الموظفون الذين لا يأخذون إجازة أكثر مرضاً وأقل إنتاجية

الموظفون الذين لا يأخذون إجازة أكثر مرضاً وأقل إنتاجية
تعبيرية
الإجازة السنوية حق لكل موظف، لكن يختلف عدد الأيام باختلاف الدول وقوانين العمل المعمول بها.

دراسة فرامنغهام للقلب، التي لا تزال تمثل المعيار الذهبي للدراسات الصحية طويلة الأجل للعمال، كانت قد قد تابعت في عام 1992 العمال على مدى 20 عاماً. 

وقد وجدت أن "الرجال الذين لا يمضون العطلات كانوا أكثر عرضة للإصابة بأزمات قلبية بنسبة 30٪، وبالنسبة للنساء فقد ارتفع هذا المعدل إلى 50٪"، وفقا لما ذكرت شبكة "CNN" عبر موقعها بالعربي.

وهذه الأرقام صحيحة حتى بعد أن أخذ الباحثون في الاعتبار العوامل الصحية الأخرى مثل السكري، وتدخين السجائر، ومستويات الدخل والسمنة. ودُعمت استنتاجات الدراسة من خلال دراسات بحثية أخرى مماثلة.

السفر يقلّل من التوتر

وجد الباحثون أن العطلة أيضاً ذات قيمة للصحة العقلية والرفاهية.

وقالت شيري أماتنشتاين، وهي معالجة نفسية مقرها في مدينة نيويورك: "العطلة ضرورية للعودة بنشاط وبتركيز أكبر، ولتذكير نفسك بأن المهنة ليست كل شيء".

وهذه الاستراحة الذهنية لا تشعرك فقط بالراحة، ولكنها تفيد الشركات. وهذا هو السبب المحتمل وراء أنه على الرغم من أن العمال الأوروبيين الغربيين لديهم إجازات أكثر من الولايات المتحدة، إلا أن سياسات العطلات السخية لم تؤثر على الإنتاجية.

وتقول بريجيد شولت، مديرة مختبر "Better life" في مؤسسة "New America" إن جميع الأبحاث تشير إلى نفس الاتجاه. أولئك الذين لا يأخذون إجازة هم "أكثر مرضاً، أقل إنتاجية، متوترون، قلقون ويعانون من الاكتئاب، مما يؤثر على عملهم أيضاً."

وتضيف أن الأمر يتطلب من المديرين والمديرين التنفيذيين والقادة إنشاء أنظمة تعطي الأولوية لثقافة الإجازات. أما مطالبة العمال بأخذ إجازة أو تضمين خطط العطلات كجزء من مراجعات الأداء، فهما طريقتان للتأكد من استخدام الإجازة.

وتقول شولت: "قد يبدو هذا غريباً بالنسبة للبعض، لكن الإجازات عبارة عن ممارسة"، موضحة: "كلما قضينا المزيد من ذلك الوقت، كلما أردناه أكثر."

إذا، كيف تصبح معتاداً على الإجازات؟ كأي هدف آخر، يتطلب ذلك التخطيط.

وتقول شولت: "السبب الرئيسي الذي يدفع الناس لعدم أخذ الإجازات هو شعورهم أن بإمكانهم ترك العمل"، لكن يمكنك ذلك إذا كنت منظماً.

وتوضح أماتنشتاين: ابدأ بـ "الكتابة في التقويم الخاص بك مسبقاً موعد الرحلة". بمجرد أن تكون العطلة في جدولك الزمني، حتى لو كان بعد 6 أو 8 أشهر من الآن، يمكنك تنظيمها.

وتنصحك شولت بأن تحدد أولوياتك، وتتحدث بصراحة مع زملائك حول إجازتك، بحيث لا يكون وجودك خارج البلد أمراً مفاجئاً. وتشير شولت إلى أن التخطيط سيجبرك على تحديد أولوياتك بمرور الوقت ويمكن أن يكون له منفعة، حيث يساعدك على العمل بشكل أكثر ذكاءً وكفاءة.

ابدأ في معاملة وقت الإجازة على أنه غير قابل للتفاوض، كالفحص الطبي السنوي، فهو جزء حيوي من رعايتك الصحية.

التعليقات