حنا بجنازة الفنان بلاطة: تحققت امنيته ووصيته بأن يدفن في مسقط رأسه

حنا بجنازة الفنان بلاطة: تحققت امنيته ووصيته بأن يدفن في مسقط رأسه
رام الله - دنيا الوطن
شيعت جموع غفيرة من ابناء مدينة القدس وغيرها من المدن والبلدات والمحافظات الفلسطينية عصر يوم امس جثمان فقيد القدس الفنان والمؤرخ والاديب المقدسي كمال يوسف عيسى بلاطة والذي ولد في القدس عام 1942 .

وقد اقيمت خدمة الجناز في كنيسة جبل صهيون للروم الارثوذكس في القدس الشريف حيث تقدم الحضور ارملة الفقيد وعدد من افراد عائلته من القدس وخارجها وكذلك عدد من اصدقاء العائلة وممثلي وسائل الاعلام .

وقد ترأس خدمة الجناز سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس يشاركه قدس الارشمندريت ميلاتيوس بصل وقدس الاب فرح بدور وبحضور القس متري الراهب كما وممثلي المؤسسات الارثوذكسية والمسيحية والوطنية المقدسية .

وقد كانت لسيادة المطران كلمة تأبينيه مؤثرة في نهاية خدمة الجناز حيث تحدث سيادته عن الفقيد الذي توفي نهار عيد التجلي حسب التقويم الغربي ووصل جثمانه الى القدس نهار عيد التجلي حسب التقويم الشرقي وذلك بناء على وصيته حيث كانت امنيته ان يدفن في ثرى المدينة التي ولد فيها وترعرع في ازقتها وشوارعها والتي مُنع من العودة اليها ولسنوات طويلة اثر ما حل بشعبنا من نكبات ونكسات .

يعود فقيدنا كمال بلاطة الى القدس بعد وفاته وهو الذي جال العالم مدافعا عن القدس بقلمه وريشته فقد كان سفيرا للقدس القديمة التي تغنى بها دوما وتغنى بكنائسها ومساجدها وازقتها وشوارعها العتيقة وقد كان لباب الخليل مكانة خاصة لدى فقيدنا فمن هناك كانت نشأته وفي تلك المنطقة ابتدأ مسيرته الثقافية والفكرية والفنية .

لقد مُنعت من دخول فلسطين بسبب مواقفك الوطنية ولاننا كفلسطينيين ممنوعين من ان نعبر عن انتماءنا الوطني ومن ان ندافع عن عدالة قضية شعبنا .

منعوك من زيارة بلدك لانهم كانوا يخافوا من قلمك وريشتك وفنك الذي يعبر عن رقي وثقافة شعبنا الفلسطيني .

سلاحك كان القلم والريشة والكلمة واللوحة وها انت اليوم تعود الى القدس لكي تدفن في ارضها المقدسة فقد كانت هذه وصيتك وكل التحية لاسرتك التي بذلت جهودا مضنية لكي يعود الجثمان الى مسقط راسه .

هنيئا لك بهذه العائلة الوفية لك ولتضحياتك وهم الذين اصروا على تلبية مطلبك ووصيتك بالعودة الى فلسطين حتى وان كان هذا بعد الممات .

نودعك اليوم قائلين لك " فليكن ذكرك مؤبدا " ورسالتنا للعالم بأسره ومن على هذه التلة المقدسة حيث العنصرة وفي نهار عيد التجلي بأننا سنبقى متشبثون بانتمائنا لهذه الارض وستبقى القدس لاصحابها والله نسأل بأن تتحقق العدالة ويسود السلام لكي يتمتع شعبنا الفلسطيني بالحرية التي يستحقها والتي ناضل وما زال يناضل في سبيلها.

نودعك اليوم على الامل والرجاء بأنه لا بد ان يعود الحق السليب الى اصحابه ومهما كثرت المؤامرات والمشاريع المشبوهة التي تستهدفنا وتستهدف عدالة قضيتنا ومدينة القدس بشكل خاص الا انه هنالك في القدس شعبا شامخا ابيا وهم يحيطون بك اليوم في وداعك وفي مسيرتك نحو الاب السماوي .