88 عاماً على إعدامه.. لمحات من حياة شيخ المجاهدين عمر المختار

88 عاماً على إعدامه.. لمحات من حياة شيخ المجاهدين عمر المختار
رام الله - دنيا الوطن
قبل 88 عاما من الآن، أعدمت السلطات الإيطالية "ِشيخ المجاهدين"، عمر المختار، شنقًا فى 16 أغسطس 1931.

حياته

ولد عمر المختار الملقب بـ «أسد الصحراء» و«شيخ الشهداء»، في جنزور إحدى المدن الليبية في 20 أغسطس عام 1861، وهو ينتمي لإحدى كبريات قبائل المرابطين ببرقة.


تلقى تعليمه الأول في زاوية جنزور ثم سافر إلى الجغبوب، ومكث بها 8 أعوام للدراسة وتحصيل العلم على يد كبار علماء ومشايخ السنوسية، في مقدمتهم الإمام المهدي السنوسي، قطب الحركة السنوسية، ودرس اللغة العربية، وعلوم الشريعة، وحفظ القرآن الكريم.

بداية النضال

ظهر نبوغه وتميزه مما استدعي اهتمام ورعاية أستاذه «السنوسي»، ثم انخرط  المختار في صفوف المجاهدين في الحرب الليبية الفرنسية، واستقر لفترة في «قرو» مناضلاً ومقاتلاً، ثم عين شيخًا لزاوية «عين كلك»، ليقضي فترة من حياته معلمًا.

وشهدت الفترة التي أعقبت انسحاب الأتراك من ليبيا سنة 1912، أعظم المعارك في تاريخ الجهاد الليبي، ومع بداية الحرب العالمية الأولى، وبعد الانقلاب الفاشي في إيطاليا في أكتوبر 1922 وبعد انتصار جبهة إيطاليا، اشتدت الضغوط على إدريس السنوسي، أحد المجاهدين الليبيين، واضطر إلى ترك البلاد عاهدًا بالأعمال العسكرية والسياسية إلى « المختار».

عاش المختار حرب التحرير والجهاد منذ بدايتها، وعندما أعلنت إيطاليا الحرب على تركيا في 29 سبتمبر 1911، وقصفت البارجات الحربية مدن الساحل الليبي،  وكان «المختار» مقيمًا في «جالو» بعد عودته من مدينة «الكفرة»، وبعد علمه بالغزو الإيطالي سارع إلى المجاهدين ونظم صفوفهم، حتي وصل أحمد الشريف السنوسي، المجاهد الليبي، من «الكفرة».وبعد أن تأكد عمر المختار من العدوان الإيطالي ذهب إلى «إدريس» في عام 1923 للتشاور حول الأمر، وعاد إلي ليبيا لينظم صفوف المجاهدين، وتولى القيادة العامة، وبعد الغزو الإيطالي على «أجدابيا»، مقر القيادة الليبية، انسحب المجاهدون من المدينة، وواصلت إيطاليا الزحف بجيوشها من مناطق عدة نحو الجبل الأخضر، وأوقع بهم المجاهدون هزيمة ثقيلة.

وسعى الإيطاليون لاحتلال «الجغبوب»، ووجهوا إليها حملة كبيرة في 8 فبراير 1926، حتي سقطت في أيديهم، وحاول الإيطاليون الاستيلاء على «فزان» لقطع الإمدادات على المجاهدين الذين أوقعوا بهم هزيمة أخرى، أفشلت مخططهم، وتوالت انتصارات المجاهدين.

وقام  بينيتو أندريا موسوليني، حاكم إيطاليا (ما بين 1922 و1943(، بتعيين «بادوليو» حاكمًا عسكريًا على ليبيا في يناير 1929، وكانت بداية مرحلة حاسمة بين الإيطاليين والمجاهدين.

 وتظاهر الحاكم الإيطالي الجديد لليبيا برغبته للسلام لكسب الوقت ودخل في تفاوض مع «المختار» في 20 أبريل 1929، واستجاب «المختار» لنداء السلام، وكان على رأس الوفد الإيطالي للقائه في 19 يونيو 1929، في «سيدي أرحومه»، بادول يونفسه، الرجل الثاني بعد «موسليني».

وكان القائد الإيطالي يكسب الوقت ويلتقط الأنفاس، ولم يستسلم المختار للتحذيرات ولا للإغراءات، وقرر مواصلة الجهاد وظلت المواجهات سجالاً بين الطرفين.

وتم تعيين «جراتسياني»، أكثر جنرالات الجيش الايطالي وحشية ودموية، قائدًا للاحتلال، فأقفل الحدود الليبية المصرية لمنع وصول المؤن والذخائر، وأنشأ المحكمة الطارئة في أبريل 1930، وفتح أبواب السجون في كل مدينة وقرية، ونصب المشانق في كل جهة، وحاصر المجاهدين في الجبل الأخضر، واحتل «الكفرة ومرزق وغات»، ودخل في معارك فاصلة مع المجاهدين.

وفي 26 أغسطس 1930 قصف «جراتسياني» بالطائرات الجوف والتاج وفي 28 يناير 1931، سقطت «الكفرة» في أيدي الإيطاليين، مما أثر بالسلب على المجاهدين.

وفي 11 سبتمبر1931، بينما كان «المختار» يستطلع منطقة «سلنطة» في كوكبة من فرسانه، أرسل الإيطاليون قوات لحصاره والإيقاع به، ورجحت الكفة للعدو فأمر «المختار» بفك الطوق والتفرق، وقُتلت فرسه وسقط، ولم يتمكن من تخليص نفسه أو تناول بندقيته، وسرعان ما تم محاصرته وحملوه إلي بنغازي، و أودع بالسجن الكبير بسيدي أخريبيش، وفوجيء «جراتسياني» بالخبر ثناء استجمامه في باريس.

وعاد إلى ليبيا من «فوره» في 14 سبتمبر، وطلب إحضار «المختار» لمكتبه، وأعلن عن انعقاد «المحكمة الخاصة» في 16 سبتمبر 1931، وصدر الحكم بالإعدام شنقًا.

التعليقات