مستشفى برجيل ينجح في منح امرأةٍ شابة الشعور بالأمومة

مستشفى برجيل ينجح في منح امرأةٍ شابة الشعور بالأمومة
رام الله - دنيا الوطن
الأمر الأهم بالنسبة إلى الأطباء في مستشفى برجيل، هو تخفيف آلام المرضى ومعاناتهم.. لذلك، وأياً تكن صعوبات وتعقيدات أيّ عملية، تراهم يضعون كل ما يملكون من خبرة ويبذلون كل جهودهم، في سبيل حلّها.

وهذا ما جرى في حالة امرأةٍ شابة تبلغ من العمر 27 عاماً، قصدت الدكتور عمران غاتي، استشاري أمراض الغدد الصماء والسكري واضطرابات الأيض، بعدما عانت من نقصٍ السكر في الدم، على مدار السنوات العشر الماضية. ولقد أجريت لها عمليتان في بلدين مختلفين، لم تنجحا في حلّ مشكلتها، لكنّ حالتها ساءت بصورةٍ مقلقة جداً، لدرجة أنها كانت تضطر إلى الاستيقاظ في منتصف الليل لتتناول شراب السكر، للحفاظ على قدرتها على الصمود. إلا أنّ هذه المسألة أدت إلى زيادةٍ في وزنها، ما حال دون إنجابها المزيد من الأطفال.

الدكتور عمران بدا حريصاً على مساعدتها، فأجرى لها الاختبارات الطبية المطلوبة، وانتهى إلى تشخيص حالتها على أنها "ورم أنسوليني" نموذجي، بمعنى أنه لا يمكن علاج هذا النوع من الحالات، إلا لدى مركز طبي شامل للغدد الصماء، كما هي الحال في مستشفى برجيل. وفي هذا السياق، علّق الدكتور إياد حسن، استشاري الجراحة العامة والغدد الصماء/ رئيس قسم الجراحة العامة للغدد الصماء والسرطان في مستشفى برجيل- أبو ظبي، بالقول: "غالباً ما تكون هذه الأورام صغيرة جداً، وفي العادة تكون حميدة، لكنها تسبب مشكلةً جدّية للمريض". وأضاف: "الورم الأنسوليني هو ورمٌ صغير في البنكرياس، تنتج عنه كميةٌ زائدة من الأنسولين. والملفت أنّ الأشخاص المصابين به لا يعانون دائماً من أعراضٍ ظاهرة. وحتى عندما تظهر الأعراض، فيمكنها أن تتفاوت بين مريضٍ وآخر بشكلٍ كبير".

شهد مستشفى برجيل نجاح علاج أكثر من 20 حالة، بطرقٍ جراحية مختلفة، بدءاً من عملية ويبل، أي استئصال البنكرياس، والتي تُعدّ إحدى أكثر العمليات الجراحية تعقيداً في البطن، وصولاً إلى استئصال الورم بالمنظار.

في الحالة الأخيرة لهذه المرأة الشابة، قرّر الأطباء اعتماد إجراءٍ طبي جديد ومبتكر، تم تنفيذه بالمنظار من خلال المعدة. ويقول الدكتور خالد عثمان، استشاري أمراض الجهاز الهضمي والكبد، والخبير في التنظير التداخلي، قال: "باستخدام الموجات فوق الصوتية بالمنظار، كنا قادرين على تحديد موقع الورم. ثم استخدمنا إبرة خاصة، مررناها من خلال المعدة، بواسطة التنظير المعوي الطبيعي، وقمنا باستئصال الورم. غادرت المريضة المستشفى في اليوم ذاته، وتم تنظيم نسبة السكر في الدم على الفور، ولاحقاً صارت قادرة على إنقاص وزنها، كما أنجبت طفلاً بعد عام ونصف العام من هذا الإجراء الجراحي".

تتيح الجراحة التنظيرية والجراحية البسيطة للأطباء إجراء أكثر الإجراءات الجراحية تعقيداً وحساسية، من خلال فتحاتٍ وشقوق صغيرة جداً، يتم تنفيذها بدقة. يستفيد المرضى من القدرة على الشفاء بصورةٍ أسرع، ومن مغادرة المستشفى خلال فترةٍ أقصر، وخسارةٍ أقل للدم، وخطر أقل للإصابة بعدوى، وشقوق أصغر ذات ندوبٍ أقل، وعودة أسرع إلى ممارسة حياتهم اليومية بصورةٍ طبيعية.