معهد فلسطين لابحاث الامن القومي ينظم ندوة مع السفير زملط

معهد فلسطين لابحاث الامن القومي ينظم ندوة مع السفير زملط
رام الله - دنيا الوط
نظم معهد  فلسطين لابحاث الامن القومي في مقره في رام الله ندوة بعنوان "الدبلوماسية الفلسطينية في مواجهة صفقة القرن.. مقاربة للحالة الامريكية" خاطب فيها السفير الفلسطيني في لندن الدكتور حسام زملط مجموعة من الخبراء والاكاديميين والسياسيين الفلسطينيين. افتتح الندوة الاستاذ حابس الشروف نائب مدير المعهد موضحا أن هذه الندوة تأتي في سياق اهتمام معهد فلسطين لابحاث الامن القومي بعقد وتنظيم مجموعة من ورش العمل واللقاءات مع النخب السياسية والشعبية بهدف الوصول الى صيغة وطنية توافقية تساهم في صنع السياسات والقرارات من أجل مواجهة صفقة القرن.

تمحورت كلمة الدكتور زملط في ثلاثة محاور أساسية؛ المحور الاول استهدف توضيح الوسائل التي تسعى من خلالها الادارة الامريكية لتطبيق صفقة القرن وفرضها على الفلسطينين بالقوة، واشتملت هذه الوسائل على ضرب المرتكزات الاساسية للقضية الفلسطينية وعلى رأسها وحدة الشعب؛ ووحدة التمثيل وصيانة القرار الوطني المستقل، والشرعية الدولية التي تستنند عليها الحقوق الفلسطينية. وتناول المحور الثاني في مداخلة السفير زملط على تفسير السياسة الخارجية الامريكية الرامية لتطبيق صفقة القرن موضحا أن هذه السياسة تعكس تأثير اللوبي الصهيوني القوي في الولايات المتحدة الامريكية وبالاخص راس المال اليهودي الامريكي، والذي تنامت قوته مع تولي الادارة الامريكية الجمهورية ادارة الحكم في الولايات المتحدة الامريكية، حيث برز تحالف قوي بين كل من المحافظين الجدد أو ما يمكن تسميته بالصهيونية المسيحية بقيادة الرئيس الامريكي دونالد ترامب من جهة وبين اللوبي الصهيوني من جهة ثانية وبين اسرائيل ممثلة برئيس وزرائها نتنياهو من جهة ثالثة. 

واستشرق الدكتور زملط في محور مداخلته الثالث مستقبل القضية الفلسطينية في مواجهة صفقة القرن موضحا أن قدرة الفلسطينيين على قول كلمة "لا" للادارة الامريكية واصرار وتأكيد سيادة الرئيس الفلسطيني محمود عباس على الموقف الفلسطيني الرافض لهذه الصفقة هو مصدر القوة الرئيس للفلسطينيين، كما أن قدرة الدبلوماسية الفلسطينية على عزل المساعي الامريكية الرامية الى عزل الفلسطينيين واضعاف عمقهم الاستراتيجي المتمثل بالعمق العربي  يعتبر أيضا من مصادر القوة الاساسية التي يمتلكها الفلسطينيون، وقد دلل زملط على قوة الدبلوماسية الفلسطينية من خلال نجاح الدبلوماسية الفلسطينية النسبي في "افشال ورشة البحرين".

وقد عقب على هذه الندوة الدكتور رمزي عودة مدير وحدة الابحاث والسياسات في معهد فلسطين لابحاث الامن القومي مشيرا في مداخلته الى أهمية استغلال اللوبي العربي والجالية الفلسطينية في الضغط على الادارة الامريكية من أجل تغيير مواقفها الصارخة ضد الحقوق الفلسطينية باعتبار السياسات الامريكية في جزء كبير منها يعتبر مخالفة لقواعد القانون الدولي وبالضرورة يمكن استغلال هذا المدخل من خلال رفع القضايا على الادارة الامريكية امام محكمة الدستورية العليا الامريكية لاسيما ان الديمقراطيين يمثلون في هذه الاثناء الاغلبية في مجلس النواب الامريكي وبالضرورة لهم القدرة على ايقاف اية قوانيين يمكن أن تستخدمها الادارة الامريكية الحالية ضد الفلسطينيين.

وقد أثريت الندوة بمجموعة كبيرة من النقاشات والمداخلات بين الجمهور المشارك وبين  متحدثها السفير زملط، ورشح عن هذه النقاشات مجموعة من التوصيات أهمها؛ أولا: العمل على تعزيز ثقة الشعب بالقيادة السياسية باعتبار ذلك وسيلة مهمة وأساسية في تفعيل دور الدبلوماسية الفلسطينية في مواجهة صفقة القرن، وثانيا: العمل على تقويض جهود الاحتلال الاسرائيلي في اختراق الصف الوطني والشعبي، والذي تستخدمه جهات أمنية اسرائيلية سيبرانية في "صناعة اليأس لدى الفلسطينيين" من خلال استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وثالثا: العمل على خلق بدائل يمكن أن تستثمرها الدبلوماسية الفلسطينية في مساعيها الرامية لتقويض صفقة القرن؛ ومن أهمها استخدام الدبلوماسية الشعبية والاتجاه نحو اروربا والصين وروسيا.

التعليقات