله.

"دنيا الوطن" استطلعت آراء بعض المحللين السياسيين، للتعرف على إمكانية تنفيذ نصر الله لتهديدات خلال الفترة أو الساعات المقبلة، وخرجت بالتقرير التالي:

أكد جوزيف بو فاضل، المحلل السياسي اللبناني، أنه من المعروف، أن حسن نصر الله لا يطلق الكلام والتهديدات جزافاً، خاصة أن هناك خطراً محدقاً بلبنان من قبل الاحتلال الإسرائيلي، لذلك لم يطلق السيد نصر الله هذه التحذيرات عبثاً، وإنما لشعوره بخطورة الوضع.

وقال: "قواعد الاشتباك خطيرة على إسرائيل أكثر من لبنان، حيث إن لبنان قد تعود على كل شيء، فالسيد حسن نصر الله ينتظر ما الذي سيقرره (كابينت) الإسرائيلي بعد اجتماعه".

وأضاف: "نصر الله أكد أنه لا يريد الحرب، ولكن إذا فرضت فأهلاً وسهلاً بها، حيث قال أيضاً إنه لن يكون أي إسرائيلي في مأمن من حزب الله، فالحزب عام 2006 هو غير الحزب في عام 2020".

وأكد بو فاضل، أن نصر الله يثق بما لديه من إمكانيات إسقاط المسيرات الحربية الإلكترونية الإسرائيلية، لافتاً إلى أنه إذا لم يكن واثقاً من ذلك لما أطلق هذه التهديدات، لذا يجب على الجيش الإسرائيلي، أن يعود إلى رشده وألا يغامر مع نتنياهو.

بدوره، أكد اللواء يوسف الشرقاوي، المختص في الشأن العسكري، أنه إذا أطلق حسن نصر الله تهديدات ولم ينفذها، فهذا يعني أن شعبية حزب الله تتراجع، موضحاً أن هناك خطورة في عدم تنفيذها.

وقال: "أي سلاح يكون موجوداً دون استخدامه، فلا فائدة منه، كما أن شعبية حزب الله في العالم العربي يمثل حاضنة، فإذا تكررت عدم المصداقية، سيكون محرجاً، وسيكون هناك تآكل في شعبيته، وهذا التآكل ينعكس على قاعدتين، الأولى: القاعدة الشعبية، والثانية: فقدان المصداقية كفصيل مقاومة".

وفي السياق، أشار الشرقاوي إلى أن حسن نصر الله تورط في الحرب السورية، ولكنه دافع عن نفسه، منوهاً في الوقت ذاته إلى أن مصالح روسيا، أصبحت فوق كرامة العرب ومشاعرهم، كما أنه مرتبط بالمحور الإيراني، وبالتالي يجب ألا يكون مرتبط بإيران، لأنه عبارة عن حزب مقاومة، اما إيران فهي دولة، ولكن يجب أن تكون الحسابات حسابات مقاومة فقط.

وقال: "الخطأ الاستراتيجي، هو إطلاق التهديدات بدون شيء، حيث إن اطلاق التهديدات دون التنفيذ، أعتقد أنه يمثل عدم المصداقية، وهذا يُجسد في وعي الإنسان العربي بأن إسرائيل لا تقهر، وهذا ما لا نريده".

وأضاف: "إسرائيل تريد أن تجعل حسن نصر الله أوهن من بيت العنكبوت، حيث إن نتنياهو ينفذ تهديدات، من خلال قصف سيارة للحشد الشعبي، والقيادة العامة للجبهة الشعبية، وبالتالي أصبح المحور، محوراً أخلاقياً وليس مقاومة".

وتابع الشرقاوي بقوله: "إذا لم يكن حسن نصر الله، يريد تنفيذ تهديدات، على الأقل أن يخرج ويقول: إنه ليس لديه القدرة على محاربة إسرائيل على المدى المنظور".

من جانبه، اكد جوني منير، المحلل السياسي اللبناني، أن سلوك حسن نصر الله السياسي، كان دائماً يلتزم بكلامه، فكيف الحال بالوضع اليوم، حيث جرى اغتيال عنصرين من حزب الله في سوريا، كذلك الطائرات المسيرة في الضاحية الجنوبية.

وقال منير: "عاد السيد حسن نصر الله، وأطلق التهديدات خلال خطابه الأخير، وهذا يعني أنه حتماً سيعمل على الرد، فقد حدد نطاق الرد، من خلال أولاً: الحدود اللبنانية، حيث قال للإسرائيليين أن العين بالعين والسن بالسن، بمعنى أنه يريد استهداف جندييْن إسرائيلييْن مقابل العنصرين من حزب الله، وثانياً: سيكون هناك طائرات مسيرة للحزب، حيث قال: إنه يجب على الاحتلال أن يقلق، لأن كل الجهات من الشمال إلى الجنوب هي مفتوحة أمام العمليات".

وأضاف: "نعم السيد حسن نصر الله، سينفذ تهديداته، ولكن التوقيت مرتبط بعدم إعطاء نتنياهو الهدية الانتخابية، حيث إن التوقيت له علاقة بالانتخابات الإسرائيلية".

وفي السياق، أوضح المحلل السياسي، أن السيد حسن نصر الله لم ولن يطلب المساعدة من أي جهة أخرى، لافتاً إلى أنه قادر على تنفيذ العمليات، حيث كان واضحاً بأنه جاهز، منوهاً في الوقت ذاته إلى أنه لا يريد الحرب، وإن كان ذلك لكان قد نفذ تهديده، وإنما يريد تنفيذ عمليات أمنية، وليست عسكرية، بموازاة ما حصل سواء في دمشق أو الضاحية الجنوبية.

التعليقات