"هبة" فتاة في جسد طفلة تتمنى الموت يومياً.. والرئيس عباس أملها الأخير

"هبة" فتاة في جسد طفلة تتمنى الموت يومياً.. والرئيس عباس أملها الأخير
هبة العطار ووالدتها
خاص دنيا الوطن - رفيف عزيز
حين تراها للوهلة الأولى، وتحملها والدتها بين ذراعيها، تخالها طفلة، أنهكها المرض، لتتفاجأ بأنها فتاة في بالغة، سجينة جسد ضئيل لا ينمو، ويكاد يموت ألف مرة من شدة الألم.

بدأت قصة هبة العطار (14 عاماً)، حين كانت في التاسعة من عمرها وكانت طفلة طبيعية، ونموها طبيعي، حيث بدأت تتقيأ أي شيء تأكله، وذلك بعد حرب إسرائيل على غزة عام 2014.

نُقلت هبة إلى مستشفى كمال عدوان شمال غزة، والذين قاموا بدورهم بتحويلها إلى مجمع الشفاء الطبي بغزة، ومكثت به 9 أيام ما بين غسيل معدة وعلاجات، ولكن دون جدوى.

قرر الأطباء عمل جراحة استكشافية للطفلة هبة، علهم يخلصونها من عذاباتها، لكن تلك الجراحة أدت مضاعفات أبرزها ألم شديد في البطن، وانتفاخ غير طبيعي، فأجرى الأطباء عملية أخرى عبارة عن عمل فتحة جانبية بالبطن لتسهيل عملية التبرز، وذلك بسبب تضخم القولون.

بقيت هبة تُعاني بعد العملية لمدة 6 أشهر، دون أي تحسن، فقام الأطباء بتحويلها إلى مستشفى المقاصد في القدس، وهناك استأصلوا جزءاً من القولون، وقاموا بإغلاق الفتحة الجانبية.

لم تنته معاناة هبة، فالألم يزيد، والانتفاخ الذي تشعر بسببه أنها على وشك الموت يزيد، فتم تحويلها إلى جمهورية مصر للعلاج، وهناك أجرت ثلاث عمليات ما بين تصحيح الإلتواء في الأمعاء، وتوسيع مخرج المعدة، ووصلة بين القولون والأمعاء الدقيقة، وفتحة جانبية جديدة في البطن.

تعرضت هبة آنذاك إلى صدمة نفسية بعد مكوثها 15 يوماً في العناية المُركزة، ولم يعد نموها طبيعياً، حيث تُعاني من فقر دم مُستمر، ونقص حاد في الأملاح والفيتامينات.

عرضت عائلة هبة حالتها على استشاري مختص في زراعة الجهاز الهضمي بمصر، وبعد معاينتها شخص حالتها بقصور في حركة الأمعاء والقولون والمعدة، مع فشل بوظائف الجهاز الهضمي والتغذية.

وأقر الطبيب أن هبة بحاجة لإجراء عملية دقيقة لتصحيح العمليات السابقة لاسترجاع وظائف الأمعاء، وفي حال فشلت، فستحتاج إلى زراعة أمعاء، وهو أمر يحتاج لإمكانيات غير متوفرة في مصر، كما أخبرهم الطبيب، ونصحهم بالعلاج في أمريكا.

تقول والدتها لـ"دنيا الوطن": "ليس لدينا إمكانيات مادية للعلاج في أمريكا، فبحثنا بمستشفيات الضفة وإسرائيل، ووجدنا أن مستشفى برنسون في تل أبيب يُجري هذه العمليات، لكن الرئيس أوقف التحويلات الطبية إلى إسرائيل".

تبكي والدتها: "لا يوجد إمكانيات بالضفة أو مصر، وحتى إسرائيل لا يوجد لديها إمكانيات سوى في مستشفى برنسون، أناشد الرئيس بأن يستثني ابنتي من القرار وينقذ حياتها، فهي تتلاشى أمام عيني، وتتمنى الموت من شدة الألم، تدعو على نفسها بالموت دائماً".

أما هبة، فكانت رسالتها أكثر ألماً من أن تنقلها الحروف:


 


التعليقات