دراسة: إضافة بعض المتغيرات الإكلينيكية يحسّن "درجة تخصيص الرئة" لقوائم انتظار التبرع

دراسة: إضافة بعض المتغيرات الإكلينيكية يحسّن "درجة تخصيص الرئة" لقوائم انتظار التبرع
رام الله - دنيا الوطن
بدأ تطبيق المعيار المسمّى "درجة تخصيص الرئة" لتحديد الأولوية في قوائم المرضى الذين ينتظرون عمليات زرع الرئة في الولايات المتحدة. ويحصل المرضى المرشحون للحصول على رئة متبرَّع بها، من بين أشد المرضى إصابة بالمرض، على نتيجة محسوبة أعلى، يتمّ بناء عليها إدراجهم في أعلى قائمة المنتظرين. 

لكن دراسة حديثة قادتها الدكتورة مريم فالابور، مدير نتائج زراعة الرئة في معهد كليفلاند كلينك التنفسي، وجدَت أن إضافة متغيرات إكلينيكية جديدة قد ساعد على تحسين طريقة تحديد أسوأ الإصابات بمرض التليّف الكيسي ومرض الانسداد الرئوي المزمن لدى المرضى الذين ينتظرون عمليات الزرع. وقد نُشرت الورقة في المجلة الأمريكية لطب الرعاية التنفسية والحرجة.

وعملت الدكتورة فالابور في الدراسة، وهي أيضاً كبير الباحثين في زراعة الرئة لدى السجل العلمي الأمريكي لمتلقّي الأعضاء، بالنيابة عن وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية. 

كما تعاون في إجراء الدراسة كل من منظمة "سيستيك فيبروسيس فاونديشن" الخاصة بمحاربة مرض التليّف الكيسي، وطبيبان من مستشفى كليفلاند كلينك هما الدكتورة كارلي ليهر والدكتور إليوت داسنبروك.

وقالت الدكتورة فالابور إن عمليات زراعة الرئة كفيلة بإنقاذ حياة المرضى الذين يعانون أمراض الرئة في مراحلها النهائية، مشيرة إلى أنه "ما من علاج بديل لهؤلاء المرضى إذا لم يتوفر العضو المناسب في الوقت المناسب".

ودمجت الدراسة بيانات المرضى من السجل العلمي الأمريكي لمتلقّي الأعضاء وسجل المرضى الخاص بمنظمة "سيستيك فيبروسيس فاونديشن"، والتي تمتدّ من يناير 2011 إلى ديسمبر 2014، لتشمل 9,043 مريضاً على قائمة انتظار زراعة الرئة و6,100 متلقٍّ للعضو في عمليات زراعة الرئة. وأضيفت بيانات المتغيرات المتعلقة بمرضى التليف الكيسي، بمجرد دمجها، إلى حسابات درجة تخصيص الرئة.

ويختلف الأشخاص المصابون بالتليّف الكيسي عن مريض الرئة العادي الذي ينتظر إجراء عملية زرع الرئة بعدة طرق. وأوضحت الدكتورة ليهر بأن المصابين بالتليّف الكيسي "أصغر سناً، وغالباً ما يكونون مصابين بالتهابات أكثر مع تأثر أعضاء متعددة أخرى بمرضهم". وعلى الرغم من أن العديد من هذه المشاكل تتفاقم خلال حياة المرضى، فهي لا تؤخذ في الاعتبار بما يكفي عند إعداد الحسابات الخاصة بدرجة تخصيص الرئة، وفقاً للدكتورة ليهر. 

وتُعتبر هذه الدراسة المرة الأولى التي أمكن فيها للباحثين مراجعة التاريخ الإكلينيكي لمريض التليّف الكيسي بأكمله، نظراً لأن سجلّ منظمة "سيستيك فيبروسيس فاونديشن" يحتوي على جميع البيانات الإكلينيكية لجميع مرضى التليف الكيسي تقريباً منذ الولادة في جميع أنحاء البلاد، بينما يتضمن السجل العلمي الأمريكي لمتلقّي الأعضاء بيانات إكلينيكية عن جميع المرضى ابتداء من إدراجهم في قائمة الانتظار وحتى عملية الزرع وما يليها.

وأظهرت نتائج دمج البيانات تحسناً في دقّة درجة تخصيص الرئة لمرضى التليّف الكيسي المرشحين لزراعة الرئة، كما ساعدت إعادة تقييم اختبار الوظيفة الرئوية المرضى الذين يعانون مرض الانسداد الرئوي المزمن. 

وأضافت فالابور: "نعتقد أن قاعدة البيانات التي استخدمناها تحدّد بدقة المرشحين الذين من المحتمل أن يستفيدوا أكثر من عمليات زراعة الرئة".

ويعيش اليوم أكثر من 30,000 شخص مصاب بالتليف الكيسي في الولايات المتحدة. ويسبب هذا المرض الذي يُوصَف بأنه مرض وراثي تدريجي التطور، التهابات مستمرة في الرئة ويحدّ من القدرة على التنفس بمرور الوقت. ويبلغ متوسط العمر الافتراضي للأشخاص الذين يعانون من التليف الكيسي نحو 37 سنة. وتُعدّ عملية زرع الرئة خياراً علاجياً مهماً للمرضى الذين يعانون أمراض الرئة المتقدمة، نظراً لأن جميع الأفراد المصابين بالتليف الكيسي يموتون تقريباً بسبب الفشل التنفسي.