ندوة سياسية معهد فلسطين لابحاث الامن القومي

رام الله - دنيا الوطن
نظم معهد فلسطين لابحاث الامن القومي اليوم 21/7/2019 في قاعة الهلال الاحمر بالبيرة، ندوة بعنوان "روسيا، أو مرتكزات استعادة الدور" وذلك بالتعاون مع "الجمعية العربية لعلم الاجتماع". حضرها حشد متنوع من السياسيين والأكاديميين والباحثين، وممثلين عن مؤسسات رسمية مدنية وأمنية ومؤسسات شعبية.

 واشتملت الندوة على ورقتين بحثيتين قدمت الأولى من قبل الأمين العام الجمعية العربية لعلم الاجتماع د. محمد فرحات استاذ علم الاجتماع في جامعة القدس المفتوحة، وقدمت الثانية من قبل الدكتور أسعد العويوي، أستاذ التاريخ المعاصر في جامعة القدس المفتوحة، ونائب رئيس جمعية الصداقة الفلسطينية الروسية. وقد افتتح الندوة الدكتور نايف جراد مدير عام معهد فلسطين لابحاث الامن القومي، مرحبا بالمشاركين والحضور، ومشيرا الى ان هذه الندوة تاتي ضمن سلسلة من الندوات التي يعقدها المعهد في الشؤون الاستراتيجية، منوها الى اهمية موضوع الندوة بحسب اهمية الدور الروسي الاخذ بالتنامي في العالم بشكل عام وفي منطقة الشرق الاوسط بشكل خاص.

تحدث د. محمد فرحات حول مرتكزات استعادة الدور الروسي، والميزات التي تؤهل روسيا لاستعادة دورها كشريك في قيادة العالم، منها مثلا: موقعها ومساحتها الجغرافية، موروثها الثقافي والاخلاقي، اقتصادها المستقر، علاقاتها الدولية القائمة على احترام القانون الدولي، وانها لم تكن يوما دولة امبريالية استعمارية مع انها تبحث عن توسيع نفوذها عبر العالم _وهو امر مشروع لكل الدول_ الا انها لم تسع يوما لاحتلال اراضي دول اخرى كما فعلت كثير من الدول الامبريالية. الدولة الروسية تمتلك المقومات التي تجعلها قادرة على العودة كقطب ثانٍ في السياسة الدولية.

د. اسعد العويوي من جهته ناقش الدور الروسي وما يتعلق منه بالشأن الفلسطيني، مشيرا الى ان هنالك تاريخا طويلا من الصداقة الروسية الفلسطينية الممتدة منذ ايام الاتحاد السوفييتي، حيث لم يختلف موقفها من تاييد الحقوق الفلسطينية قديما ولا الآن، وأن روسيا بدأت بلعب دور اقليمي فاعل خاصة ما بعد عام 2008 وتدخلها في الازمة السورية ومحافظتها من خلال هذا التدخل على وحدة الاراضي السورية. كما ان الدور الجديد بدأ يتبلور اكثر فاكثر من خلال التحالف الجديد الذي يضم الى جانب روسيا كل من الصين وايران ولاعبين اخرين، هذا التحالف الذي لم يشكل حتى الان قوة مكافئة لقوة التحالفات الامريكية الا انه يحقق نجاحات متلاحقة وان ببطء، كما اشار الى ضرورة ان يستفيد الفلسطينيون من نجاحات هذا التحالف من اجل تدويل الحل وعدم اقتصاره على ارادة وسياسة الولايات المتحدة وحدها، وانه لا بد من التشبيك مع المؤسسات الروسية الرسمية او الاحزاب السياسية والشخصيات المحورية، حتى لا تبقى السياسة بالمنطقة حكرا على الارادة الامريكية وحلفائها.

ادار الندوة وعقب على المتحدثين د. رمزي عودة استاذ العلوم السياسية ومدير وحدة الابحاث والدراسات بمعهد فلسطين لابحاث الامن القومي.

وقد أُغنيت الندوة بأسلئلة ومداخلات من المشاركين والحضور، اضافت اضاءات ووجهات نظر مختلفة حول الدور الروسي ومآلاته.