مركز التعليم البيئي: حرائق الأمازون كارثة بيئية تُهدد رئة العالم

مركز التعليم البيئي: حرائق الأمازون كارثة بيئية تُهدد رئة العالم
رام الله - دنيا الوطن
أصدر مركز التعليم البيئي/ الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والاراضي المقدسة، نشرة تعريفية خاصة بالحرائق المُستعرة في غابات الأمازون وتداعياتهاالبيئية الخطيرة، وإطلاق الغازات الدفيئة إذا ما اختفت، ما يهدد استقرار المناخ عالميًا، وبخاصة أن كوكب الأرض وحدة واحدة، بالرغم من اتساعه.

وقالت النشرة، إن غابات الأمازون، التي تعرف بـ"رئة الأرض" تعد موئلاً لقرابة 3 ملايين نوع من النباتات والحيوانات، وموطنًا لـ 10%من الأنواع المعروفة على وجه الأرض.

 كما تضم ثاني أكبر أنهار الكرة الأرضية، وتمتد على مساحة 5,5 مليون كيلومتر مربع، وتشكل أكبر غابة استوائية ومطيرة، وتغطي شمالغرب البرازيل وتمتد إلى كولومبيا والبيرو ودول أخرى في أمريكيا الجنوبية، وتساهم في استقرار مناخ العالم، وفيها أكبر تنوع حيوي في المعمورة. وتوفر نحو خمس المياهالعذبة التي تصب في المحيطات.

تداعيات خطيرة

وأضافت: تنتج الأمازون كميات هائلة من المياه، ليس فقط للبرازيل وإنما لأمريكا الجنوبية برمتها، فيما تنقل ما تسمى بـ "الأنهار الطائرة" الرطوبة إلى مناطق واسعة فيأنحاء البرازيل، وتؤثر على الأمطار في بوليفيا وباراغواي والأرجنتين وأوروغوايوحتى في أقصى جنوب تشيلي.

ونقلت عن معهد (INPA)،أنه يمكن لشجرة يبلغ قطرها 10 أمتار توفير أكثر من 300 لتر من المياه يوميًا فيصورة بخار تطلقه في الغلاف الجوي، وهو أكثر من ضعف ما يستهلكه أحد البرازيليينيوميًا.

وأفادت النشرة بأن الأمازون والغابات الاستوائية الأخرى تخزن ما بين 90 و140 مليار طن منالكربون، وتساعد بذلك على استقرار المناخ العالمي.

وتمثل غابات الأمازون المطيرة وحدها 10٪ من إجمالي الكتلة الحيوية للأرض.

نيران مُستعرة

وأضافت: في نهاية تموز الماضي تعرضت الغابات لحرائق هائلة انتشرت عبر مساحات شاسعة منالغابات في بوليفيا وباراغواي وبيرو، فيما سجل المعد الوطني البرازيلي لأبحاث الفضاءخلال 48 ساعة ما يقارب من 25000 حريق استعرت قبل يومين، في وقت انتشرت ألسنة اللهب منذ كانون الثاني الماضي، وحتى 21 آب الحالي 75336 حريقًا، بزيادة 84% عن الفترةنفسها من عام 2018.

وبلغت شدة هذه الحرائق إلى درجة أنه كان من السهل التقاط صور لها من الفضاء الخارجي.

ونقلتتقديرات لعلماء البيئة، تقول إن حيوانات الأمازون ستتأثر بشكل بعيد المدى بهذه الحرائق إلى جانب تأثرها المباشر. وهناك العديد من الحيوانات التي هلكت بفعل النيران، أو استنشاق الدخان، أو لفقدانها الموئل والطعام، وثمة أنواع مهددةبالانقراض، لوجودها في الأمازون فقط.

 كما أن الكائنات المائية لم تسلم من هذه الحرائق، فالنيران تشتعل في المسطحات المائية الصغيرة معرضة البرمائيات الموجودة للخطر.

وأكدت النشرة، بالاستناد إلى مواقع إخبارية عالمية، أن الحرائق تؤثر سلبًا على نوعية المياه، ما يجعلها غير صالحة لاستقبال الكائنات الحية على المدى الطويل. عدا أنسحب الدخان التي تحجب نور الشمس عن الغابة ستشكل خللاً في النظم البيئية لها. كما أن المناطق الجرداء والمكشوفة تجعل عملية الصيد أسهل بالنسبة للحيوانات المفترسة،الأمر الذي سيخل بالنظام البيئي للغابة. 

وتابعت: توفر غابات الأمازون أكثر من 10 آلاف نوع من النباتات، التي تُعد مكونات فعالة للاستخدام الطبي لقرابة 25 ٪ من الأدوية، أو مستحضرات التجميل، أو المكافحة العضوية للآفات. ما يعني أن الحرائق ستؤثر على القطاعالدوائي.

تأثيرات مناخية

وفسّرت النشرة تأثير حرائق الأمازون على المناخ، إذ تؤدي الأشجار دورًا حيويًا لإنعاش المناخ، فهي تمنح غاز الأكسجين، وتمتص ملايين الأطنان من انبعاثات الكربون الضارة، ما يعني الحرمان من الأكسجين، ورفع الكربون في الغلاف الجوي، وهو من الغازات الدفيئة التي تساهم في زيادة الاحتباس الحراري.

وقالت: إن الحرائق ستلوث أميالاً من الهواء المحيط بها، مؤدية إلى مشاكل صحية حقيقية سيتعرضلها السكان، كما ستتسبب بتوليد غاز أول أكسيد الكربون السام.

كما أن استخدام المياه في إطفائها على نطاق واسع جدًا، يعني استنزاف كميات ضخمة من المياه. فيما ستؤدي الحرائق إلى تآكل التربة، ما سيضعف خصوبتها.

ودعا "التعليم البيئي" لإجراءات محلية، تُساهم في تقليل حرائق الأعشاب الجافة، التي تسببت هذا العام بفقدان مساحات كبيرة من الأشجار والأحراش، وتنفيذ حملات لترميم الأشجار وغرس بديل لها. وحث المركز على إطلاق جهود ومبادرات للريال تكميلي في مختلف محافظات الوطن، تساهم في تأمين الأشجار المزروعة حديثًا، وتحميها من تداعيات الجفاف.

وشدّد على أهمية تغيير السلوك والممارسات الحياتية، التي تساهم في الحد من التغير المناخي، كاستخدام المواصلات الخضراء (العامة) على نطاق واسع، واعتماد الطاقة النظيفة، وتفادي الاستخدام المفرط للمواد البلاستيكية، وتبني أنماط الإنتاج والاستهلاك المُستدام.

وحث المركز وسائل الإعلام على مضاعفة الاهتمام بالشأن البيئي، وخاصة تأثير التغيرالمناخي، والمساهمة في خلق حالة ثقافية تراعي التنوع الحيوي، وتعي تداعياته، وتُساهمفي المحافظة عليه، وتُحذر من كوارثه.

التعليقات