الذكاء الحدسي

الذكاء الحدسي
 د. يسر الغريسي حجازي

الذكاء الحدسي

"الذكاء الحدسي يأتي مع الحكمة والخير. عندها فقط يمنحنا الله الأبعاد العظيمة للذكاء الحدسي"

هل أنا شخص حدسي؟ كيف اعرف ذلك و ما هي طريقة تطوير الذكاء الحدسي؟ أكدت الأبحاث العلمية وعلم الاعصاب أن الحدس ليس حالة سحرية، ولكنها قدرات روحية يمكن لكل واحد منا الحصول عليها بثقة. يكفي العمل على العقل الباطني، لأن الحدس يأتي مع التعلم والخبرات المتكررة. يشبه الذكاء الحدسي الشجرة التي يجب سقيها بعناية، حتى تنمو وتزدهر في ضوء الحياة. من منا لم يسمع صوتًا يهمس له، ألا ينخرط في علاقة أو مشروع خوفا من الفشل. ومن منا لم يسمع نفس الصوت يخبره بالمضي قدمًا، واتخاذ القرار الصحيح؟ مع ذلك، تُظهر ابحاث علم النفس المتعددة أن الحدس هو أيضًا حليف قيِّم وقادر على مساعدتنا وإنقاذنا من المزالق التي تعترض طريقنا. هل سيكون الحدس أحد أبواب الشمس؟ نعم ، ولكن بشرط أن تعرف كيفية التعامل مع الحدس الصحيح. كم مرة نفتقد الي الإجابة الصحيحة؟ لندرك فيما بعد أننا تجاهلنا الصوت الصغير الذي اعطانا النصيحة. في الواقع، فإن الاستماع إلى الصوت الداخلي يعني أن تكون في حوار مع نفسك بمعنى العقل. من الضروري تطوير قدرة الذكاء الحدسي، والتمكين من جمع المعلومات والتحليل المتتالي.  

و في البحوث المبتكرة للعلاج النفسي  علي سبيل المثال ، ان التقنيات الجديدة لتطوير طرق الشفاء تمارس من قبل االمعالجين من خلال الذكاء الحدسي والأساليب المستخدمة في ممارستهم. كما ان العلاج يعتمد على التفاعل مع التحفيز الخارجي، مثل الإثارة والتهيج والحساسية المفرطة لبعض اعضاء من الجسم. و تتمحور جودة الاستجابة حول سرعة الجواب والتي تتضمن التفاعل العاطفي مع الأشخاص والأحداث في تقنيات التدريب النظامي. 

تهدف هذه الطرق بالتحديد إلى تحفيز القناة البديهية وكذلك التصورات الخارجية التي تسمح بمعرفة الذات. هذا هو مرافقة جديدة اكتشفها الطبيب النفسي الفرنسي برونو بلانتشون ، كعلاج مبتكر لإعادة توصيل جميع الطاقات وتحويلها إلى ملاحظة خيرية وفقًا لعملية التنسيق النفسي - الحيوي. إنها عملية لتحرير الشخص وإعادة دمجهم في حركة استبصار في أفكارهم ، مما يساعد على تعزيز ثقتهم في كل الضمير.

إن إيقاظ عقل الفرد هو تعلم البقاء على اتصال مع الواقع حتى لا يكرر الأخطاء ويلقي الأحكام المتسرعة علي الاخرين. بالنسبة للفيلسوف اليوناني أفلاطون، الحدس هو الاستيلاء الفوري على حقيقة الفكرة من قبل الروح بشكل مستقل عن الجسم. يصبح التأمل الروحي تجربة ممتعة عندما يتسبب المرء في المنطق، ويدعم الأحداث لدينا بحجج قوية. الحدس هو بالتالي، مهارة مكتسبة للجميع. يكفي فصل مشاعرنا عن التحليل العقلاني، حتى نكون قادرين على تكييف قدرة المنطق والتمكين من التنبؤ والقدرة على تكوين القناعة. يقاس الذكاء العاطفي باستخدام الحاصل العاطفي عند الانسان. ويمكن تعريفها بواسطة: 

  ¬-فهم وإدارة العواطف

يساعد فهم عواطفنا على فهم الآخر بشكل أفضل، و امكانية التدخل بطريقة خفية في الأوقات الصعبة التي يمر منها الصديق،

-القدرة على التواصل مع عواطف الآخر 

وفهمه ومساعدته وإرضائه, لان مساعدة الناس يساهم في تطوير الانسانية،

  ¬-الانتباه لضمير الفرد

إن عملية الإدراك في مشاعرنا ومواقفنا، يتيح لنا بمعرفة انفسنا بشكل أفضل وعلي سبيل المثال:" من نحن؟" "وكيف نود أن نعيش؟"

 قول الحقيقة حتى لو لم ترضنا

القبول بمعرفة نقاط الضعف لدينا، والتحدث بها بصراحة وذلك لتخفيفها والعمل علي تصحيحها،

توليد الأفكار الإيجابية وعدم الانغماس في الغضب

ضرورة الاستماع إلى الذبذبات الداخلية، ومعرفة سبب الشعور بالقلق أو الحزن في بعض الأحيان ، حتى تتمكن من تحرير انفسنا من الموجات السلبية،

 -تقييم الحياة الحالية 

 ضرورة تحليل وتقييم الحياة الزوجية والاسرية والتحدث عن إنجازاتنا بالإضافة إلى الإخفاقات التي واجهتنا، لأنها تتيح لنا التفكير بطريقة عقلانية. من الضروري أن نعتاد على التفكير الإيجابي،

 فهم العواطف

هو عامل حاسم لتكون القدرة على تحفيز الضمير وتطوير  الإنسانية لدينا. وذلك، من خلال مراعاة شعور الاخر حتي لا نقوم باذاءه. نصبح أكثر مهارة ونحاول مساعدة كل من يحتاج إلينا في الأوقات الصعبة.و في سبيل التعايش السلمي، لا بد من التعرف على الاخر بشكل أفضل. كما يمكننا طلب مساعدة من حولنا، وذلك لمعرفة ما يجب تغييره في سلوكنا،

-الاحترام والتقدير وكيفية تقديم الثناء للاخر

من الضروري الاعتراف بالآخرين وتهنئتهم وتشجيعهم تمامًا، كما نحتاج إلى تقدير ما لدينا وما يقدمه لنا الآخرون لنا.

-العفو عن الآخر

إن عدم تحميل ضغائن ضد الآخر هو جزء من السلام الداخلي. عليك أن تعرف كيف تتغلب على النزاعات ، وتسامح وذلك يمنح شعور بالاطمئنان ولكن المسامحة لا تعني النسيان،

كما ان تطوير ذكائنا العاطفي يساهم في تحفيز الذكاء الحدسي ويمنح الحياة الكريمة و العيش بسلام  مع انفسنا و مع الآخرين.

التعليقات