بالذكرى الـ 50 لإحراق المسجد الأقصى..غيث يدعو لإعلان العاصمة المحتلة منطقة منكوبة

بالذكرى الـ 50 لإحراق المسجد الأقصى..غيث يدعو لإعلان العاصمة المحتلة منطقة منكوبة
محافظ القدس عدنان غيث
رام الله - دنيا الوطن
دعا محافظ القدس عدنان غيث، إلى إعلان العاصمة المحتلة مدينة منكوبة، وذلك بفعل الإجراءات الإسرائيلية التعسفية بحق المدينة ومقدساتها وسكانها، محملاً رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مسؤولية تفجير الأوضاع في المدينة المقدسة والساحة الفلسطينية والعربية والإسلامية برمتها، من أجل خدمة أغراضه الانتخابية.

وأكد في الذكرى الـ 50 لإحراق المسجد الأقصى التي اقترفها اليهودي- الاسترالي الجنسية- مايكل دينيس في الحادي والعشرين من آب/ أغسطس من العام 1969 والذي أشعل النار عمداً في الجناح الشرقي للمسجد الأقصى المبارك القبلة الأولى للمسلمين، حيث أتت النيران على كامل محتويات الجناح بما في ذلك منبره التاريخي المعروف بمنبر صلاح الدين، كما هدّد الحريق قبة المسجد الأثرية المصنوعة من الفضة الخالصة.

وبين أن مدينة القدس تعيش أسوأ الظروف والاستهداف المباشروالتحديات آخذة في الاتساع وحصار المدينة وأهلها المرابطين وجميع أبناء الشعب الفلسطيني، الذين أخذوا على عاتقهم التصدي بصدورهم العارية ومواجهة الغطرسة الاستيطانية والنزعة التلمودية، والدفاع عن مسجدهم ورفض كافة الدعوات التي دأبت المنظمات التلمودية المتطرفة على إطلاقها لاقتحام هذا المكان المرتبط بعقيدة ووجدان أكثر من مليار عربي ومسلم، ما يؤكد على حقهم غير القابل للتصرف بكافة المقدسات الاسلامية والمسيحية في مدينة القدس وجميع المناطق الفلسطينية الخاضعة للاحتلال، والذي تلزمه قرارات الشرعية الدولية توفير الحماية المطلوبة لها، وعدم التضييق على حرية العبادة فيها.

وقال: "لعل ما جرى صبيحة عيد الأضحى (11/8/2019) من اقتحام مئات المستوطنين المتطرفين للمسجد الأقصى بحماية كبيرة مدججة بالسلاح من قوات الاحتلال وشرطته، ورغم التصدي البطولي للمرابطين بالأقصى، الذين تمكّنوا من تأخير وإرباك تطبيق المخطط الأصلي؛ خير دليل على تمسك هذه الفئة المرابطة من أبناء الأمتين العربية والإسلامية بمسجدهم وقدسهم آخذين على عاتقهم الوقوف بخط الدفاع الأول نيابة عن أمتهم وعلى سمع وبصر المجتمع الدولي الذي يقف متفرجاً عما يرتكب من انتهاكات سافرة بحق أبناء الشعب الفلسطيني"، يشكّل خطرًا جديًّا وتهديدًا فعليًّا لقدسية وإسلامية المسجد الأقصى والرعاية الهاشمية له، كونه يحاول تكريس مشاركة إسرائيلية في ملكية المكان كمرحلة على طريق السيطرة عليه.

وأوضح غيث، أن مدينة القدس ومقدساتها، وعلى وجه الخصوص المسجد الأقصى المبارك بات يمر بتحديات خطيرة للغاية وأوقات عصيبة والدعوات اليمينية المتطرفة لاقتحامه وتقسيمه في تزايد إن لم يكن بسط السيطرة عليه ومسلسل التهويد ماض على قدم وساق وبدعم مطلق من أصحاب القرار في الحكومة الاسرائيلية، والعاصمة المحتلة تعيش حرب التهويد من خلال الاقتحامات والاعتقالات ومصادرة الأملاك وهدم البيوت والتمييز العنصري والاغتراب في شتى المجالات فيما الأمتان العربية والإسلامية تغط في سبات عميق ومنشغلة بأحوالها والفلسطينيون باتوا وحيدين في معركتهم.

ودعا أصحاب الضمائر الحية في أرجاء العالم إلى دعم المقدسين وأبناء الشعب الفلسطيني في تصديهم لمخططات الاحتلال التهويدية التي تتعرض لها مدينة القدس ومقدساتها الاسلامية والمسيحية وعموم الارض الفلسطينية، والكف عن سياسة الادانة والاستنكار والانتقال الى الفعل العملي قبل فوات الأوان وتوفير الحماية الدولية لفلسطين وأهلها، وفق ما دعت إليه المواثيق والقوانين والشرائع الدولية المعمول بها. 

وأكد أن هناك قراراً دولياً صريحاً في مجلس الأمن الدولي رقم 271 لعام 1969 بتاريخ 15 أيلول/ سبتمبر، الذي دان إسرائيل لحرق المسجد الأقصى في يوم 21 آب/ أغسطس عام 1969، ودعا إلى إلغاء جميع الإجراءات التي من شأنها تغيير وضع القدس، والتقيد بنصوص اتفاقيات جنيف والقانون الدولي الذي ينظم الاحتلال العسكري.

وحذر غيث من أن الاعتداء على المسجد الاقصى والذي يعتبر أمانة في أعناق الامتين العربية والاسلامية الى يوم الدين لأنه أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ما هو إلا مؤشر لحرب دينية عقائدية لن يفلت من عقباها أحد، وستطال نيرانها الجميع دون استثناء، مؤكداً أن أبناء الشعب الفلسطيني لن يدخروا جهداً في تعزيز وحدتهم ورص صفوفهم والتصدي وحماية مقدساتهم الإسلامية والمسيحية، ودحر الاحتلال، وإقامة دولتهم المستقلة بعاصمتها الأبدية القدس الشريف.

التعليقات