خلال ندوة لـ"الإعلام" و"الإغاثة" و"المنتدى الاقتصادي".. الدعوة لإجراءات تحمي السلع الزراعية

رام الله - دنيا الوطن
دعا ممثلو مؤسسات رسمية، وهيئات أهلية، وإعلاميون، وجمعيات نسوية إلى تبني إجراءاتتحمي السلع الزراعية، ووضع "رزنامة" تساهم في التخطيط الجديد للأصناف،ما ينعكس إيجابًا على تسويقها.

ونظمتوزارة الإعلام وجمعية التنمية الزراعية (الإغاثة الزراعية)، ومنتدى التنميةالاقتصادية المحلي لمحافظة جنين طاولة حوار مُستديرة حملت عنوان "التسويقالزراعي: الأزمات المُتلاحقة، ونوافذ الحلول المُتاحة"، واستضافتها الغرفةالتجارية.

ورقةموقف

وقالمدير مركز نعيم خضر، د. سامر الأحمد، إن الحوار يهدف إلى مناقشة قضايا تهم القطاعالزراعي، وتخرج بورقة موقف ملزمة تطالب باتخاذ خطوات عملية لتغيير الواقع، ماينعكس على الأرض والعاملين فيها، وبخاصة في ظل التدهور المستمر لأسعار السلعالزراعية، والحاجة إلى تطوير الاعتماد على الذات.

وأشارإلى أن طاولة اليوم ستكون الأولى، وستتبعها مناقشة استثمارات القطاع الخاص بالزراعة،وحال المراكز النسوية، والاستدامة والتنمية في عمل المؤسسات الداعمة، والجمعياتالاستهلاكية التعاونية، وتطوير القدرة التنافسية للمحاصيل التسويقية، وآليات حمايةالمنتج الوطني، والزراعة الآمنة.

وأردف الأحمد إن التنميط والرزنامة الزراعية يوفران الحلول للتحديات التسويقية، وينطلقانمن الموارد المتاحة، وتفادي المضي في سياسة ترحيل الأزمات.

واستعرضمُيسّر الطاولة وممثل وزارة الإعلام، عبد الباسط خلف، أرقامًا حول واقع الزراعةفقبل النكسة كانت مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي عالية، وكان 75 % من القوىالعاملة يشتغلون في الأرض والقطاعات المكملة لها، واليوم تساهم بـ 12% من التشغيل،و6,3 % من الناتج المحلي الإجمالي.

وأضافأن التسويق الحلقة الأخيرة في سلسلة الإنتاج، وهي الأضعف، وتؤدي إلى خسائر متلاحقةللمزارعين، وتنعكس سلبًا على الأرض، وتحتاج إلى توسيع نافذة الحلول المتاحة،وصولًا لتسويق عادل.

اقتصادمحلي
ووصف عضو الغرفة التجارية، محمد حمارشة القطاع الزراعي في جنين بـ"الرافد القوي للاقتصادالمحلي"، ما يتطلب الدعم والإسناد وإنجاح التصنيع الزراعي والاستثمار فيه.
وذكر أن مهرجان العنب، الذي ينفذه للمرة الثالثة، يشكل رسالة دعم للمزارعين، ستكتمل حالفتح أسواق خارجية، وهو ما ستبدأ الغرفة به في القريب.

وأوضحمدير الدائرة الفنية بوزارة الزراعة، مصطفى عمارنة أن الوزارة تؤدي دورها فيالإرشاد، وتحسين الأصناف والأصول، والسعي إلى فتح أسواق خارجية.

وبيّنأن القطاع الخاص يلعب دورًا كبيرًا في التصدير، وهو ما يثبته انطلاق شركة في جنينإلى الأسواق الخارجية بتصدير كميات كبيرة من الزيت والفريكة.

وأشارمدير حماية المستهلك في "الاقتصاد الوطني"، د. خليل عارضة إلى ضرورة حمايةمدخلات الإنتاج الزراعي، قبل الانتقال لحماية مخرجاته، وبخاصة في ظل تآكل الأرضالزراعية واستنزافها بفعل الزحف العمراني، وبوجود تحكم إسرائيلي في المياه.

وقالإن الوزارة محكومة بقانون مكافحة منتجات المستوطنات، الذي يتميز بعقوبات رادعة تصل10 سنوات لمخالفيه، ويهدف لحماية المنتج الوطني، واليوم تطلق الدعوات للانفكاكالاقتصادي مع الاحتلال.

وذكرمدير (الإغاثة الزراعية) في جنين، محمد جرادات، أن تراجع مساهمة الزراعة في الناتجالمحلي الإجمالي تستوجب تدخلًا لتغيير المعادلة.

واستعرضواقع زراعة العنب، الذي ارتفع من 50 إلى 3000 دونم، في جنين، لكنها مهددة بالتراجعبسبب التسويق وتدني الأسعار، وهو ما حل بقطاع اللوز، الذي أدى فائض إنتاجه، وهبوط أسعارهإلى لجوء مالكيه إلى اقتلاعه. وقال إن التسويق حلقة ضعيفة وصعبة، وتنتظر تدخلاًحكوميًا، والبحث عن أسواق خارجية.

وتطرقالمهندس في (الإغاثة الزراعية) خالد داوود إلى انعكاسات غياب دراسات رسمية زراعية،وعدم وجود رزنامة زراعية تخطط لاحتياجاتنا من السلع المختلفة، التي تعد كلفةإنتاجها في فلسطين الأغلى عالميًا.

وأوضحأن التنميط الزراعي، وإدخال أصناف جديدة، والتعبئة والتغليف، والتصنيع الغذائي،والدراسات الرسمية إجراءات هامة لتغيير واقع التسويق.

ثقافةاستهلاكية

وقالمنسق مركز العمل التنموي / معاً، حسن أبو الرب إن سلوك المستهلك بحاجة إلى تغيير،فلا يمكن فهم ثقافة استمرار شراء سلع إسرائيلية مثل (الأفوكادو) بأثمان مرتفعةجدًا.

وأضافأن ممارسات ما بعد الحصاد، وإدارة ذروة الإنتاج، وحل مشاكل العقود، وتوزيع الأصنافعلى مدار العام، والبحث عن أسواق خارجية تساهم في التخفيف من تداعيات أزماتالتسويق المتلاحقة.

واستعرضرئيس تجمع منتجي العنب، صادق نزال، التكلفة الباهظة للإنتاج الزراعي، وتدنيالأسعار، الأمر الذي يتطلب إجراءات رسمية كتخفيض الضرائب على مدخلات الإنتاج.

وسرد:أعمل منذ كنت في السادسة عشرة بالأرض، ويمثل تحدي تكلفة الإنتاج أكبر خطر يواجهاستمرارنا في أرضنا، ولا يدرك المستهلك أن بيع كيلو العنب بثلاثة شواكل لا يوازيالتعب والجهد والكلفة له.

وتطرقالصحافي عاطف أبو الرب إلى تداعيات هامش الربح المفتوح في القطاع الخاص، الذي يؤثرسلبًا على السلع الزراعية ايضًا.

وتابع:مدخلات الإنتاج عالية، والمزارع بحاجة ماسة لأسواق، وهناك غياب لجهاز رقابي فاعل.

ورأىممثل هيئة العمل التعاوني سفيان شعبان أن التسويق والإنتاج الزراعي معضلة، وهيليست في سياسة الحكومة، ففي الإعفاء الضريبي مثلاً لا يملك كثيرون ملفات ضريبية ثميطالبون به.

وأشارإلى أن الجمعيات تنشط في إطار توفير مستلزمات الإنتاج، وتقديم الخدمة للأعضاء، فيوقت يسيطر الاحتلال على معظم مدخلات الإنتاج.

إشهاروتمويل

ودعارئيس جمعية حماية المستهلك، على أبو بكر إلى توعية المواطنين بالمنتج الوطنيوضرورة الانحياز له، وإشهار أسعار السلع في الأسواق، وإقرار رزنامة زراعية تراعيالأصناف والمساحات، وتشجيع الصناعات الزراعية، وتقليل تداعيات تفتت الملكية علىالإنتاج.

وذكرمحمد فهمي رئيس، جمعية كفردان التعاونية للزراعة والري، أن التعاونيات تُسهلالشراء الجماعي، وتساهم في التخفيف من مشكلة التسويق كالمشاركة في المعارضالخارجية، وفتح الأسواق التصديرية، لكنها تحتاج إلى تسريع إجراءات الدعم الحكومي

وقالرئيس الائتلاف النقابي العمالي، محمد عرقاوي، إن القطاع الزراعي امتص الكثير منالأزمات، ووفر فرص عمل للآلاف الأسر، وينتظر الدعم الحكومي لاستدامته، مساعدةالعاملين فيه على تسويق منتجاتهم، ووضع ضوابط رقابية على الأسعر، وتنظيم نوعيةالمزروعات، بشكل يراعي احتياجات السوق.

وأوضحتمديرة جمعية التوفير والتليف، إسراء حمدان أن المعارض الزراعية والنسوية بحاجة إلىتقييم؛ لتفادي الوقوع في التكرار، وتبديد المال العام، وعدم تحقيق الرسالةالتنموية لها.

وذكرترئيسة جمعية جلبون التعاونية، سهام أبو الرب أن إدارة دعم المشاريع الزراعيةالممولة تحتاج إلى مراجعة، وخاصة ما تديره النساء، وأهمها تبني الاحتجاجاتالفعلية، وعدم تبديد الدعم.

وأفاد مدير الغرفة التجارية، محمد كميل، أن مهرجان العنب نُفذ بإمكانات متواضعة،وسعى إلى دعم المزارعين، وتوفير منتجات بأسعار معقولة.

ودعاإلى إطلاق برامج إعلامية دورية داعمة للمزارعين، وإجراءات لحماية الأرض من الزحفالعمراني، وتوفير قاعدة بيانات حول القطاع الزراعي، والاستثمار في الصناعاتالزراعية.