فقدت والدها ونظرها.. هنادي من نابلس تُوجه رسالة للرئيس عباس

فقدت والدها ونظرها.. هنادي من نابلس تُوجه رسالة للرئيس عباس
رام الله - دنيا الوطن
أرسلت المواطنة هنادي حسين شنابلة من قرية طلوزة بمحافظة نابلس رسالة مناشدة ومحبة للرئيس عباس عبر "دنيا الوطن" جاء نصها كالتالي:

"أبدأ رسالتي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أبي الحنون العزيز الغالي الفاضل بعد التحية أنا هنادي حسين شنابله من عائلة كريمة، اسكن في قرية طلوزة في محافظة نابلس، بدأت حياتي كطفلة صغيرة تلعب وتلهو في وطن محتل رغم الحرمان الذي واجهنا في هذا الوطن كوننا أطفال فلسطينيين لن يعيشوا مثل باقي أطفال العالم، وكنا نتحدى ونواجه المصاعب من أجل العيش بسلام وأمان وكانت تمر الأيام والسنين إلى أن صار عمري 11 سنة، فكانت أول صدمة بحياتي وهي أني خسرت سندي وقدوتي وحياتي التي لم أعشها معه، وخسرت الأمان والحنان والفرحة والسعادة التي تتمناها أي فتاة بحضن أبيها".

لا أعلم ولا أتذكر إلا القليل القليل عن أبي الذي تركني ورحل عن الدنيا لأواجه صعوبات وصدمات الحياة لوحدي، وتتالت المعاناة والصدمات واحدة تلو الأخرى إلى تلك الطفلة التي تعيش بحرمان من الأب وحرمان من العيش بسلام في هذا الوطن المحتل.


إلى أن صار عمري 18 سنه فصدمة جديدة تدخل على حياتي صدمتي كانت أن أفقد بصري، ففي يوم ودون سابق انذار استيقظت من نومي لم أر شيئاً سوى الظلام، وهذا يوم آخر يسجل في تاريخي الحزين، لتبدأ رحلة المعاناة والوجع والألم والمرض والذهاب من طبيب إلى طبيب ومن مستشفى إلى مستشفى فكان الأطباء يعجزون عن وصف حالتي ويقولون إنها حالة نادرة لا نعلم ماذا نفعل في هذه الحالة، ويعتبرون حالتي من الحالات النادرة والتي يقف الطب أمامها عاجز، فأصبحت حقل تجارب، دون جدوى، وكانت معاناتي أكبر وأكبر التي رافقتني بها أمي، وكانت تشاركني ألمي وحزني، ورغم الوضع الصعب الذي نواجه معنوياً ومادياً فكانت أمي قدوة لي بالشجاعة والصبر فهي الأم والأب والسلام والأمان والحب والحنان تلك الأم التي كرست حياتها لتربي أطفالها الستة التي تعبت وعانت الكثير الكثير ولا تزال تعاني من مصاعب الحياة وضغوطاتها، والوضع المادي الذي يقف عائقاُ لإكمال علاجي فانا بحاجة إلى استكمال العلاج خارج البلاد مما يجعلها تعيش مكسورة وحزينة أمام ابنتها وكثيرا ما تنهار بالدموع كل ليلة وهي تخفي دموعها أمامي على العكس من ذلك كانت تستيقظ كل صباح وتزرع الأمل والسعادة في وجهي وتقوي عزيمتي بكلمات ان الله كريم ولن ينساني من رحمته. 

أناشدك يا أبي الحنون والمعطاء والرؤوف والذي أعتبره أباً لي ولكل فرد حرم من نعمة الابوة، أتمنى عليك أن تساعدني وتأخذ بيدي الضعيفة المكسورة الحزينة، فأنا أعلم انك لا ترد أي شخص دق بابك، فأنت الأب الذي يفتح الأبواب المغلقة أمام أشخاص أغلقت أمامهم أبواب الحياةالصعبة في وجوههم فكنت مصدراً لفرحهم وسعادتهم والسند الذي نتكئ عليه لأنك الجبل الشامخ الذي نستند عليه وقت ضعفنا.

وفي نهاية رسالتي أكون شاكرة وممتنة لأن تستجيب لرسالتي وتأخذها بعين الاعتبار وتساعدها في سفرها إلى روسيا موسكو معهد فيودرف للعيون للعلاج فأنا لا اطلب الكثير وإنما القليل من عطائك الكريم أتمنى ان تأخذ بيدي وتفتح ابواب السعادة في وجهي بعد سنين معاناة أعيشها. 

ابنتك المحبة".

التعليقات