"ساركومة" تفتك بجسد أحمد منذ ثلاث سنوات.. والقرار الرئاسي حرمه الفرصة الأخيرة

خاص دنيا الوطن
وإذا تمنيت أمراً، فارجو الله ألا يُصيبك المرض وأنت في غزة، هذا حال لسان والدة الطفل لؤي أحمد الخضري (3 سنوات ونصف) الذي اكتشفت بعد معاناته من إمساك مُزمن، أنه يُعاني من سرطان نادر جداً في المستقيم- آخر جزء من الأمعاء الغليظة قبل نهايتها، ويمتد حتى فتحة الشرج- يُسمى سرطان "سركومة".
اعتقدت والدة الطفل أحمد، أن ابنها الذي كان رضيعاً آنذاك لم يُكمل العام من عمره بعد، سيكون كباقي الأطفال الذين يُصابون بهذا المرض اللعين، وستبدأ رحلتها في أحد المستشفيات، وسيأخذ جرعات الكيماوي، الذي سيحرق جسده، لكنه سيُقاوم، وسيكون بخير، فخلايا الأطفال تتجدد بسرعة، وسيُشفى.
لكنها اصدمت بالواقع الذي عاشته على مدار ثلاث سنوات، تقول والدة الطفل في حديثها لـ"دنيا الوطن": "عانيت في مجمع الشفاء، فلم يقبلوا بإخراجه من غزة قبل أن يقوموا بالتجربة أولاً، فقاموا بإجراء عملية جراحية، وأزالوا جزءاً من الورم، ثم أرسلوني إلى مستشفى الأوغستا فكتوريا- المُطّلع بالقدس، وهناك أخبرني الطبيب أن ابني يُعاني من سرطان يُسمى الفتاك، ولا علاج لديهم".
واستطردت والدة الطفل: "مكثت هناك ثلاثة أسابيع، وكان حجم الورم 6.5 سم - 5.5 سم، وبعد فحوصات عدة أخبروني أن الورم صعب ويحتاج إلى مركز متخصص، وأنه يضغط على الأعصاب، وعدت إلى غزة خائبة".
كانت والدة الطفل، تمكث في المستشفيات أكثر من المنزل، حيث كان أحمد ينزف بشدة من فتحة الشرخ ويصرخ من شدة الألم، وبقي كذلك إلى أن قبل مستشفى (هداسا عين كارم) حالته، وقاموا بأخذ خزعة جديدة، وحين خرجت النتيجة، قاموا برفضه لنفس السبب، لا علاج لديهم، ويحتاج لمركز متخصص.
قبلت مستشفى النجاح التخصصي بنابلس حالة أحمد، ووصل إليهم جثة على قيد الحياة، فأدخلوه عملية إنقاذ حياة مُستعجلة لسوء حالته، ثم قاموا بإعطائه 6 جرعات كيماوي مكثف.
تروي والدته التفاصيل: "تقلص الورم بسبب الكيماوي، فقاموا بإدخاله إلى العمليات مرة أخرى، ثم أعطوه 3 جرعات كيماوي مكثفة مرة أخرى، وعدنا إلى غزة في تاريخ 28 شباط/ فبراير 2018".
بعد شهر ونصف، عاد أحمد إلى مستشفى النجاح، ليتضح أن الورم عاد وبقوة من جديد، وتأصل في العصب، تقول والدته: "أخبروني أن لا علاج له لديهم، وأن ما فعلوه سابقاً كان مجرد مُجازفة، واتضح أنها لم تنجح، حيث هاجمه السرطان مرة أخرى، وقام أطباء النجاح بكتابة تحويلة مستعجلة لمركز متخصص في الداخل المحتل، وتم قبولها من طرفهم".
تفاجأت والدة أحمد بالقرار الرئاسي الذي أوقف التحويلات إلى إسرائيل، واستثنى ما قبل القرار بعشرة أيام، ومابعده بعشرة أيام، وكان فارق تحويلة ابنها ثلاثة أيام فقط.
بدأ الورم يكبر بسرعة، وبدأت حالة الطفل بالتدهور، وصراخه من شدة الألم يتعدى أركان منزله، واضطر الأطباء أن يصرفوا له مُسكنات مُخدرة قوية لا تتناسب مع عُمره لترحمه قليلاً، إلى أن عاد إلى مستشفى المطلع الذي رفضه أول مرة، مبررين أن لديهم أوامر بعدم رفض أي حالة، كما تقول والدته.
وأضافت والدته: "أخبروني أنه لاعلاج له، ولكنهم سيقومون بتجربة نوع معين من الكيماوي، فأعطوه ثلاث جرعات، وبعدها أجروا صورة رنين مغناطيسي، ليكتشفوا أن الورم تمكن تماماً من العصب المغذي للمستقيم، وأخبروني أن الوضع صعب للغاية".
وشرح الأطباء لوالدة أحمد أنه في حال أجرى عملية جديدة، فإنه قد يُصاب بشلل نصفي، أو سيتم عمل فتحة جانبية في أمعائه، وفي كلا الحالتين حياته في خطر، وبالتالي لن يتم إجراؤها، وبقي على العلاج الكيماوي في محاولة للحد من انتشار الورم.
تبكي والدته: "أخبرني الطبيب أن سنتمترات قليلة تفصل بين الموت وحياة ابني، ما ذنب أحمد في القرار الرئاسي؟ من حقه أن يتعالج كباقي الأطفال، طرقت جميع الأبواب، والجميع يُخبرني أنه فعل ما بوسعه؟ كيف وابني يتلوى من الألم؟ لماذا تتركون أطفالنا إلى أن يموتوا أمام أعيننا وتملأ الحسرة قلوبنا عليهم؟".
وطالبت والدة أحمد الرئيس عباس، ووزيرة الصحة مي كيلة بالتدخل، وإيجاد حل سريع لإنقاذ طفلها، الذي لم يكن ذنبه سوى أنه وُلد في غزة.









وإذا تمنيت أمراً، فارجو الله ألا يُصيبك المرض وأنت في غزة، هذا حال لسان والدة الطفل لؤي أحمد الخضري (3 سنوات ونصف) الذي اكتشفت بعد معاناته من إمساك مُزمن، أنه يُعاني من سرطان نادر جداً في المستقيم- آخر جزء من الأمعاء الغليظة قبل نهايتها، ويمتد حتى فتحة الشرج- يُسمى سرطان "سركومة".
اعتقدت والدة الطفل أحمد، أن ابنها الذي كان رضيعاً آنذاك لم يُكمل العام من عمره بعد، سيكون كباقي الأطفال الذين يُصابون بهذا المرض اللعين، وستبدأ رحلتها في أحد المستشفيات، وسيأخذ جرعات الكيماوي، الذي سيحرق جسده، لكنه سيُقاوم، وسيكون بخير، فخلايا الأطفال تتجدد بسرعة، وسيُشفى.
لكنها اصدمت بالواقع الذي عاشته على مدار ثلاث سنوات، تقول والدة الطفل في حديثها لـ"دنيا الوطن": "عانيت في مجمع الشفاء، فلم يقبلوا بإخراجه من غزة قبل أن يقوموا بالتجربة أولاً، فقاموا بإجراء عملية جراحية، وأزالوا جزءاً من الورم، ثم أرسلوني إلى مستشفى الأوغستا فكتوريا- المُطّلع بالقدس، وهناك أخبرني الطبيب أن ابني يُعاني من سرطان يُسمى الفتاك، ولا علاج لديهم".
واستطردت والدة الطفل: "مكثت هناك ثلاثة أسابيع، وكان حجم الورم 6.5 سم - 5.5 سم، وبعد فحوصات عدة أخبروني أن الورم صعب ويحتاج إلى مركز متخصص، وأنه يضغط على الأعصاب، وعدت إلى غزة خائبة".
كانت والدة الطفل، تمكث في المستشفيات أكثر من المنزل، حيث كان أحمد ينزف بشدة من فتحة الشرخ ويصرخ من شدة الألم، وبقي كذلك إلى أن قبل مستشفى (هداسا عين كارم) حالته، وقاموا بأخذ خزعة جديدة، وحين خرجت النتيجة، قاموا برفضه لنفس السبب، لا علاج لديهم، ويحتاج لمركز متخصص.
قبلت مستشفى النجاح التخصصي بنابلس حالة أحمد، ووصل إليهم جثة على قيد الحياة، فأدخلوه عملية إنقاذ حياة مُستعجلة لسوء حالته، ثم قاموا بإعطائه 6 جرعات كيماوي مكثف.
تروي والدته التفاصيل: "تقلص الورم بسبب الكيماوي، فقاموا بإدخاله إلى العمليات مرة أخرى، ثم أعطوه 3 جرعات كيماوي مكثفة مرة أخرى، وعدنا إلى غزة في تاريخ 28 شباط/ فبراير 2018".
بعد شهر ونصف، عاد أحمد إلى مستشفى النجاح، ليتضح أن الورم عاد وبقوة من جديد، وتأصل في العصب، تقول والدته: "أخبروني أن لا علاج له لديهم، وأن ما فعلوه سابقاً كان مجرد مُجازفة، واتضح أنها لم تنجح، حيث هاجمه السرطان مرة أخرى، وقام أطباء النجاح بكتابة تحويلة مستعجلة لمركز متخصص في الداخل المحتل، وتم قبولها من طرفهم".
تفاجأت والدة أحمد بالقرار الرئاسي الذي أوقف التحويلات إلى إسرائيل، واستثنى ما قبل القرار بعشرة أيام، ومابعده بعشرة أيام، وكان فارق تحويلة ابنها ثلاثة أيام فقط.
بدأ الورم يكبر بسرعة، وبدأت حالة الطفل بالتدهور، وصراخه من شدة الألم يتعدى أركان منزله، واضطر الأطباء أن يصرفوا له مُسكنات مُخدرة قوية لا تتناسب مع عُمره لترحمه قليلاً، إلى أن عاد إلى مستشفى المطلع الذي رفضه أول مرة، مبررين أن لديهم أوامر بعدم رفض أي حالة، كما تقول والدته.
وأضافت والدته: "أخبروني أنه لاعلاج له، ولكنهم سيقومون بتجربة نوع معين من الكيماوي، فأعطوه ثلاث جرعات، وبعدها أجروا صورة رنين مغناطيسي، ليكتشفوا أن الورم تمكن تماماً من العصب المغذي للمستقيم، وأخبروني أن الوضع صعب للغاية".
وشرح الأطباء لوالدة أحمد أنه في حال أجرى عملية جديدة، فإنه قد يُصاب بشلل نصفي، أو سيتم عمل فتحة جانبية في أمعائه، وفي كلا الحالتين حياته في خطر، وبالتالي لن يتم إجراؤها، وبقي على العلاج الكيماوي في محاولة للحد من انتشار الورم.
تبكي والدته: "أخبرني الطبيب أن سنتمترات قليلة تفصل بين الموت وحياة ابني، ما ذنب أحمد في القرار الرئاسي؟ من حقه أن يتعالج كباقي الأطفال، طرقت جميع الأبواب، والجميع يُخبرني أنه فعل ما بوسعه؟ كيف وابني يتلوى من الألم؟ لماذا تتركون أطفالنا إلى أن يموتوا أمام أعيننا وتملأ الحسرة قلوبنا عليهم؟".
وطالبت والدة أحمد الرئيس عباس، ووزيرة الصحة مي كيلة بالتدخل، وإيجاد حل سريع لإنقاذ طفلها، الذي لم يكن ذنبه سوى أنه وُلد في غزة.









التعليقات