شكراً للواء توفيق الطيراوي

شكراً للواء توفيق الطيراوي
بقلم: عبد الله عيسى- رئيس التحرير

فوجئت بالفرقة الشعبية للتراث الفلسطيني، بجامعة الاستقلال في أريحا، وهي تقدم أغانٍ تراثية في غاية الروعة من ناحية المضمون والشكل، مثل أغنية "حلفتك بالله يا زين". ولأول مرة أعلم أن اللواء توفيق الطيراوي، له اهتمامات فنية بهذا المستوى الرفيع، وخيراً فعل اللواء الطيراوي بتأسيس فرقة الفنون الشعبية بجامعة الاستقلال، وهو إنجاز يحسب له وليس عليه، إضافة لإنجازاته العظيمة في جامعة الاستقلال، والمستوى العالي والرفيع من الضبط والربط، ودراسات أكاديمية عسكرية، تشرف الشعب الفلسطيني.

وقد عايشت خلال فترة الثمانينات من القرن الماضي، فترة اعتقال اللواء الطيراوي في السجون السورية، بسبب الخلاف بين القيادتين الفلسطينية والسورية، حول انشقاق حركة (فتح)، وحَدّثني في حينها الشهيد أبو إياد، والشهيد عاطف بسيسو، والشهيد جهاد التايه، عن هذا الضابط الكفاءة المحترمة في جهاز الأمن الموحد، وكيف دفع أبو إياد جهات عديدة؛ للتدخل للإفراج عنه؛ لكن قوبلت التدخلات بالرفض، حتى وصل الأمر للاتحاد السوفييتي في محاولة للإفراج عنه.

وتمنيت منذ تلك الفترة، أن التقي هذه الشخصية، حتى تسنى ذلك بعد إقامة السلطة، ووجدته إنساناً محترماً وكفاءة عالية، يستحق دائماً أن تُوكل إليه أصعب المهمات في السلطة الفلسطينية، واكتشفت لاحقاً أنه توصل إلى قتلة الشهيد أبو عمار، باعتبار أن القيادة الفلسطينية، أوكلته بالتحقيق في استشهاد أبو عمار.

وفوجئت أيضاً، بأن جريمة اغتيال أبو عمار، شارك بها عدد من الأشخاص، وقتل بعضهم بعضاً؛ كي تختفي معالم الجريمة، وتابع اللواء الطيراوي هذه المهمة الخطيرة بشجاعة نادرة؛ لكنها ليست بعيدة عن شخصيته.

وخلال رئاسته لجهاز المخابرات الفلسطيني، طارد سماسرة الأراضي، واستلم هذا الملف، وتعامل معهم بلا هوادة، حتى أصبح اسمه يثير الرعب في نفوس سماسرة الأراضي، وتعرض الطيراوي لمضايقات إسرائيلية؛ بسبب متابعته لهذا الملف.

وفوجئت في الآونة الأخيرة، أن بعض الفشلة الذي يحقدون على كل ناجح، قاموا بتزوير خبر صحفي، وزعموا أنه نشر بـ"دنيا الوطن" بتزييف إليكتروني، وحاولوا النيل من الحياة الشخصية للواء الطيراوي، بإشاعات كاذبة لا أساس لها من الصحة، ولكن كل نجاح قام به الطيراوي لا بد أن يُواجه بالمقابل من قبل أعداء النجاح، بالإشاعات والدسائس والمكائد.

ورغم أن تاريخ النضال للواء الطيراوي، سواء قبل السلطة أو بعدها، خير دليل على كفاءته ووطنيته وذوقه الرفيع، ولا بد هنا أن أتقدم بالشكر أيضاً إلى مدير فرقة الفنون الشعبية التابعة لجامعة الاستقلال، وكل الشبان والفتيات، الذين أبدعوا في ترجمة توجهات اللواء الطيراوي إلى واقع ملموس؛ للحفاظ على التراث الفلسطيني.

التعليقات