من مُنطلق مسؤوليتها الاجتماعية.. جامعة فلسطين توفر خدمة النقل المجاني لطلبتها

من مُنطلق مسؤوليتها الاجتماعية.. جامعة فلسطين توفر خدمة النقل المجاني لطلبتها
رام الله - دنيا الوطن- عبد الله أبو طعيمة
مع إشراقة كل صباح، تقف التوأم مريم وصباح العقاد على طريق صلاح الدين بالقرب من منطقة الأوروبي، تنتظران حافلة جامعة فلسطين المجانية، التي تنقلهما إلى مقر الجامعة في خانيونس مجاناً بشكل يومي، ومع اعتلاء التوأم الحافلة ترتسم على وجهيهما ملامح الفرحة والارتياح، وتعلو جبهتيهما رفعة في طريق العلم الذي اخترناه لتحقيق مستقبلهما، رغم الظروف الاقتصادية الصعبة.

ويعيش طلبة الجامعات معاناة خاصة في ظل الأحوال الاقتصادية المأساوية التي يعيشها قطاع غزة، والتي تحول دون تمكنهم من مواصلة حياتهم التعليمية، بل تمنعهم من الدوام بشكل منتظم  بسبب نفقات وعبء أجرة المواصلات الصعبة، والتي قامت جامعة فلسطين، ومن منطلق مسؤوليتها الاجتماعية بتقديم خدمة النقل المجاني لكافة طلابها. 

وتقول الطالبة مريم: إن خدمة المواصلات المجانية، جاءت كسند لي من أجل الالتزام، بحضور المحاضرات دون تغيب أو التفكير بعبء المواصلات الذي كان يخيم على تفكيرهم في السابق، مشيرة إلى أنها كانت تحتاج إلى سبعين شيكلاً أسبوعياً من أجل تغطية مواصلاتها اليومية، عدا عن مصروفاتها الأخرى، هذا المبلغ لم يكن باستطاعة والدها توفيره لحوالي أربعة من إخوانها وأخواتها الذين يدرسون في الجامعات. 

أما شقيقتها التوأم صباح، فتُبدي فرحتها بخدمة المواصلات المجانية، وتؤكد أن الخدمة ساعدتها كثيراً على الالتزام بالمحاضرات.

ويقول الطالب عبد الكريم  النجار من منطقة رفح الغربية، أنه  من أجل وصوله للجامعة والعودة منها يحتاج يومياً إلى حوالي 10 شواكل، لا يستطيع توفيرها بشكل يومي، نظراً لأن والده عاطل عن العمل، ويقول: "هذه الخدمة ساعدتني على الاستمرار بحضور محاضراتي الجامعية وتحقيق حلمي، وأتمنى من كل الجامعات تفعيل خدمة النقل المجاني، كما في جامعة فلسطين من أجل تقليل العبء على الطلاب وإكمال حياتهم الجامعية). 

وفي هذا السياق، أوضح الأستاذ زاهر زعرب، منسق العلاقات العامة في جامعة فلسطين فرع خانيونس، أن فكرة هذه الخدمة بدأ العمل بها بعد انتهاء حرب 2014 حيث رأت الجامعة، أنها يجب أن تقدم خدمة تخفف على  الطلبة، وتراعي ظروفهم الاقتصادية،  فتم التوافق بالإجماع على خدمة المواصلات المجانية لأنها تساعد الطلبة على الالتزام بمحاضراتهم. 

وأشار زعرب إلى أن هذه الخدمة تغطي مختلف مناطق الجنوب  من رفح الشرقية والغربية وخانيونس شرقها وغربها، ويستفيد منها حوالي 98% من الطلبة، موضحاً أن هذه الخدمة كانت عبارة عن حملة يستفيد منها الطلبة الذين كانوا يدرسون في فرع خانيونس، ويتم نقلهم إلى الفرع الرئيسي، بسبب عدم توفر شعب مفتوحة للمساقات المطروحة لديهم، فيتم  منح هذا الطالب بطاقات من أجل الانتقال بالحافلات الخاصة بالفرع الرئيسي بشكل مجاني، مؤكداً أن هذه الخدمة بدأ تنفيذها في فرع خانيونس، ولكن في هذا العام تم تعميمها الى باقي الأفرع بسبب ازدياد سوء الأوضاع الاقتصادية.

وكشف زعرب عن أن هذه الخدمة تكلف الجامعة مبالغ وجهوداً كبيرة، حيث يتم تغطية هذه التكاليف من خلال  التمويل الداخلي للجامعة، ولا توجد أي جهة داعمة لهذه الخدمة، وتم تكليف قسم شؤون الطلبة؛ لمتابعة الخدمة بشكل دوري ومستمر. 

فيما أكد سعيد الأغا القائم  بأعمال شؤون الطلبة في فرع خانيونس أنه يتم متابعة الحافلات التي تنقل الطلاب من وإلى الجامعة في الصباح وعند المغادرة، واستقبال كافة الشكاوى من الطلبة وأصحاب الحافلات من أجل معرفة الخلل الذي يمكن أن يحدث وإصلاحه بشكل سريع والعمل على راحة الطلبة، ففي هذا الفصل تم زيادة عدد الحافلات التي تنقل الطلاب من محافظة رفح، نظراً لازدياد عدد الطلبة في رفح الغربية، وتم فصل الطلاب عن الطالبات في حافلة مستقلة من أجل إتاحة الراحة للطلبة بشكل عام. 

وأشادت الأستاذة سهيلة الصوالي المحاضرة في جامعة فلسطين بخدمة النقل المجاني للطلبة، وقالت هذه خدمة إنسانية اجتماعية بامتياز، تساعد الطلبة على الالتزام بمحاضراتهم، فالكثير من الطلاب والطالبات، كانوا يتغيبون عن المحاضرات بسبب عدم  توفر أجرة المواصلات بشكل يومي. 

كما عهدناها من اسمها جامعة فلسطين، أبت إلا أن تكون الحاضنة لطلبتها من خلال توفير كل مقومات النجاح، ومن ضمنها تلك الخدمة الإنسانية (المواصلات المجانية) من منطلق اجتماعي، نظراً للأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها قطاع غزة. 

التعليقات