حنا: الفلسطينيون يعرفون جيدا من هو صديقهم ومن هو عدوهم

حنا: الفلسطينيون يعرفون جيدا من هو صديقهم ومن هو عدوهم
رام الله - دنيا الوطن
قال المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم بأنه عندما اعلن ترامب عن قراره المشؤوم حول القدس لم نسمع ان هنالك عاصمة عربية طردت السفير الامريكي بل بقي كل شيء على حاله وكأن شيئا لم يحدث وهذا له دلالات خطيرة .

وأضاف "ان امريكا تستغل حالة الضعف العربي وهي ممعنة في سياساتها العدوانية التي تستهدف امتنا العربية بشكل عام والقضية الفلسطينية بشكل خاص ".

وأكد ان امريكا تستغل ضعف العرب لكي تمرر مشاريعها وبرامجها في منطقتنا فمن الذي دمر في العراق ومن الذي تآمر على سوريا ومن الذي يدمر في اليمن كما وفي غيرها من الاماكن .

وأكمل: فأمريكا التي هي تخطط واعوانها من العرب هم الذين يمولون ويغدقون من اموالهم بغزارة على هذا المشروع الاستعماري في منطقتنا .

لم يكن من الممكن ان يعلن ترامب عن قراره الخطير حول القدس لولا حالة الوهن العربي وحالة الضعف والتراجع التي نلاحظها بأم العين .

ولكننا وبالرغم من هذه الصورة القاتمة التي نشاهدها فإننا كفلسطينيين سنبقى متفائلين ولن نستسلم لثقافة الاحباط واليأس والقنوط .

 الفلسطينيون يشعرون في بعض الاحيان انهم كاليتام على موائد اللئام ، وهم يتصدون للاحتلال وسياساته وممارساته بصدورهم العارية ، ولكنني اقول لابناء شعبنا فلنكن متفائلين فالواقع العربي الذي نعيشه اليوم لن يبقى ولن يستمر وحالة الترهل والضعف التي نشاهدها لا يمكن ان تبقى فلا بد لهذه الامة ان تنهض من كبوتها وان يعود اليها رشدها وان تصوب بوصلتها في الاتجاه الصحيح.

الفلسطينيون اليوم لوحدهم يقولون لا لامريكا وادارتها في حين اننا نرى الامريكان يجولون ويصولون في بعض الدول العربية وكأن شيئا لم يحدث .

لا بل الاخطر من ذلك هو ان هنالك بعضا من الانظمة العربية تعمل على الرموت كونترول من القابع في البيت الابيض فهؤلاء وان كانوا دولا مستقلة لها نشيدها وعلمها ولكنهم في الواقع ليسوا مستقلين وهم مستعمرات امريكية يتلقون تعليماتهم من ادارتها وسياساتهم وممارساتهم لا تنصب ومصلحة الامة العربية وقضاياها العادلة وفي مقدمتها قضية شعبنا الفلسطيني .

الفلسطينيون لن يستسلموا للاحباط واليأس والقنوط وهم يشاهدون الحالة العربية المتردية ناهيك عن التطبيع والارتماء في الاحضان الامريكية .

فالفلسطينيون واعون لما يحاك ضدهم وهم متشبثون بانتمائهم لهذه الارض ودفاعهم عن اعدل قضية عرفها التاريخ الانساني الحديث .

لقد بات الفلسطينيون اليوم اكثر ادراكا ومعرفة فهم يعرفون جيدا من هم اعدائهم ومن هم اصدقائهم ولكنهم ايضا مدركون بأنه " لا يحك جلدك الا ظفرك "  فالفلسطينيون هم في الخطوط الامامية في الدفاع عن القدس وقضيتها العادلة .

لا نعتقد بأن امريكا سوف تغير سياساتها ما دام العرب في هذه الحالة المزرية وما دامت اموال العرب تغدق بغزارة على امريكا ومشاريعها الاستعمارية في منطقتنا.

لا تتوقعوا ان تتغير امريكا فالذي يجب ان يتغير اولا هو واقعنا العربي وعند