مركز أبو جهاد لشؤون الحركة الأسيرة والكلية العصرية الجامعية يعقدان المؤتمر التاسع

مركز أبو جهاد لشؤون الحركة الأسيرة والكلية العصرية الجامعية يعقدان المؤتمر التاسع
رام الله - دنيا الوطن
عقد مركز أبو جهاد لشؤون الحركة الأسيرة بالتعاون مع الكلية العصرية الجامعية اليوم الثلاثاء، المؤتمر السنوي التاسع من إبداعات انتصرت على القيد  تحت عنوان "اللوائح الداخلية والأنظمة في المعتقلات حاجة وطنية"، وذلك في مقر الكلية العصرية الجامعية مبنى المحامي الدكتور حسين الشيوخي برام الله. 

ووضع د.حسن عبد الله رئيس منتدى العصرية الذي أدار الجلسة الافتتاحية إطاراً عاماً لفعاليات المؤتمر الذي أكد أنه يأتي في إطار توثيق وتعميم الجوانب الإبداعية للحركة الأسيرة، مؤكداً أن تخصيص أوراق العمل للوائح الداخلية يبرهن على أن مركز أبو جهاد مستمر في التقاط الجوانب المفصلية في التجربة. 

وفي مستهل المؤتمر رحب المهندس سامر الشيوخي رئيس مجلس أمناء الكلية العصرية الجامعية بالحضور معتبراً المناسبة وطنية من الطراز الأول، لأنها تتعلق بشريحة عزيزة وغالية على قلب كل فلسطيني. 

وأضاف الشيوخي " أن مشاركتنا السنوية في هذا المؤتمر مع مركز أبو جهاد لشؤون الحركة الأسيرة تندرج في إطار دورنا الوطني والمجتمعي كمؤسسة تعليمٍ عالٍ فلسطينية تقوم بإحداث توازنٍ وتناغمٍ بين دورها الأكاديمي ودورها المجتمعي، لذلك فإنها تحرص على توسيع علاقاتها مع المؤسسات الفاعلة على أرض وطننا الحبيب أكانت رسمية أو أهلية أو خاصة، حيث تعمل بكل جهدٍ على استعادة الدور المجتمعي للجامعات والكليات الفلسطينية الذي تراجعَ في السنوات الأخيرة".

وفي كلمة رئاسة المؤتمر أكد مدير عام مركز أبو جهاد لشؤون الحركة الأسيرة في جامعة القدس د.فهد أبو الحاج أن المؤتمر يعقد هذا العام ليتناول قضية غاية في الأهمية وهي الدستور الناظم لحياة الأسرى داخل معتقلات الاحتلال، حيث استطاعوا أن يؤسسوا لعمل منظم إدارياً وتنظيمياً وعلى مستوى العلاقات الداخلية أو مع إدارة مصلحة السجون وشكلوا نموذجاً فريداً رغم الضغوطات والإجراءات القمعية التي كانت تمارسها إدارة السجون بحق المعتقلين الفلسطينيين. 

بدوره أكد الدكتور حسن دويك نائب الرئيس التنفيذي لجامعة القدس أن أسرانا يواجهون أقصى الإجراءات القمعية والممارسات اللاإنسانية على أيدي سجانيهم وحرمانهم من زيارة ذويهم، مضيفاً أن أسرانا يحرمون من صفتهم كأسرى حرب ويتم معاملتهم وفق لوائح خاصة صادرة عن مصلحة السجون الإسرائيلية، تهدر إنسانيتهم وكرامتهم وتخالف القوانين والاتفاقيات الخاصة بالأسرى. 

وأضاف: أن المواثيق والمعاهدات الدولية أيدت حق كل شعب في العمل على تحرير أرضه المحتلة الوسائل المشروعة كافة، وذلك استناداً إلى الحق الشرعي في الدفاع عن النفس وحق تقرير المصير الذي نص عليه ميثاق الأمم المتحدة والاتفاقيتين الدوليتين الخاصتين بالحقوق المدنية والسياسية والحقوق الاجتماعية والثقافية والاقتصادية .

وفي كلمة من قطاع غزة عبر تقنية الفيديو كونفرنس، قال رياض شاهين، أن الاحتلال قد أدرك أهمية وحساسية قضية الأسرى لدى ابناء شعبنا، فكان الاستهداف للأسرى منذ أن تم إانشاء دولة الاحتلال، وليس من فترات قريبة.

وتابع شاهين: أن دستور الأسرى استند إلى وعي نضالي وتنظيمي وإداري لتنظيم حركة الأفراد داخل معتقلات الاحتلال فيما بينهم، إضافة إلى تنظيم العلاقة بين الأسرى وإدارة السجون. مضيفاً أن هذا الدستور النضالي كان يحمل بين طياته عديد المعاني والعبر التنظيمية والإدارية التي ما زال أسرانا يسيرون عليها حتى اللحظة، مبيناً أن إدارة السجون سعت بكل ما أوتيت من قوة لتخريب هذا الدستور وإنهاك الأسرى.

وفي كلمتها، ناشدت والدة عميد أسرى قطاع غزة ضياء الآغا، أحرار العالم أجمع بالعمل على إطلاق سراح الأسرى من معتقلات الاحتلال قبل فوات الأوان.

بدوره دعا عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية قيس عبد الكريم "أبو ليلى"، الى تدويل قضية الأسرى ومواجهة الاجراءات الاحتلالية اللاإنسانية بحق أسرانا. مشدداً على أن السبيل الأنجع لمواجهة الاحتلال وإجراءاته هو الخروج من مربع الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية.

وأكد عبد الكريم، أن شعبنا بأسره يخوض معركة الدفاع والتضامن مع الأسرى والشهداء، ويصمد أمام إجراءات السطو المتمثلة في سرقة عائدات الضرائب الفلسطينية بسبب رواتب الشهداء والاسرى، مبيناً أن هذا الملف بالنسبة لشعبنا هو خط احمر لا يمكن تجاوزه، فهو مستعد لدفع الغالي والنفيس من اجله.

كما تحدث عبر تقنية الفيديو كونفرنس كل من عمر بكير من الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان في المغرب، والدكتور خالد حمد من التحالف الاوروبي لمناصرة اسرى فلسطين، حيث أكدا أهمية قضية الأسرى والوقوف إلى جانبهم في قضيتهم العادلة.

وتحدثت ايضاً خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، نهاد يونس، شقيقة عميد الأسرى الأسير ماهر يونس الذي أمضى حتى الآن ثمانية وثلاثين عاماً في الاعتقال، والتي بدورها حيّت المشاركين في المؤتمر والقائمين عليه، وقالت إن تنظيم العمل داخل المعتقلات يتطلب الوحدة خارجها، داعية لنبذ الخلافات وتحقيق الوحدة لإسناد الأسرى وتحقيق أهدافنا الوطنية.

وفي نهاية الجلسة الافتتاحية جرى عرض فيلم يتحدث عن تهريب النطف من داخل معتقلات الاحتلال، والفيلم من إنتاج طلبة الإعلام في الكلية العصرية الجامعية وهو من إخراج الطالبة نجلاء زيتون. 

وبعد الجلسة الافتتاحية عقدت جلستان الأولى أدارها الباحث جهاد صالح والثانية أدارها الأسير المحرر نمر عدوان، وتم تقديم عدد من أوراق العمل المهمة من قبل باحثين متخصصين وأسرى محررين تناولت اللوائح والأنظمة الداخلية وسياقها الزمني والموضوعي وتأثيرها على تطوير تجربة الحركة الأسيرة وتعزيز لحمتها. والباحثون والأسرى المحررون الذين قدموا أوراق عمل في المؤتمر هم:-

"اللواء عدنان الضميري ود.علي أبو هلال وأ.عيسى قراقع وأ.حلمي الأعرج وأ.راضي جراعي ود.إبراهيم نجاجرة وأ.أحمد أبو غوش وأ.عوني فارس وأ.علي الرجوب وأ.نمر عدوان وأ.هبة سليم وأ.عبد المجيد السويطي وأ.خالد المدهون وأ.أحمد الرفاعي".

وكان مركز أبو جهاد لشؤون الحركة الأسيرة قد وزع على الحضور الكتاب الذي تضمن وقائع المؤتمر الثامن الذي عقد العام الماضي، فيما سيتم توثيق مؤتمر هذا العام في كتاب خاص. 

ورأى فهد أبو الحاج أن طباعة وإصدار أوراق العمل في كتب خاصة، يندرج في إطار فلسفة عمل المركز التي تقوم على أساس توثيق وأرشفة كل ما يتعلق بتجربة الحركة الأسيرة. 

وأضاف أن مشاركة حقوقين متخصصين هذا العام من المغرب وألمانيا يهدف إلى توسيع نطاق التفاعل مع قضية الأسرى وعدم جعل ذلك مقتصراً على الساحة الفلسطينية.