استقالة الحمد الله كان يُمكن تفاديها

استقالة الحمد الله كان يُمكن تفاديها
بقلم رئيس التحرير: عبد الله عيسى

يبدو أنه كان هناك إصرار على تغيير الدكتور رامي الحمد الله، دون وجود أسباب حقيقية وواضحة، فقد بادر الدكتور رامي الحمد الله، فور تسلمه رئاسة الحكومة بالاستغناء عن راتبه كرئيس للوزراء، وعمل بجد وبتواضع كبيرين مع كل الناس، ولا نزال نذكر الآن، متابعته شخصياً مع وزير الصحة السابق، د. جواد عواد على الحالات المرضية، خصوصاً في قطاع غزة، التي لا تجد الآن من يهتم بها.

بالتالي كان الدكتور رامي الحمد الله، أبعد ما يكون عن زيادة رواتب الوزراء، وقد حمل لواء الزيادة بعض الوزراء في حكومته، وتصرفوا بدون الرجوع إليه، رغم أن معظم الوزراء كانوا من رجال الأعمال، ولا يحتاجون لمثل هذه الزيادة، حتى إن أحدهم يتولى تسعة مناصب بتسعة رواتب، وقاد الحملة لزيادة الراتب.

وفي عهد الدكتور رامي الحمد الله، وصلت الصادرات الفلسطينية إلى مليار دولار سنوياً، وكنت أعتقد أن التفكير السليم للجنة المركزية لحركة فتح، بأن يبقى الدكتور رامي الحمد الله، رئيساً للوزراء، بعد إنجازات كبيرة وتاريخية قام بها في عهد السلطة، ولكن بعض أعضاء اللجنة المركزية، أصروا على إقالته واستبعاده من المشهد، الذين في عهدهم ساءت علاقات لأول مرة مع لبنان، وخرجت الأخيرة بمواقف معادية للاجئين، أي أن الإنجاز الوحيد لمركزية (فتح) خسارتنا للموقف اللبناني.

وربما خسارتنا الكبرى من استقالة الدكتور رامي الحمد الله، هي سياسته المحترمة جداً داخلياً وخارجياً، ومصداقيته مع أبناء شعبه، لا سيما في قطاع غزة، وأذكر أنه كان يشرف على التحويلات الطبية لأبناء قطاع غزة لوحده، في حين الآن توقفت كل التحويلات الطبية من قطاع غزة.

وأعتقد أنه بقليل من التروي، كان بإمكان مركزية (فتح) تفادي استقالة الدكتور رامي الحمد الله، والحفاظ على المكاسب التي كان يحققها للشعب الفلسطيني داخلياً وخارجياً.

التعليقات