بلدية بيت جالا تطلق فعاليات مهرجانها الدولي

بلدية بيت جالا تطلق فعاليات مهرجانها الدولي
رام الله - دنيا الوطن
أطلقت بلدية بيت جالا، مساء أمس، برعاية رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور محمد شتية، في قاعات وساحات المركز المجتمعي، فعاليات مهرجانها الدولي السنوي للسلام، تحت شعار "على بيت جالا رايحين "، والذي يستمر ثلاثة أيام، بجملة من العروض الفنية والمسرحية والفلكلورية المختلفة، وبمشاركة محلية ودولية، تهدف بشكل أساسي لعكس الوجه الحضاري والثقافي والسياحي الحقيقي للمدينة.

وحضر حفل افتتاح المهرجان وزيرة السياحة والآثار رلى معايعة ممثلة عن رئيس الوزراء، ورئيس بلدية بيت جالا نقولا خميس، والسيدة مريم الدرقاوي رئيس بلدية اوبرفيلييه، ومدير عام محافظة بيت لحم فؤاد سلمان ونائب القنصل الفرنسي ريمي بوليغو، والمطران عطا الله حنا، وشكري ردايدة مدير عام الحكم المحلي في محافظة بيت لحم، ووفود فرنسية وألمانية ورومانية تزور بيت جالا ، والعديد من رؤساء وأعضاء المجالس البلدية، ورجال الدين، وحشد من ممثلي رؤساء وفعاليات مؤسسات المجتمع المدني والمواطنين في مدينة بيت جالا ومحافظة بيت لحم.

وقالت معايعة في كلمة باسم رئيس الوزراء: " ان هذا المهرجان الذي اصبح حدثا سنويا هاما في هذه المحافظة، حيث يشمل أمسيات فنية وثقافية وفعاليات متنوعة تمزج بين التراث الفلسطيني الأصيل والفن الحديث، وتوجه رسالة ثقافية وحضارية.

ولفتت إلى، ان وزارة السياحة والآثار نشيد بمثل هذه المهرجانات والأنشطة والمبادرات، والتي من شانها ان تسهم في خلق سياحة بديلة مستدامة ترتبط بالجوانب الثقافية والحضارية للإنسان، وتعتبر جسر للتواصل بين الثقافات والمعارف الإنسانية للأمم والشعوب، حيث  شهدت بيت لحم على وجه الخصوص في السنوات الأخيرة نمواً متزايداً في الطلب عليها من قبل الأسواق التقليدية والجديدة وشهد القطاع السياحي في بيت لحم انتعاشاً رافقه العديد من الاستثمارات الجديدة المتزايدة سنوياً، والى انه وفي إطار العمل على تطوير قطاع السياحة في فلسطين فان وزارة السياحة والآثار تعمل حاليا وبتوجيهات دولة رئيس الوزراء وضمن خطة الحكومة الفلسطينية على إطلاق الخطة العنقودية لتنمية السياحة في بيت لحم بالشراكة مع مع كافة القطاعات الحكومية والأهلية، حيث تسعى هذه الخطة الى إثراء تجربة السائح وإيصال الرسالة الفلسطينية ونقلها من خلال ملايين السياح والزوار القادمين إلى فلسطين الى كل بقاع العالم.

ولفتت الى ان  بلدية بيت جالا كانت وما زالت إحدى أهم الشركاء في إعداد هذه الخطة اذ يأتي هذا المهرجان رافدا وعنصرا هاما من عناصر تنشيط السياحة وتنوع أنماطها، كما ان مهرجان بيت جالا الدولي للسلام يشكل مع مجموعة من الأنشطة والفعاليات التي تقام في مختلف المواقع رافدا للبرامج السياحية الفلسطينية ووسيلة هامة للترويج السياحي لوطننا الغالي فلسطين حيث ان بلادنا الجميلة فلسطين تشهد ازدهارا ونشاطا ملحوظا غير مسبوق في اعداد الزوار وفي ليالي المبيت في الفنادق الفلسطينية وبالتالي زيادة مساهمة السياحة في دعم الاقتصاد الفلسطيني، اذ أصبحت السياحة في فلسطين تشكل ليس فقط مصدرا هاما من مصادر الدخل القومي للشعب الفلسطيني وتوفر العديد من فرص العمل, بل وتشكل النافذة التي يطل منها العالم على فلسطين ويتعرف من خلالها على واقع المجتمع الفلسطيني.

وقالت معايعة ان احتفالنا يأتي اليوم، ونحن نمر في ظروف حرجة وصعبة جدا نتيجة الحصار الاقتصادي الذي تفرضه ادارة ترمب وإسرائيل ومحاولتها سرقة أموال الشهداء والأسرى من عائدات الضرائب الفلسطينية حيث نقف دائما خلف قيادتنا الشرعية والحكيمة ممثلة بالرئيس محمود عباس الذي يمثل السد المنيع امام كل محاولات تصفية القضية الفلسطينية وفرض صفقة القرن حيث وبالرغم من كل هذه المعيقات والعراقيل وبالرغم من كل الألم والمعاناة فإننا نحتفل لنوصل رسالة فلسطين للعالم أجمع بان شعب فلسطين صامد على أرضه متجذر بهويته الحضارية والإنسانية وهو شعب يناشد المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته في حماية أرضه ومقدساته ووضع حد لما يتعرض له من ظلم تاريخي وعدوان متواصل. 

ورحب رئيس بلدية بيت جالا نيقولا خميس في كلمته خلال حفل الافتتاح بالحضور ووفود المدن المتوامة مع بيت جالا. وقال "ها نحن نلتقي في بيت جالا العزيزة للمشاركة في مهرجان بيت جالا الدولي للسلام لعام 2019، وقد تعودنا على إقامة هذا المهرجان في مثل هذا الوقت من كل عام ولازلنا نسميه مهرجان السلام، إصراراً منا على بلوغ السلام في هذه الأربعاء الجريحة رغم نزف الجراح في الإنسان الفلسطيني ، في جسده وبيته وأرضه وشجره ولقمة عيشه  وقوت أطفاله ودواء مرضاه وفي كل سبل الحياة، ويظن من يمارس علينا هذا الظلم بأننا سوف نركع ونستسلم ونرضى بما يلقيه أمامنا من فتات يلوث الكرامة، إلا أننا ومن هذا المنبر البيتجالي الوطني نرفع الصوت لننطق بالحق، ونؤكد بأننا دعاة السلام ولكننا لا نرضى بالاستسلام، دعاة سلام لأننا نرد فرحاً لأطفالنا وبسمة على شفاه شيوخنا وحياة كريمة لأجيالنا الناشئة وفي سبيل هذه الأهداف نحن جاهزون للتضحية بلقمة العيش ولو أصبح 40% أو 30 % بالمائة لن نرفع صوتاً أو حتى همساً أو تذمراً، فصبرنا صبر الصادقين ولا نحمل هذا الوزر لأحد من الشعب الفلسطيني، لأنه وزر ممن يفرطون بالقضية الفلسطينية إن كانوا عرباً أو مسلمين، حيثما كانوا في أنحاء المعمورة ، وإذا  كانوا لا يعرفون قيمة ما يضيعونه بهذا التخاذل والتراخي، فأننا نقول لهم: أنتم تضيعون أعدل وشرف قضية عرفها التاريخ أنتم تضيعون أقصاكم وقبلتكم الأولى وتضيعون قدسكم بما حوت عليه من تاريخ وقداسة ، ومقدسات مسيحية وإسلامية فلنستيقظ في الوقت الضائع من هذه اللعبة الخبيثة قبل ضياع حقوقنا التي صبرنا وناضلنا من أجلها عبر قرن من الزمن ونيف.

وتابع: "إننا إذ نحتفل اليوم بمهرجان  السلام ، فهذا دليل على محبتنا للحياة ولمن يرغب أن يعيش معنا بسلام تزدهر فيه الثقافة والحضارة وحب  الآخرين بعيداً عن القتل والاعتقال ، وظلمات غرف التحقيق وبرودة حجرات الزنازين. نريد مدرسة تفتح أبوابها مع بداية العام الدراسي القريب ، نريد شارعاً يزال منه الحاجز حتى يمر الفلسطيني كما يليق بالإنسان صاحب الكرامة ، نريد أن نقرأ في شريط الأخبار عن إبداعات واختراعات لشفاء الإنسان وتسهيل أمور حياته ، فنقرأ افتتاح مستشفى ، افتتاح مسرح ، إصدار كتاب وليس إعتقال خمسة عشر مواطنا من الضفة والقدس واستشهاد طفل على حاجز وسقوط عشرة قذائف على غزة واستشهاد ثلاثة مواطنين ، ألم يحن الوقت لنسمع غير هذا ؟؟ ."

وأضاف خميس: " نحن في بلدية بيت جالا نسعى جاهدين لتطوير مرافق البلد، ونفتح قلوبنا وأيدينا لكل القادمين إلينا من دول العالم، ونبني العلاقات والصادقات وتبادل الوفود والثقافات لأننا نؤمن أن بني البشر تجمعهم الصفة الإنسانية التي كرم الله بها خلقه من بين البشر".

ولفت خميس، الى ان أن المهرجان يهدف لوضع بيت جالا على الخارطة السياحية، بناءً على الرؤية الإستراتيجية للمدينة، كما وان المهرجان يستضيف العديد من الفرق الفنية في الفلكلور والتراث من مختلف أنحاء العالم، وبالتعاون مع بلديات المدن المتوأمة مع بلدية بيت جالا، بالإضافة للتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني، ودعا الجميع للمشاركة في المهرجان للاستمتاع بكل ما سيقدم خلال الثلاث أيام القادمة.

وألقى نائب القنصل الفرنسي بوليغو كلمة دعا فيها الى استمرار عقد هذا المهرجان في كل عام، حتى انجاح عملية السلام في المنطقة، والى ابعد من ذلك، مؤكدا أهمية التركيز على الحوار والتبادل بين الثقافات، ولافتا إلى أن هذا التعاون اللامركزي الفلسطيني الفرنسي يوضح تماما التزام الموقف الفرنسي بحل الدولتين، ويساعد على بناء الروابط بين سكان المدن المتوامة.

وأشاد بالعلاقة بين بلدية بيت جالا في فلسطين، وبلدية اوبر فيلييه، والعديد من البلديات في العالم المتوامة معها، مؤكدا ان ذلك يساهم في تعزيز الحقوق الثقافية للشعب الفلسطيني، لافتا إلى انه مع تزايد الضغوط في القدس الشرقية وفلسطين، وخاصة في منطقة بيت لحم مع نمو المستوطنات في "غوش عتصيون"، فان الاستعداد للتعاون هو رسالة قوية. كما تعكس حياة هذا المهرجان ايضا الوضع الجغرافي السياسي والتزام الشركاءبالمشاركة في حل عادل للنزاع.

وألقى كورنل كوستانتيس رئيس بلدية بيتشت الرومانية كلمة قال فيها: " انه من دواعي سروري ووفد بلدية بيتشت المشاركة في فعاليات مهرجان بلدية بيت جالا الدولي للسلام، مؤكدا انه منذ التوقيع على اتفاقية التوامة مع بلدية بيت جالا، ونحن نعمل بقصارى جهودنا لتعزيز علاقة التعاون على الصعيدين الثقافي والإداري، ونشارك في كل عام في هذا المهرجان سنويا، بوفد من المجلس البلدي وبفعاليات فنية، بهدف المساهمة في الارتقاء بهذه العلاقة والتطور نحو اتجاهات وفرص جديدة.   

وتخلل الاحتفال تقديم مسرحية جبرا ابراهيم جبرا، لمسرح عناد، في بيت جالا، فيما قدمت فرقة عشاق الشيخ امام بالشراكة مع جمعية الكمنجاتي الموسيقية بعض اغاني الشيخ امام ومقطوعات موسيقية، ، وقدم مركز بلدي للثقافة والفنون عرض فولكلوري، كما قدمت فرقة اتجاه التابعة لمؤسسة الشروق عرض موسيقي راب، وقدم تامر نفار عرض موسيقي راب.