برلين تعتصم مجدداً وتنتصر للفلسطينيين الذين يعيشون بؤس العذاب في مخيمات اللجوء

برلين تعتصم مجدداً وتنتصر للفلسطينيين الذين يعيشون بؤس العذاب في مخيمات اللجوء
رام الله - دنيا الوطن
تضامناً مع أبناء شعبنا الفلسطيني في المخيمات الفلسطينية في لبنان، واستنكاراً للإجراءات والقوانين العديدة الظالمة بحقهم، آخرها إجراءات وزير العمل اللبناني كميل ابو سليمان المجحفة .. التي تتجاهل حالة اللجوء للفلسطيني، وبدعوة من اللجنة الوطنية الفلسطينيّة في برلين، خرجت جماهير شعبنا وأبناء أمتنا وأنصار قضيتنا.. وأشقاؤنا من لبنان العروبة، في اعتصام جماهيري حاشد, رغم الطّقس الماطر، في العاصمة الألمانية برلين، أمام بلدية نيويكولن، لكي يوصلوا رسالة للعالم الحر الديمقراطي، ولمن أقدم في لبنان على التمادي والإمعان في ظلم الفلسطيني اللاجئ منذ أكثر من سبعة عقود، ليطال ظلمه اليوم لقمة العيش استكمالاً لما هو موجود أصلاً من ممارسات عجائب سوء المعاملة وإجراءات وقرارات تعسفية، تصل حد العداء للفلسطيني .. الذي بقي صابراً على ظلم ذوي القربى.

واستنكر المعتصمون رفضاً لقرار وإجراء وزارة العمل اللبنانية، التي أطلقها وزير العمل اللبناني كميل أبو سليمان، وتستهدف الفلسطيني اللاجئ تحديداً، تتعرض له بوجوده وبكرامته وبصموده وبعودته، وتقضي بضرورة الحصول على تصريح من السلطات، قبل مزاولة بعض المهن المسموح للفلسطيني مزاولتها، وهو الإجراء غير الإنساني الذي يحظر على أرباب العمل تشغيل اللاجئين الفلسطينيين بدون الحصول على تصريح عمل، وكذلك بإغلاق مؤسسات فلسطينية لا تملك تصاريح للعمل حسب القرار، إنه فعل وإجراء وقرار بواجهة مدنية، لكنه بجوهره ومكوناته وأبعاده، هو خطوة وقرار وفعل سياسي بامتيار واحتراف، يهدف لتضيق الخناق على اللاجئ الفلسطيني .. وتفريغ المخيمات عنوان النكبة والعودة من ساكنيها اللاجئين ويصنف القرار في خانات التساوق مع صفقة القرن وتطبيق بنودها، لأنه لا يراعي خصوصية اللجوء الفلسطيني بتاتاً.

وعبر المعتصمون اليوم في برلين عن غضبهم واستيائهم من تعنّت وزير العمل اللبناني، بعدم العدول عن الإعتداء الآثم على حقوق الشعب الفلسطيني، وعلى سمعة لبنان العروبة، وعلى حق العيش الأخوي المشترك بين الشعبين الفلسطيني واللبناني، وطالب المعتصمون الوزير أبو سليمان بإقرار قوانين تنصف اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وتعزز صمودهم ولا تمس كرامتهم، وتمنحهم الحقوق الإنسانية المعمول بها في كل العالم ..

لقد رُفع في اعتصام برلين الحاشد .. الأعلام الفلسطينية والأعلام اللبنانية .. وكان الفلسطيني كتفا بكتف مع شقيقه اللبناني في الساحة .. يهتف بصوت واحد لحقّ التحرير والعودة إلى فلسطين .. ويهتف بإقرار حقوق اللاجئين الفلسطينيين الإنسانية في لبنان .. كاملة دون نقصان .. وهي قوانين نصّت عليها الشرائع والقوانين الدولية.. وتعرفها لبنان وتعترف بها .. ووقعت على بنودها.. وتحظرها على الشقيق الفلسطيني اللاجئ في لبنان .. ولا يمكن أن يبقى ترديد موضوع أسطوانة التوطين والوطن البديل .. هو الشمّاعة التي تعلّق عليها الأصوات الإنتهازية رفضها ومماطلتها .. بحث وتحقيق حقوق شعبنا من خلال الحوار الأخوي البنّاء الجاد .. وهم يدركون بأن الفلسطيني لن يقبل بديلاً عن فلسطين ..
كما ورفع المعتصمون في برلين شعارات مفادها .. بأن شعبنا الفلسطيني لا يقف وحيداً في ميادين التصدي للظلم الذي يقع على الفلسطيني وعلى سمعة لبنان .. بل يقف معه كل الأحرار والمخلصين .. من القوى والأحزاب والسّاسة والهيئات والمؤسّسات والفعاليّات من الإخوة الأشقاء في لبنان .. الشّركاء في الدّم والحال والمصير والهدف في مقاومة الإحتلال ..

لقد هتف المعتصمون بأعلى الصوت ..لقد أجبرتم الجماهير .. مضطرين .. للخروج إلى الشوارع والسّاحات .. وبأنهم لا يصدّقوا المشهد الذي دعاهم مكرهين للخروج في احتجاجات جماهيرية .. للمطالبة بحقوق إنسانية مدنية للاجئ الفلسطيني .. من بلد عربي شقيق .. والمطالبة بمقاطعة بضاعته ومنتجاته وعدم التعامل مع مؤسساته المدنية والتعليمية .. لإجبار صنّاع القرار هناك بالتحلّي بالرّوح الأخويّة الصّادقة .. وعدم الظّلم وممارسة العنصرية بحق الأشقاء .. خاصة لبنان العروبة .. شريك الدم والمصير والحال .. شريك في الجغرافيا وفي مقاومة الإحتلال ..

إن الفلسطيني في لبنان .. ليس لبنانياً .. وهو وليس عاملاً أجنبياً وافداً .. وليس مسافراً عابراً للطريق .. بل هو العربي الفلسطيني الذي نُكب وشُرّد من دياره .. واحتلّت أرضه .. ويعيش منذ أكثر من سبعين عاماً اللّجوء والتّشرّد .. يعيش في لبنان وغيرها قسراً .. ومكرهاً .. وليس طواعية بمحض إرادته .. وبقي إلى يومنا هذا صامداً رغم ضنك العيش .. يدافع عن شرف الأمّة وعواصمها ومقدّساتها .. وهو عامل إثراء للبلدان والمجتمعات التي يعيش فيها أينما وجد وأينما حلَّ وارتحل .. لأنه حالةً إبداعيةً مثمرةً معطائةً .. والأمثلة والشواهد على ذلك كثيرةً .. ودورة العجلة الإقتصادية في لبنان .. تشهد على مساهمة الفلسطيني في إنعاش الإقتصاد اللبناني .. رغم الحظر المعيب الموجود على الفلسطيني في لبنان .. بعدم السماح له بمزاولة عشرات المهن .. وما زال ثابتاً صامداً ينتظر العودة إلى الدّيار .. هناك في فلسطين الحبيبة التي ضم ترابها الجميع دون تمييز ..

إن حراك شعبنا السلمي الحضاري في مخيّمات العودة في لبنان .. وهم ينضوون في حراكهم جنباً إلى جنب مع كلّ المخلصين من الأشقّاء اللبنانيين .. تحت رايات وأعلام فلسطين ولبنان.. وهم يزدادون إصراراً على تحقيق العدالة والمساواة والعيش بكرامة .. بعيداً عن الرّايات الحزبية .. ليفوّتوا الفرصة على من يتربّص دوائر السّوء بالشّعبين .. إنه حراك حضاري ديمقراطي يحرج من يريد بلبنان شراً ..

وحسب تصريحات المعتصمين في برلين .. فقد فتح قرار وإجراء وزير العمل اللبناني .. كل الملفات التي تمس سبل الحياة الكريمة للفلسطينيين في لبنان .. وتنتقص من حقوقهم من العيش بكرامة آدمية إنسانية.. من خلال عدم السّماح للفلسطيني في حقه في العمل والتملك والتعليم والضمان الإجتماعي .. وهي القوانين والحقوق التي كفلتها كل القوانين والشرائع السماوية والأرضية .. وكما هو مكفول ومعمول به في كل الدول الآدمية الإنسانية الحضارية التي تحترم نفسها وإنسانيتها..

لقد طالب المعتصمون في برلين .. بالشروع بإلغاء قرار وإجراء وزير العمل الظّالم بحقّ الشّعب الفلسطيني .. الذي لا يراعي خصوصيّة اللّجوء الذي يعيشه الفلسطيني .. كما وطالب المحتشدون في الإعتصام الجماهيري الحاشد في برلين .. بالسماح للفلسطيني بتملك شقّه أو منزل من أجل العيش بكرامة هو وعائلته.. وكذلك بالسّماح للفلسطيني بالعمل في كافة القطاعات والمجالات .. أسوة بأخيه اللبناني .. وإلغاء الحظر الواقع على عدم السّماح للفلسطيني بممارسة عشرات المهن .. وبتطبيق قانون الضمان الإجتماعي على الفلسطيني .. أسوة بأخيه اللبناني .. سيما وهو يقوم بدفع مستحقّاته كاملة لذلك ..

إن تجربة الأشقاء في لبنان ليست ببعيدة عن المعاناة واللجوء .. وقد مروا بها وذاقوا مرارتها .. ونرى اللاجئ في أوروبا وغيرها .. يحظى بالإحترام والتقدير .. وتُقَدَمُ له المساعدات والمعونات والتّسهيلات وكل سبل العيش الكريم .. وقد نظم ذلك قوانين دوليّة ومحلّيّة أساسها انساني والرّفق بالإنسان .. وقد حصل العديد ممن أتى لاجئاً لتلك البلدان على جنسيات تلك الدول .. ولم ينسوا أوطانهم .. فلماذا لا تقبلوا للغير ما ترتضونه لأنفسكم ..؟!




















التعليقات