السلاح الروسي يغزو العالم

السلاح الروسي يغزو العالم
بقلم /عبد الله عيسى- رئيس التحرير 
حققت الصناعات الحربية الروسية، قفزة هائلة غير مسبوقة على مستوى العالم من حيث تطورها التكنولوجي، بعد أن عانى سلاح الاتحاد السوفييتي سابقاً من تدني المستوى التكنولوجي.

وعانت الدول العربية لسنوات طويلة من تخلف السلاح السوفييتي أمام السلاح الأمريكي، الموجود عادة بحوزة إسرائيل، فكانت مثلا طائرة (الميج) والتي كانت توصف بالطائرة العمياء، مدى رادارها الجوي 2 كيلو متر، في حين كانت الطائرة (اف- 15) المعترضة الأمريكية مدى رادارها 40 كيلو متراً، أي أن طائرة (اف- 15) عندما تحلق بالجو، ترى طائرة (الميج) بينهما طائرة (الميج) لا ترى طائرة (اف- 15)، وفي علم الطيران الحربي من يرى يضرب، ومن لا يرى لا يضرب بالتأكيد، ورغم أن السلاح الأمريكي كان أكثر كلفة وسعراً من السلاح الروسي بمرات كثيرة، ولكن في عهد الرئيس بوتين، ومنذ تسلمه رئاسة روسيا، وضع نصب عينيه إصلاح الفجوة التكنولوجية بين الصناعات الحربية الروسية والصناعات الحربية الأمريكية، إضافة إلى إصلاح الاقتصاد الروسي.

وفي السنوات الأخيرة، خرجت الصناعات الحربية الروسية بتطور هائل على مستوى الدفاعات الجوية والطائرات الحربية والأسلحة البحرية، وفي كافة المجالات، واتجهت دول كثيرة في العالم، تعتبر تاريخياً حليفاً لأمريكا، وزبون دائم للصناعات الحربية الأمريكية اتجهت إلى روسيا، وأبرمت صفقات كبيرة مع روسيا لشراء طائرات مثل (سوخوي- 35) وهي توازي طائرات (اف- 35) الأمريكية، والدفاعات الجوية (اس- 300 واس- 400)، مثل الصفقة الشهيرة التي أبرمتها تركيا مع روسيا لشراء منظومة الدفاع (اس- 400) وحصلت بموجب الاتفاقية على امتياز تصنيع (اس- 400) في تركيا، وقبل سنوات، قدم الرئيس الروسي بوتين عرضاً للأردن لإنشاء مصانع لأسلحة ثقيلة في جنوب الأردن مع تعهد روسيا بأن تستوعب مصانع روسيا 250 ألف عامل ومهندس أردني، بحيث تقوم هذه المصانع بتصدير السلاح الروسي المتطور إلى دول الشرق الأوسط وأفريقيا.

ولكن الأردن تريث في الموافقة على هذه الصفقة، وتم تسريبها لوسائل الاعلام في حينها فثارت ثائرة أمريكا، وحاولت استرضاء الأردن بأي شكل من الأشكال، المهم بألا تقبل الأردن بالعرض الروسي.

أما دول الخليج، فقد اتجهت جميعها إلى روسيا لتطوير قواتها المسلحة، بأسلحة روسية وأبرمت اتفاقيات كبيرة بين السعودية والإمارات وروسيا، إضافة إلى إيران، وحدث تحول في دول الخليج من مقتنياتها للأسلحة التقليدية من أمريكا وأوروبا إلى روسيا، وبرغم التطور التكنولوجي الهائل في السلاح الروسي، فإنه أقل سعراً من السلاح الأمريكي، ومن هنا اتجهت مصر أيضاً بعد سنوات طويلة من الاعتماد على السلاح الأمريكي إلى روسيا التي قامت ببيع مصر أسلحة كثيرة ومنها متطورة، وقال وزير الدفاع الروسي ذات مرة في تصريح صحفي عند زيارة الرئيس السيسي لروسيا، بأنه لا يوجد أي فيتو لبيع أي سلاح لمصر، فقط أن تقوم مصر بدفع ثمن السلاح.

وحسب تصريح وزير الدفاع الروسي، قامت مصر بشراء أسلحة كثيرة ومتطورة وعلى رأسها منظومة (اس- 300) ويقال إن هناك تفاوضاً بين مصر وروسيا لشراء منظومة دفاع (اس- 400)، إضافة إلى شراء مصر لصفقة طائرات (سوخوي- 35).

ومؤخراً علق الرئيس الروسي بوتين على وضع السلاح الروسي في سوريا فقال: إن السلاح الروسي اصبح معروفاً للعالم كله، بعد تدخلنا في سوريا، وكشفت مصادر صحفية مؤخراً أيضاً عن زويد روسيا لسوريا وفي دمشق تحديداً بمنظومات دفاع (اس- 300 و400 و500)، كما كشف الرئيس السوري بشار الأسد قبل عام، عن تزود سوريا بصواريخ (ياخونت) الروسية المضادة للبوارج الحربية البحرية، أي أن السلاح الروسي يكتسح دول ومناطق كثيرة في العالم، ويقال إن ليبيا بصدد إبرام صفقات مع روسيا ليس كما في عهد القذافي، وكذلك الجزائر والدول العربية، تستعد لإبرام صفقات سلاح كبيرة مع روسيا.

التعليقات