حنا: لكي نتمكن من تحرير الارض يجب ان نحرر العقول

رام الله - دنيا الوطن
قال المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم بأن الدمار والحروب والارهاب التي عصفت بمنطقتنا ومشرقنا العربي خلال السنوات الاخيرة انما كان هدفها هو تدمير الوطن العربي وتفكيكه وشرذمته واثارة الضغينة والكراهية في صفوفه ناهيك عن الطائفية والفتن .

ان اعداء الامة العربية وفي مقدمتهم القابع في البيت الابيض وعملائه ومرتزقته انما يعملون من اجل تدمير الوطن العربي ويعملون ايضا على اثارة النعرات الطائفية والمذهبية وذلك لكي لا يكون العرب موحدين في دفاعهم عن وجودهم وعن حضارتهم وتاريخهم ولكي يكونوا ايضا ضعفاء لا حول لهم ولا قوة في الدفاع عن القضية الفلسطينية والتي من المفترض ان تكون قضية العرب الاولى .

من الذي دمر العراق ؟! ومن الذي دمر في سوريا وفي ليبيا ؟! ومن الذي يدمر في اليمن وفي غيرها من الاماكن ؟! ومن الذي يعمل من اجل ان تكون حالة عدم استقرار في الخليج ؟! ، ومن الذي يعمل على ايجاد اعداء مفترضين لكي ينسى العرب عدوهم الحقيقي الذي يستهدفهم في قضاياهم العدالة ويستثمر ثرواتهم الطبيعية واموالهم في تمرير مشاريعه لكي يكونوا في حالة ضعف وترهل وتخلف .

لست من اولئك الذين يشعرون بالاحباط واليأس والقنوط امام هذه الحالة التي وصلنا اليها ، فكل شيء يمكن ان يتغير واعتقد بأن ما تمر به امتنا العربية انما هي سحابة صيف سوف تزول ونتمنى ان تزول قريبا لكي يكتشف العرب من هو عدوهم ومن هو صديقهم ولكي تكون بوصلتهم في الاتجاه الصحيح.

للاسف الشديد اصبحت منطقتنا العربية ساحة للحروب والنزاعات والخلافات والارهاب والانقسامات ولا يستفيد من هذه الحالة الا اعداءنا الذين لا يريدون من العرب شيئا سوى اموالهم وثرواتهم الطبيعية والتي يسخرونها ويستعملونها في تمويل آلة التدمير التي تستهدف هذا المشرق العربي.

لقد دفعت شعوب عربية كثيرة اثمانا باهظة بسبب التآمر على هذا المشرق العربي واقطاره ، أما فلسطين فهي الخاسر الاكبر من كل ما يحدث وخاصة مدينة القدس التي تضيع من ايدينا يوما بعد يوم .

ان الذي يستثمر الحالة العربية المترهلة انما هو الاحتلال الذي يبتهج ويفرح بانهماك العرب بانقساماتهم وخلافاتهم واوضاعهم الداخلية لكي يتسنى له تمرير مشاريعه في فلسطين وبحق القضية الفلسطينية وفي مدينة القدس بنوع خاص .

خلال السنوات الاخيرة العجاف التي سميت زورا وبهتانا بالربيع العربي لاحظنا في مدينة القدس تكثيفا في النشاطات الاستيطانية وتسارعا في سرقة الاوقاف والعقارات ونهب الفلسطينيين حقوقهم وتدمير منازلهم والنيل من حضورهم في مدينة القدس.

ان مدينة القدس هي التي تدفع فاتورة ما تتعرض له المنطقة العربية من مخططات استعمارية غاشمة هدفها تفكيك المفكك وتجزئة المجزء .

نتمنى ان يصحوا العرب من كبوتهم قبل فوات الاوان فنحن بحاجة الى انتفاضة ثقافية فكرية انسانية حضارية تعيد الامور الى نصابها الصحيح ولكي نتمكن من تحرير الارض من الاحتلال يجب اولا ان نحرر العقول من الضغينة والكراهية والتعصب والتي اصبحت آفة تهدد امتنا ومستقبلنا وقضايانا الوطنية العادلة .